مبادرات إنسانية رائدة.. الإمارات تخفف أوجاع العالم
وسط معاناة المتضررين من الحروب والصراعات، والكوارث والأزمات، تمد الإمارات أياديها للجميع للتخفيف عنهم عبر مبادرات إنسانية رائدة.
مبادرات لا تتوقف لتخفيف أوجاع العالم الناتجة عن الحروب والصراعات والكوارث الطبيعية والتغيرات المناخية، تجسد أسمى صور التضامن والأخوة الإنسانية.
جهود تتواصل ضمن استراتيجية الأخوة الإنسانية التي تنتهجها الإمارات وتضع في أولوياتها "الإنسان أولاً" من دون تمييز بناء على أساس الجغرافيا أو العرق أو الدين، سيراً على نهج المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في العطاء ومواصلة أعمال الخير، وتنفيذا لتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات.
وعلى مدار الأسبوع الجاري فقط، أرسلت الإمارات مساعدات إلى لبنان وغزة واليمن والفلبين وموريتانيا.
دعم غزة
وأعلنت قيادة العمليات المشتركة بوزارة الدفاع الإمارتية عن تسيير سفينة المساعدات الإماراتية الخامسة، الأربعاء، من ميناء الحمرية بإمارة دبي إلى مدينة العريش المصرية، حاملة على متنها 5112 طناً من المساعدات الإنسانية تلبية لاحتياجات الأشقاء الفلسطينيين في قطاع غزة، وذلك ضمن عملية "الفارس الشهم 3".
وتحمل السفينة مواد غذائية ومواد إيوائية ومستلزمات طبية، بالإضافة إلى 5 سيارات إسعاف، ساهم في تأمينها كل من هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، ومؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، ومؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية.
مبادرات لم تتوقف على مدار الساعة منذ بدء الهجوم الإسرائيلي على غزة 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وما زالت متواصلة، تتويجا لحراك الإمارات المتواصل لدعم غزة على مختلف الأصعدة، عبر البر والبحر والجو.
رسمت الإمارات عبر تلك المبادرات ملحمة إغاثية إنسانية، قادها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، وجعلت البلاد في صدارة دول العالم الداعمة لأهل غزة بشكل خاص والعمل الإنساني بشكل عام، في مسار توثقه الحقائق على أرض الواقع وتؤكده لغة الأرقام، التي تبرز جهود الإمارات القياسية في دعم القطاع.
لم تألُ الإمارات جهدا في دعم أهل غزة منذ بدء التصعيد الإسرائيلي، فأطلقت المبادرات لدعم القطاع من أبرزها:
- "تراحم من أجل غزة"، في 15 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، التي شارك فيها أكثر من 24 ألف متطوع داخل دولة الإمارات، قاموا بتحضير 71 ألف سلة من المواد الإغاثية تم تجميعها محليا.
- ثم أطلقت مبادرة "الفارس الشهم 3" يوم 5 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بتوجيهات من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
ومن رحم تلك المبادرة ولدت أكثر من 10 مبادرات تقريبا، من بينها:
- إنشاء مستشفيين ميدانيين الأول داخل قطاع غزة، والثاني مستشفى عائم قبالة ساحل مدينة العريش.
-إقامة 5 مخابز أوتوماتيكية، وتوفير الطحين لعدد 8 مخابز قائمة في غزة.
-إنشاء 6 محطات تحلية تنتج مليوني غالون مياه يومياً يجري ضخها إلى قطاع غزة ويستفيد منها أكثر من 600 ألف نسمة.
-تنفيذ 53 إسقاطا جويا ناجحا للمساعدات الإنسانية على المناطق المعزولة والتي لا تصل إليها المساعدات في قطاع غزة حيث بلغ إجمالي المساعدات التي تم إسقاطها 3623 طناً من المساعدات الإغاثية والإنسانية وذلك ضمن عملية طيور الخير الإنسانية.
مساعدات نجحت خلالها الإمارات في تحقيق أرقام قياسية وسوابق تاريخية دعماً لأهل غزة
وتواصل دولة الإمارات العمل على تكثيف الجهود لضمان تدفق ووصول المساعدات وتوزيعها عبر كافة الوسائل والطرق المتاحة للإسهام في التخفيف من معاناة الأشقاء الفلسطينيين في قطاع غزة.
ويأتي إرسال المساعدات الإغاثية بحراً وبراً وجواً تجسيداً لالتزام دولة الإمارات التاريخي والراسخ في دعم الشعب الفلسطيني، حيث لا تتوانى عن تقديم كافة أشكال الدعم الإنساني إلى الأشقاء الفلسطينيين.
إغاثة لبنان
ومن غزة إلى لبنان، حيث وصل إلى مطار بيروت قبل يومين طائرتين إغاثيتين ضمن حملة "الإمارات معك يا لبنان" تحملان على متنهما هدية الشيخة فاطمة بنت مبارك "أم الإمارات" رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، حيث اشتملت الطائرتان على نحو 80 طناً من المواد والمستلزمات الخاصة بالأمهات اللبنانيات دعماً لهن في ظل الأزمة الحرجة الراهنة.
وتواصل دولة الإمارات استجابتها الإنسانية العاجلة لإغاثة الشعب اللبناني الشقيق في إطار الحملة المجتمعية "الإمارات معك يا لبنان"، تنفيذاً لتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات ومتابعة الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس الإمارات نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس ديوان الرئاسة، وإشراف الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون التنموية وأسر الشهداء رئيس مجلس الشؤون الإنسانية الدولية.
وقبيل تلك الطائرتين، أرسلت الإمارات 14 طائرة بعضها بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة - يونيسيف والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، فضلاً عن حملة "الإمارات معك يا لبنان" التي جمعت 1,300 طن من الإمدادات الإغاثية، بمشاركة 24 مؤسسة إماراتية مانحة وآلاف المتطوعين في تعبير صادق عن نهج دولة الإمارات في التضامن والتعاون الإنساني.
وقبيل أيام، استقبل مرفأ بيروت، سفينة مساعدات من دولة الإمارات على متنها 2000 طن من الإمدادات الإغاثية العاجلة للشعب اللبناني الشقيق، في إطار حملة "الإمارات معك يا لبنان".
وتماشياً مع الحملة التي أطلقها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لدعم الشعب اللبناني، وجه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الأربعاء، بتوفير برامج لدعم استمرارية التعليم في لبنان عبر "المدرسة الرقمية" التي تنضوي تحت مظلة مؤسسة "مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية"، لمواجهة الظروف الصعبة التي يواجهها الأطفال والقطاع التعليمي بسبب الأحداث الراهنة التي تمر بها الجمهورية اللبنانية الشقيقة.
ويأتي مشروع "استمرارية التعليم في لبنان 2024 – 2025" جزءاً من الاستجابة الشاملة من دولة الإمارات لدعم الشعب اللبناني، ويشمل ذلك تقديم الدعم الإغاثي، والغذائي، والصحي، ويستهدف المشروع في مرحلته الأولى 40 ألف مستفيد.
ويدعم المشروع استمرارية النظام التعليمي للأطفال المنقطعين عن التعليم عبر منصات رقمية متكاملة، تعمل على تقديم دروس وبرامج تعليمية تحسن من مستوى الطلاب التعليمي، وتزود المعلمين بالمهارات اللازمة لدعم استمرارية التعليم.
جهود تتواصل على أكثر من صعيد رسمت عبرها دولة الإمارات قيادة وحكومة وشعبا ملحمة إغاثية إنسانية، عبر حملة "الإمارات معك يا لبنان".
الحملة انطلقت تنفيذاً لتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، لدعم لبنان وشعبه الشقيق في ظل التصعيد الإسرائيلي، إذ حظيت بتجاوب وتفاعل واسع من أهل الإمارات والمقيمين بها.
وسارعت دولة الإمارات منذ اندلاع الأزمة إلى تقديم دعم فوري للشعب اللبناني عبر تخصيص 100 مليون دولار من المساعدات العاجلة، و30 مليون دولار مساعدات إغاثية للنازحين اللبنانيين إلى سوريا.
اليمن.. نبض الشرق
ومن لبنان إلى اليمن، حيث سلمت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي قبل يومين شحنة من الأدوية والمستلزمات الطبية للوحدة الصحية في منطقة مول الليمة بمديرية الديس الشرقية في حضرموت.
جاء ذلك ضمن حملة "نبض الشرق" التي دشنتها الهيئة خلال الشهر الجاري وتهدف إلى تغيير واقع القطاع الصحي في حضرموت، لتخفيف معاناة المواطنين في المناطق النائية الذين يواجهون صعوبات كبيرة في الحصول على الرعاية الصحية اللازمة.
وتأتي الحملة في ظل ما يعانيه المواطنون من أوضاع مأساوية، وانهيار قطاع الخدمات، خصوصًا الصحية، وتقدم "نبض الشرق" حلولًا عملية من خلال تطوير عشرة مراكز صحية في المديريات الشرقية في حضرموت، بهدف التخفيف من معاناة المواطنين الذين يتحملون أعباء وعناء السفر إلى المدن الرئيسية للحصول على الرعاية الطبية.
وتأتي هذه المبادرة في إطار الدور الإنساني الذي تقوم به دولة الإمارات، حيث تستهدف هيئة الهلال الأحمر الإماراتي تقديم الرعاية الصحية للمناطق النائية التي تفتقر إلى المستشفيات والكادر الطبي الكافي، وتعتبر هذه الجهود جزءًا من التزام دولة الإمارات من خلال ذراعها الإنسانية هيئة الهلال الأحمر، بهدف إعادة الأمل إلى المناطق الشرقية في محافظة حضرموت، عبر تعزيز الخدمات الصحية ودعم المراكز والوحدات الصحية.
المتضررين من الكوارث الطبيعية
ومن المتضررين من الحروب والصراعات، إلى المتضررين من الكوارات والأزمات الطبيعية، تواصل الإمارات جهودها الإنسانية لدعمهم.
ضمن أحدث تلك الجهود، قدمت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي مساعدات إنسانية عاجلة للمتأثرين من الإعصار الذي ضرب مؤخراً مناطق متفرقة في جمهورية الفلبين الصديقة، وذلك بتوجيهات الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة رئيس هيئة الهلال الأحمر الإماراتي.
تأتي هذه المساعدات الإغاثية العاجلة في ظل ما توليه القيادة الإماراتية من اهتمام بالغ نحو سرعة الاستجابة الإنسانية الدولية ومساعدة المتضررين في مثل هذه الكوارث الطبيعية لضمان التعافي المبكر وتوفير الاحتياجات الضرورية، انطلاقاً من دور الإمارات الإنساني والخيري والتنموي تجاه شعوب العالم كافة بغض النظر عن الأصل أو اللون أو العرق أو الدين أو المواقف الدولية تجاه مختلف القضايا.
وقبيل أيام، أعلنت دولة الإمارات عن تقديم مساعدات إنسانية عاجلة للأسر المتضررة جراء الفيضانات التي اجتاحت عددا من الولايات الموريتانية، ما تسبب في خسائر مادية جسيمة، وأجبر آلاف السكان على مغادرة قراهم ومساكنهم.
وأعربت دولة الإمارات في هذا الصدد عن تضامنها مع الجمهورية الإسلامية الموريتانية ووقوفها إلى جانبها في احتواء الأضرار الناجمة عن هذه الفيضانات، مؤكدة أن هذا الدعم يأتي في إطار العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، وضمن جهود الدولة للتخفيف من حدة الآثار الناجمة عن الفيضانات التي شهدتها البلاد مؤخراً، والمساهمة في توفير الاحتياجات الضرورية لشعب موريتانيا الشقيق، انطلاقاً من الدور الإنساني والتنموي لدولة الإمارات في تقديم الإغاثة العاجلة للدول خلال الأزمات والكوارث الطبيعية.
وتواصل دولة الإمارات حضورها الإنساني عالميا على صعيد إغاثة ونجدة المتضررين من الكوارث الطبيعية التي شهدتها العديد من دول العالم خلال العام الحالي، عبر برامج ومبادرات تميزت بالتنوع والجودة والوصول المبكر.
وشملت قائمة الدول التي مدت لها الإمارات يد العون: بوركينا فاسو، والبرازيل، والفلبين، وإثيوبيا، وكينيا، والكونغو الديمقراطية، وموريتانيا، ونيجيريا، ونيبال، وجنوب أفريقيا، وساحل العاج، والكاميرون.
وتعد الإمارات واحدة من أهم عناصر المواجهة الدولية لتخفيف آثار الكوارث الطبيعية، وذلك بفضل مبادراتها الإنسانية والتزامها الأخلاقي تجاه الضحايا والمتأثرين، إذ نجحت في إرساء نهج متفرد في هذا الصدد يقوم على تقديم العون والإغاثة لمستحقيها دون تمييز لجنس أو عرق ودين.
وتركت الاستجابة الإماراتية العاجلة تجاه الدول التي تعرضت للكوارث الطبيعية خلال العام الحالي أثرا طيبا في حياة الملايين من السكان المحليين، وأسهمت في التخفيف من معاناتهم.