منظمات حقوقية ببراثن قطر.. تكتيكات الترويض والتطويع
المركز "المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية" يكشف في تقرير عن 6 تكتيكات استخدمها الإخوان للسيطرة على الحركة الحقوقية
السجل الأسود للإخوان وممولهم قطر جعل منظمات حقوق الإنسان هدفا للجماعة وراعيها، وأداة لتشويه الوضع الحقوقي في أي دولة مستهدفة.
فباختراق المجال الحقوقي حاول ثنائي الشر خداع المجتمعات الغربية، فسوقا لصورة الجماعة المضطهدة، والدويلة المظلومة من جيرانها، طمعا في دعم كادا أن يحصلا عليه لولا انكشاف مخططهما بتصنيفهما ضمن خانة الإرهاب.
المرصد التابع للمركز "المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية" (مركز تفكير مستقل)، كشف في تقرير عن 6 تكتيكات استخدمتها جماعة الإخوان للسيطرة على الحركة الحقوقية وترويضها لتحقيق أهدافها:
الأول: تأسيس منظمات تخضع لها ولا تتبعها تنظيميا
جندت قطر شخصيات معارضة لأنظمة الشرق الأوسط وتعيش في أوروبا للدفاع عن الجماعة، عبر تأسيس منظمات خاضعة لها لكنها غير مرتبطة بها تنظيميا.
تحرك الدوحة هذه المنظمات، وتضع أجندتها وتوفر لها التمويل اللازم، لكن عن بعد، دون أن يكون لها أي رابط مباشر ضمن تسلسلها التنظيمي، والدوحة تراهن بهذا التكتيك على ضرورة ترك مساحة للتمويه من جهة، وللإيهام بأن المنظمة تدافع ضمن أنشطتها المعتادة عن الجماعة.
ثانيا: اختراق المؤسسات الحقوقية
لقطر جيش من العملاء الذين تزرعهم في المنظمة المستهدفة، حيث تكون البداية عبر العلاقات العامة، قبل أن تتحول إلى صداقات تليها عروض تمويل وبرامج ومقترحات، تنتهي غالبا بفرض أجندة معينة.
ثالثا: ابتزاز
تحرص الدوحة على ممارسة "الابتزاز العاطفي" للرأي العام الغربي، من خلال تحريف الحقائق وتقديم الإخوان على أنها جماعة مضطهدة بسبب أيديولوجيتها وليس بسبب أنشطتها الإرهابية.
رابعا: علاقات لتمرير المعلومات
نسج العلاقات مع مؤسسيها ومدرائها بما يسمح بتمرير المعلومات التي يرغبون في إيصالها للرأي العام، وهذا ما مكن الدوحة من صنع قاعدة بيانات كاملة تضم جميع مسؤولي المنظمات الحقوقية ممن يسهل أو يمكن تطويعهم عبر الهبات والهدايا والأموال الطائلة.
خامسا: مشاركات وتوغل
مشاركة عناصرها بشكل مكثف في الاجتماعات الحقوقية الدولية سواء في المجلس الدولي لحقوق الانسان التابع للأمم المتحدة أو تنظيم اللقاءات مع أعضاء الكونجرس الأمريكي أو البرلمان الأوروبي .
سادسا: التمويل
توفير التمويل لأنشطة بعض تلك المنظمات بهدف السيطرة على أجندة عملها، فالمال يعتبر بالنسبة للدوحة الطعم السحري الذي لا يقاوم، وبه يمكن شراء دعم أي منظمة.
التشويه والاستجداء
تشويه الخصم من جهة واستجداء التعاطف الدولي من جهة أخرى.. هدفان أساسيان تحرص الدوحة على تحقيقهما من خلال السيطرة على المنظمات الحقوقية أو إنشاء منظمات تحت ستار حقوقي.
التقرير نفسه حدد عددا من الأهداف التي ترسمها من وراء ذلك، بينها توظيف تلك المنظمات لتشويه الوضع الحقوقي في أي دولة، مستهدفة واستغلالها كأداة لمهاجمة خصوم الجماعة.
هدف آخر يشمل تقديم الجماعة الإرهابية على أنها مضطهدة ومعارضة سياسية، وتصدير صورة للمجتمع الدولي بأنها جماعة مسالمة لا تستخدم الدين والعنف لتحقيق أغراضها السياسية، وهو أمر يتنافى تماما مع تاريخ الجماعة وحقيقة حركتها.
كما تستخدم الدوحة تلك المنظمات كمأوى يعمل فيه عدد من عناصرها الهاربة من الملاحقة الأمنية ومساعدتهم على حق اللجوء في أوروبا، علاوة على الاستفادة من مناخ الحريات في الغرب، واستغلال ذلك لتسهيل حركة أموال التنظيم الإرهابي.
سويسرا وبريطانيا.. ومنظمات الإخوان
هما البلدان اللذان تركز عليهما الدوحة لإنشاء أو تشكيل شبكة المنظمات الحقوقية المستهدفة، في اختيار لم يكن أبدا عبثيا.
فسويسرا كونها البلد الذي يضم مقر المجلس الدولي لحقوق الإنسان، فيما أصبح لجماعة الإخوان أنشطة عديدة تعقد داخل مقر الأمم المتحدة، مستغله وجود عدد كبير من المنتمين للجماعة بدول الاتحاد الأوروبي، وسهولة تسجيل المنظمات الحقوقية.
أما بريطانيا فتعتبر مركزا رئيسيا للإخوان في أوروبا، حيث أسست الجماعة وجودها في الأراضي البريطانية في ستينيات القرن الماضي، ما يثير جدلا سياسيا كبيرا في البلاد.
ووفق مراجعة للحكومة البريطانية لملف الإخوان، أجريت بين عامي 2014 و2015 بتكليف من رئيس الوزراء الأسبق ديفيد كاميرون، فإن المنظمات المحسوبة على الإخوان في بريطانيا تنكر في العلن ارتباطها بالجماعة، وتبقي هذه الروابط سرا حتى اليوم.
ورغم محاولات التخفي إلا أن العديد من التقارير فضحت التوجهات الحقيقية للجماعة، ما دفع بأعضاء مجلس العموم البريطاني، في فبراير/شباط الماضي، للمطالبة بحظر "الإخوان" الإرهابية، لما تشكله من خطر واضح على أمن المملكة المتحدة.
aXA6IDMuMTM3LjE4MC42MiA= جزيرة ام اند امز