الصين تستعد لأول محاولة بشرية للهبوط على الجانب المظلم للقمر
المركبة الفضائية الصينية "تشانجي 4" تستعد لأول محاولة بشرية للهبوط على الجانب المظلم (البعيد) من القمر بين الثلاثاء والخميس.
تستعد المركبة الفضائية الصينية "تشانجي 4" لأول محاولة بشرية للهبوط على الجانب البعيد (المظلم) من القمر بين الثلاثاء والخميس، بعد دخولها مداراً مخططاً له، صباح الأحد.
وقالت وكالة الفضاء الصينية إن مركز التحكم في بكين سيختار وقتاً مناسباً لتجربة الهبوط، لكن مؤسسة سميثسونيان الأمريكية ومجموعة المتاحف والمراكز البحثية الأمريكية أفادت بأنه من المتوقع أن تهبط المركبة في الفوهة القمرية المعروفة باسم "فون كرمان" بين 1 و3 يناير الجاري.
والفوهة القمرية وهي عبارة عن الأشكال الشبه دائرية التي نشاهدها على سطح القمر، والتي تتشكل عن طريق اصطدام النيازك والكويكبات بالسطح، بعضها كبير ويصل قطرها لحوالي 209 كم وتمتلئ بالحمم البركانية، والبعض الآخر صغيرة جداً يصل قطرها إلى حوالي 61 سنتيمتراً.
وبحسب ما نقلته شبكة أخبار "شين لانغ" الصينية عن وكالة الفضاء الصينية، فإنه تم إطلاق المسبار الفضائي"تشانجي 4" من مركز شيتشانغ في جنوب الصين، يوم 8 ديسمبر/كانون الأول الماضي، على متن صاروخ "لونج مارش 3 بي" ودخلت المركبة مدار القمر بعد 4 أيام من الإطلاق.
والجانب البعيد من القمر - المعروف أيضاً باسم الجانب المظلم لأنه في الجهة الأخرى من الأرض - لا يزال غير معروف نسبياً، مع تكوين مختلف عن المواقع على الجانب القريب، حيث هبطت البعثات السابقة.
ويمثل الهبوط على المظلم من القمر تحدياً كبيراً، حيث تفقد المركبة اتصالها بالأرض مجرد وصولها إلى هذه المنطقة، وسبق وأن رفضت وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا"، إرسال بعثة إلى الجانب المظلم من القمر، مبررة ذلك بأنها لن تكون قادرة على التواصل مع مسبارها ولم يتمكن رواد الفضاء من إرسال الإشارات إلى الأرض.
ولحل هذه المشكلة، أطلقت الصين قمراً صناعياً يعمل على تتبع وترحيل البيانات لإقامة وصلة اتصال بين الأرض والمسبار القمري "تشانجي 4".
ويعمل القمر الصناعي الذي أُطلق اسم “Queqiao” أو “Magpie Bridge” على مسافة تصل إلى أكثر من 400 ألف كيلومتر (250000 ميل) من كوكب الأرض.
ووفقاً لإدارة الصين الوطنية للفضاء، عدّلت المراقبة الأرضية في بكين مدار المسبار "تشانجي 4" مرتين واختبرت وصلة الاتصال بين المسبار والقمر الصناعي “Queqiao”، كما تم اختبار أدوات التصوير وأجهزة الكشف عن المدى الخاص بالقمر من أجل الهبوط.
وقالت الإدارة إن المهام العلمية لـ"تشانجي 4" شملت رصداً فلكياً باستخدام الراديو منخفض التردد، ومسح التضاريس، واكتشاف تركيبة المعادن وهيكل سطح القمر الضحل، وقياس إشعاع النيوترونات والذرات المحايدة، لبناء فهم للبيئة على جانب القمر البعيد.
وإطلاق الصين للمسبار الفضائي "تشانجي4" يمثل الانتهاء من المرحلة الثانية من برنامج استكشاف القمر الصيني، وهو واحد من 16 هدفاً علمياً رئيسياً حددته الحكومة الصينية في وقت سابق.
كما ستطلق الصين مركبة فضائية قابلة للإعادة تدعى "تشانجي 5" بحلول عام 2020، في إطار المرحلة الثالثة والأخيرة من الخطة. وستهبط المركبة "تشانجي 5" على سطح القمر، ثم تعود إلى الأرض بعد جمع العينات وإجراء عمليات المسح على القمر، وفقاً للبرنامج الصيني.
aXA6IDE4LjIyNS41Ni43OCA= جزيرة ام اند امز