استضافة وإجلاء.. يد الإمارات الإنسانية في أفغانستان تنقذ الآلاف
مبادرة تلو الأخرى تعزز دور الإمارات الإنساني على المستوى العالمي ليس آخرها موافقتها، اليوم الجمعة، على استضافة 5,000 من المواطنين الأفغان الذين تم إجلاؤهم من أفغانستان، وذلك قبيل توجههم إلى دول أخرى.
وما بين الاستضافة والإجلاء تواصل يد الإمارات الإنسانية عملها بفاعلية شهد لها الجميع بعد أن قامت بتسهيل عمليات الإجلاء لنحو 8,500 من الأجانب من أفغانستان وذلك باستخدام طائراتها وعبر مطاراتها.
وقالت وزارة الخارجية والتعاون الدولي إن دولة الإمارات، وبطلب من الولايات المتحدة الأمريكية ستستضيف المواطنين الأفغان بشكل مؤقت، قبل سفرهم إلى دول أخرى.
وسوف يغادر المواطنون الأفغان الذين تم إجلاؤهم إلى دولة الإمارات من العاصمة كابول خلال الأيام القادمة، على متن طائرات أمريكية.
وتأتي هذه المبادرة الإنسانية بالتزامن مع قيام دولة الإمارات مؤخراً، بتسهيل مغادرة عشرات الرحلات الجوية التي تقل مئات المواطنين الأجانب من أفغانستان، بما في ذلك عدد من الدبلوماسيين والموظفين من مختلف الجنسيات والعاملين بالمنظمات غير الحكومية إلى مطارات الدولة.
إشادات دولية
إشادات دولية تتواصل بجهود الإمارات الإنسانية في الأزمة الأفغانية، تتزامن مع إحياء العالم يوم العمل الإنساني في 19 أغسطس/ آب من كل عام.
تأتي تلك الإشادات الدولية وهذه الاحتفالية العالمية، في وقت يسجّل فيه تاريخ الإنسانية بأحرف من نور، مبادرات وجهود الإمارات لإغاثة المحتاجين حول العالم.
أيادي الإمارات البيضاء امتدت لإغاثة جميع الشعوب التي تمر بظروف صعبة، ضمن استراتيجية الأخوة الإنسانية التي تنتهجها وتضع في أولوياتها "الإنسان أولاً" من دون تمييز، بناء على أساس الجغرافيا أو العرق أو الدين.
تلك الاستراتيجية الإنسانية ظهرت بشكل جلي خلال الأزمة الأفغانية الحالية، على أكثر من صعيد، وعلى أكثر من مستوى.
وفي هذا الصدد، استقبلت دولة الإمارات الرئيس الأفغاني السابق أشرف غني وأسرته في البلاد وذلك لاعتبارات إنسانية.
أيضا ساعدت الإمارات العديد من الدول على إجلاء رعاياها من أفغانستان في الظروف الراهنة.
وأصبحت دولة الإمارات العربية المتحدة نقطة محورية في جهود الإجلاء من أفغانستان، ويأتي ذلك في إطار جهودها الإنسانية للتيسير على كافة الأطراف في ظل تلك الظروف.
ووجهت أستراليا رسالة شكر للإمارات، الخميس، على دورها في عملية إجلاء الرعايا الأستراليين من أفغانستان .
جاء ذلك خلال اتصال هاتفي تلقاه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة من سكوت موريسون رئيس وزراء أستراليا.
وعلى صعيد ذي صلة، وجهت المملكة المتحدة، الشكر لدولة الإمارات على الدعم الذي قدمته في عملية إجلاء مواطنين بريطانيين وأفغان من أفغانستان.
جاء ذلك خلال حديث جمع الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي، ووزير الخارجية البريطاني، دومينيك راب، وفق ما أعلنته الخارجية البريطانية.
وكتب حساب وزارة الخارجية البريطانية على موقع "تويتر"، الخميس، "وزير الخارجية دومينيك راب، تحدث مع الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي وشكره على الدعم الذي قدمته الإمارات لإرسال موظفين وعسكريين بريطانيين إلى أفغانستان، وإعادة مواطنين بريطانيين والأفغان الذين ساعدوا جهود المملكة المتحدة طوال 20 سنة الماضية".
الشكر البريطاني للإمارات يأتي بعد يومين من شكر فرنسي مماثل، حيث أثنت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي على جهود الإمارات في مساعدتها على إجلاء رعايا بلادها من أفغانستان في ظل الظروف الراهنة.
جاء ذلك خلال اتصال هاتفي ، الإثنين، تلقاه وزير الدولة لشؤون الدفاع الإماراتي محمد بن أحمد البواردي من وزيرة الجيوش الفرنسية.
عاصمة الإنسانية
قيم الإمارات الأصيلة والنبيلة، ظهرت أيضا بشكل جلي في الموقف الإنساني التي سجلته دولة الإمارات في تلك الأزمة.
وأفادت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية، بأن دولة الإمارات استقبلت الرئيس الأفغاني السابق أشرف غني وأسرته وذلك لاعتبارات إنسانية.
وكان الرئيس الأفغاني السابق خرج من البلاد بعد استيلاء طالبان على السلطة.
وأكد سلطان محمد الشامسي مساعد وزير الخارجية والتعاون الدولي لشؤون التنمية الدولية أن هذه المبادرة تعد دليلا على التزام دولة الإمارات بتعزيز التعاون الدولي، خاصة في أوقات الحاجة.
وقال في هذا الصدد :" تسعى دولة الإمارات على الدوام إلى الحلول السلمية والمتعددة الأطراف وتحرص على مواصلة العمل مع الشركاء الدوليين لدفع الجهود الرامية لمساعدة الشعب الأفغاني خلال هذه الفترة".
وتأتي الإشادات الدولية المتواصلة بجهود الإمارات لتتوج إنجازات إنسانية امتدت على مدار 50 عاماً منذ تأسيس الإمارات، بلغت خلالها حجم المساعدات الإماراتية الخارجية 320 مليار درهم في 201 دولة.
ونجحت الإمارات في أن تصنع الفارق في مجال العمل الإنساني، الأمر الذي ترجم على أرض الواقع باحتلالها لسنوات عديدة المركز الأول عالمياً كأكبر جهة مانحة للمساعدات الخارجية في العالم قياسا إلى دخلها القومي.
جهود إنسانية تتزايد وإشادات دولية تتواصل لترسخ الإمارات مكانتها كعاصمة إنسانية وحضارية بإنجازات ومبادرات نوعية.