حرب الرقائق الإلكترونية.. شريحة هواوي تتفوق على إنفيديا في الـ«AI»
قال رئيس شركة Huawei Ascend التنفيذي، وانغ تاو، إن أحدث شريحة للذكاء الاصطناعي من الشركة تضاهي، إن لم تتخطَّ، أداء شريحة A100 من إنفيديا
وأضاف “تاو”، أن شريحة الذكاء الاصطناعي “Ascend 910B” من هواوي أظهرت تفوقاً في بعض الاختبارات، حيث تقدم كفاءة أعلى 20% مقارنة بشريحة “Nvidia A100” عند تدريب نماذج اللغة الكبيرة LLM، وفي اختبارات أخرى تقترب من 80% من أداء شريحة إنفيديا، بحسب موقع South China Morning Post.
وأكد أنه لا يوجد فرق كبير بين أداء قوة الحوسبة لشريحتي Huawei 910B، وNvidia A100 في تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي الضخمة.
وتلعب هواوي دورًا متزايد الأهمية لدفع الصين باتجاه الاكتفاء الذاتي من شرائح الذكاء الاصطناعي، بسبب القيود الأمريكية التي تمنع “إنفيديا” من شحن وحداتها فائقة الأداء إلى السوق الصيني.
شرائح هواوي Ascend
وقدمت هواوي سلسلة شرائح Ascend لأول مرة عام 2019، بعد أربعة أشهر من إدراج الشركة في القائمة السوداء التجارية الأمريكية، ومنذ ذلك الحين، ركزت الشركة الصينية استراتيجيتها في مجال الذكاء الاصطناعي على بناء نظام متكامل من البرمجيات والأجهزة لخدمة العملاء المحليين، الذين فقدوا الوصول إلى التكنولوجيا المماثلة من الشركات الرائدة مثل إنفيديا.
وفي الشهر الماضي، صرح رئيس أعمال الحوسبة في هواوي، تشانج ديشوان، أن منظومة تطوير شرائح هواوي Ascend تضم 40 شريكًا بمجال الأجهزة، و1600 شريك بمجال تطوير البرمجيات، و2900 حل لتطبيقات الذكاء الاصطناعي.
ورغم طموحات هواوي، إلا أنها نادرًا ما كانت تتحدث علنًا عن جهودها لتجاوز قيود العقوبات الأمريكية التي تستهدف كبح التقدم التكنولوجي للصين في مجال أشباه الموصلات والذكاء الاصطناعي، حيث حافظت على سرية مصدر الرقائق المتقدمة التي تشغل سلسلة هواتف Mate 60 التي أطلقت في أغسطس/آب الماضي، التي تعد أول هواتفها الداعمة لتشغيل تقنيات شبكات الجيل الخامس 5G منذ أكثر من عامين.
سوق الرقائق
وتواجه كل من هواوي وإنفيديا تحديات كبرى، فالأولى تسعى لمواكبة التطور السريع في سوق الرقائق باستخدام أدوات قديمة.
ويعتقد الخبراء أن معالجات هواتف Mate 60 Pro صُنعت بواسطة شركة SMIC الصينية الرائدة في تصنيع أشباه الموصلات، باستخدام تقنيات محسنة تعتمد على المعدات الحالية، وتُستخدم شريحة Kirin 9000S المعتمدة على تقنية 7 نانومتر، بينما تقنيات SMIC المتاحة حاليًا قادرة على إنتاج شرائح بتقنية 14 نانومتر، ولكنها حققت الهدف عبر إجراء تعديلات جذرية على المعدات.
وأشار المحللون، إلى أن إنتاج رقائق الذكاء الاصطناعي عالية الأداء باستخدام أنظمة قديمة يمثل تحدياً للشركات الصينية، إذ إن رقائق الذكاء الاصطناعي عموماً أكبر بكثير من رقائق الهواتف الذكية. على سبيل المثال، شريحة Nvidia A100 أكبر بثماني مرات من معالج أبل A13 للهواتف المحمولة.
أما بالنسبة لإنفيديا، التي تجاوزت مؤخرًا شركة أبل لتصبح ثاني أكثر الشركات قيمة في العالم، فإنها تكرس جهودها لتقديم رقائق أقل جودة لتلبية احتياجات العملاء في الصين، بهدف الحفاظ على أحد أكبر أسواقها العالمية، وفي النصف الأول من العام الماضي، شكلت معالجات إنفيديا 90% من 500 ألف شريحة ذكاء اصطناعي بيعت في الصين خلال تلك الفترة، بينما استحوذت هواوي على 6% فقط من السوق.
وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بعد تشديد واشنطن قيود التصدير لتشمل المزيد من رقائق إنفيديا، قال الرئيس التنفيذي للشركة، جنسن هوانغ، إن إنفيديا تواجه "الكثير من المنافسة في الصين" بسبب القيود المفروضة على التكنولوجيا المتاحة للبيع هناك.
ورغم أن أفضل رقائق هواوي أدنى تقنيًا من أحدث وحدات معالجة الرسومات من إنفيديا، لكن رقائق Ascend 910B وKunpeng من هواوي ظهرت كبدائل رئيسية للشركات المحلية العاملة في مجال الذكاء الاصطناعي.
وتدير هواوي مجموعات عمل تطور رقائق Ascend في 19 مدينة صينية، تتضمن بكين وشنغهاي وشنتشن، وتخطط لإطلاق مجموعات جديدة في مقاطعات مختلفة خلال الفترة المقبلة، لتسريع وتيرة تطوير رقائق معالجاتها، ما يؤكد قدرتها على منافسة العملاق الأمريكي “إنفيديا”.