قرار "غريب" لبنك "إتش إس بي سي" إثر انفجار فضيحة الأموال المشبوهة
المؤسسة البريطانية أوقفت النشر على حسابات مواقع التواصل الاجتماعي خشية ردود فعل سلبية بعد فضيحة "الأموال المشبوهة"
طلبت مجموعة "إتش إس بي سي" القابضة من موظفيها التوقف عن النشر على جميع حسابات مواقع التواصل الاجتماعي للبنك.
يأتي ذلك وسط مخاوف من "ردود فعل سلبية" بعدما كشفت وثائق مسربة عن أنشطة ومعاملات مالية مشبوهة، حسبما ذكرت وكالة "بلومبرج" الأمريكية.
وقالت تريشيا وينر، رئيسة التسويق لأذرع الخدمات المصرفية التجارية والاستثمارية العالمية التابعة لبنك "إتش إس بي سي"، في مذكرة للموظفين، الإثنين، إن الشركة التي يوجد مقرها في لندن لن تنشر حتى الساعة 11 صباحًا على الأقل بتوقيت المملكة المتحدة يوم الثلاثاء.
وكتبت وينر: "نظرًا للتغطية الإخبارية الحالية، اتخذ قرار بإيقاف جميع منشورات إتش إس بي سي الاستباقية على وسائل التواصل الاجتماعي على الفور (باستثناء ردود العملاء في الخدمات المصرفية) لتجنب ردود الفعل السلبية والتعليقات عبر قنواتنا ومحتوانا".
وتراجعت الأسهم في "إتش إس بي سي"، بنسبة 2.7٪ إلى 28.50 دولار هونج كونجي في هونج كونج حتى الساعة 10:45 صباحًا بالتوقيت المحلي، بعد أن وصلت إلى أدنى مستوى لها منذ عام 1995، الإثنين.
ويدير البنك العشرات من حسابات التواصل الاجتماعي في جميع أنحاء العالم، ويقدم معلومات عن خدماته للعملاء في جميع الدول الكبرى التي يعمل فيها.
و"إتش إس بي سي"، واحد من نحو 90 بنكًا ورد اسمه في الوثائق المسربة من شبكة إنفاذ الجرائم المالية التابعة لوزارة الخزانة الأمريكية، التي كشفت عن معاملات مالية مشبوهة بنحو 2 تريليون بين عامي 1999 و2017، حذر مسؤولو الامتثال (الرقابة) الداخلي في المؤسسات المالية من أنها عمليات غسل أموال محتملة أو أنشط إجرامية أخرى.
في المقابل أوضح "إتش إس بي سي"، في بيان أن جميع المعلومات التي وردت تاريخية، مضيفا أن البنك بدأ من 2012 رحلة استمرت عدة سنوات لإصلاح قدرته على مكافحة الجرائم المالية في أكثر من 60 قطاعا.
تسريب وثائق سرية
وتم تسريب آلاف الوثائق السرية إلى مجموعة دولية من الصحفيين الاستقصائيين حول معاملات مالية تتجاوز قيمتها 2 تريليون دولار (1.55 تريليون إسترليني)، يحتمل أنها فاسدة تم غسلها من خلال النظام المالي الأمريكي.
وقالت وسائل إعلام عالمية، إن وثائق مسربة تكشف عن أنشطة مشبوهة رفعتها بنوك وشركات مالية أخرى إلى شبكة مكافحة الجرائم المالية بوزارة الخزانة الأمريكية.
وأوردت تقارير صحفية أن تلك الوثائق يزيد عددها على 2100، وقد حصل عليها موقع "بازفيد"، وأطلع عليها و"الاتحاد الدولي للصحافة الاستقصائية" (آي سي آي جاي)، ومنظمات إعلامية أخرى.
وقال التحقيق الذي أجراه موقع "بازفيد نيوز" و"آي سي آي جاي" بمشاركة 108 مؤسسات إعلامية من 88 دولة، إن التقارير تتضمن معلومات عن معاملات تتجاوز قيمتها تريليوني دولار في الفترة من 2009 إلى 2017، وحذرت إدارات الامتثال بالمؤسسات المالية من أنها مشبوهة.
لكن التقارير ليست دليلا بالضرورة على ارتكاب مخالفة، وقال الاتحاد إن الوثائق المسربة ليست سوي نسبة ضئيلة من التقارير المقدمة لوحدة وزارة الخزانة.
وظهرت 5 بنوك عالمية في الوثائق بكثرة وهي "إتش إس بي سي"، و"جيه بي مورجان تشيس"، و"دويتشه بنك"، و"ستاندرد تشارترد"، و"بنك أوف نيويورك ميلون"، حسب الاتحاد.
وتقدم تقارير المعاملات المشبوهة معلومات مهمة في إطار الجهود العالمية لمكافحة غسل الأموال وجرائم أخرى.