مدرعات تركية وحشود.. صراع نفوذ بين مليشيات غرب ليبيا
فيما ينتظر الليبيون بناء مستقبل البلاد، يستمر صراع المليشيات في الغرب الليبي من أجل النفوذ.
وشهدت مدينتا ترهونة وبني وليد تحشيدات مليشياوية ضخمة، وتحريكا لمئات السيارات المسلحة، ما أثار القلق في المناطق المحيطة بين المواطنين الليبيين.
ويؤكد المصادر وشهود العيان أن سيارات مسلحة اتجهت اليومين الماضيين نحو مدينتي ترهونة وبني وليد قادمة من مدينة طرابلس، وأسسوا نقاط تمركز على مسافات ٥٠٠ متر في مناطق بين طرابلس وقصر بنغشير.
ويقول شاهد عيان، "من كثرة انتشارهم وعددهم، لم أستطع القيادة إلا بسرعة 50 كيلومترًا في الساعة".
صراع السيطرة
وأكدت المصادر أن سبب هذه التحرك المليشياوي خلاف بين مليشيات أسامة الجويلي ومليشيا لواء 444، على دوائر النفوذ، ما اضطر الأخيرة لاستعراض قوتها في المنطقة.
وتابعت المصادر التي فضلت عدم الكشف عن هويتها، في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن الخلاف بين مليشيات الجويلي المتهمة بالتهريب، و٤٤٤ المتهمة بانتهاكات على أسس أيديولوجية ومناطقية، وقع نتيجة مطالبة الأحيرة الأولى بالانسحاب من مناطق جوار طرابلس مثل العزيزية والساعدية وجنزور وهو ما لاقى رفضا من الجويلي.
وأضافت أن المليشيات انتقلت إلى مدينتي ترهونة وبني وليد لتهديد المليشيات على طريق مدينة الشويرف التي تقع إداريا ضمن نفوذ مليشيات الجويلي ولا تبعد الكثير من مناطق سيطرتهم في الساعدية والزنتان.
حدود الشويرف
وأردفت المصادر أن الرتل الذي وصل إلى طريق الشويرف -مدخل الجنوب الليبي عبر مدينتي نسمة ومزدة- يتكون من حوالي 700سيارة و1500 عنصر معززة بسيارات مدرعة تركية، بهدف قطع الطريق علي مهربي النفط التابعين لمليشيات الجويلي.
وتقول مليشيات 444 عبر حسابها على فيسبوك إن تحركاتها الأخيرة تأتي لتثبيت الأمن وضبط عدد من المطلوبين والخارجين عن القانون.
ومن جانبها، أمنت قوات الجيش الليبي مدينة الشويرف إحدى نقاط التماس، ودفعت بتعزيزات ضخمة من اللواء 128 معزز، مدعومة بدوريات ثابتة ومتحركة لحمايتها من الاشتباكات المحتملة بين المليشيات قرب حدود المدينة.
معضلة المليشيات
ولا تزال معضلة المليشيات تواجه الدولة الليبية خاصة مع تلقي الأولى دعما من بعض الدول الإقليمية والدولية خاصة تركيا، رغم توقيع اتفاق وقف إطلاق النار والاتفاق السياسي القاضي بحل المليشيات ونزع سلاحها.
ولم يسلم من تهديد المليشيات وسطوتها في الغرب الليبي أحد، فقد سبق أن اقتحمت مقر المجلس الرئاسي للضغط على رئيسه محمد المنفي لإلغاء قرارات اتخذها، كما سبق وفعلت الشيء نفسه مع سلفه فايز السراج الذي استجاب لها، وعين بعض قياداتها في مناصب عليا والبعثات الدبلوماسية بالخارج.