6 أحزاب ضد أوربان.. انتخابات صعبة في المجر غدا
من استوديو متواضع في مستودع متهالك بضواحي بودابست تبث قناة "بارتيزان" على "يوتيوب" عشية الانتخابات التشريعية في المجر.
وفرضت القناة التي تبث بشكل مستمر يوميا نفسها كصوت إعلامي منتقد في ظل حكم رئيس الوزراء فيكتور أوربان، الذي يخوض معركة صعبة الأحد، ضد تحالف غير مسبوق مؤلف من ستة أحزاب.
وقال مؤسس القناة التي انطلقت عام 2018 والممولة من تبرعات صغيرة، لوكالة "فرانس برس"، "هنا هو المكان الذي يتم فيه كل شيء".
وفي سن الخامسة والثلاثين قرر مارتون غيلياس "التصدي للدعاية" التي تبثها وسائل الإعلام الموالية لأوربان، وللقيام بذلك تخلى عن مهنته كممثل ليصبح منتجاً ومقدم برامج.
وأكد مؤسس القناة الذي يعرّف نفسه بأنه "ديمقراطي اجتماعي" في بلد تؤيد أغلبيته اليمين، أنه يتعين "تحرير الخيال السياسي للناس".
صراع الدعاية
وقليلا ما يستضيف غيلياس في قناته مسؤولين في الحكومة أو سياسيين من حزب فيديس الحاكم، إذ إن الدعوات غالباً ما تبقى بدون رد، وإن تجرأ عدد قليل من الشخصيات على المشاركة.
وأوضح غيلياس لوكالة "فرانس برس" أن "هذه المقابلات تثير اهتماماً أكبر كونها تتضمن مواجهة حقيقية".
كما أشار إلى أنه غير راض أبداً عن أداء المعارضة، خاصة أن المرشح بيتر ماركي زاي، زعيم المعارضة، ارتكب خطأ في الاتصال استغله منافسه على الفور.
وأعلن زاي استعداده اتباع حلف الشمال الأطلسي في حال قرر الأخير إرسال جنود إلى أوكرانيا، وهو ما استغله أوروبان بذكاء، وخصص مجمل حملته الانتخابية على النقيض، وهي "جعل المجر بمنأى عن النزاع".
وقال غيلياس "إن طرح الأسئلة الجيدة قد يكون سيفا ذا حدين، ولكن يجب القيام بذلك"، مؤكدا حرصه على عدم الظهور بالضرورة كأحد معارضي رئيس الوزراء.
كما أنه يعتمد على القرب من الناس وجاب الدوائر الانتخابية بشاحنة صغيرة للقاء الناخبين. وسمح له ذلك باستقطاب 270 ألف مشترك في قناته.
خمس دقائق
ويرى الناشط السابق الذي تعرض للاعتقال قبل خمس سنوات لرميه طلاء على القصر الرئاسي، أنه يدين بنجاحه بالدرجة الأولى إلى فتور السكان إزاء تلفزيون عام استحوذت عليه السلطة، وفقا لعدة تقارير لمنظمات دولية، منها منظمة الأمن والتعاون في أوروبا.
وحصل زاي مرشح ٦ أحزاب معارضة لمنافسة أوربان، خلال الحملة الانتخابية على خمس دقائق على البث التلفزيوني الرسمي لعرض أفكاره، وهي المرة الأولى منذ أربع سنوات التي يتحدث فيها مرشح معارض.
وعلى النقيض، أعيد بث خطاب فيكتور أوربان الذي ألقاه في 15 مارس/آذار بمناسبة اليوم الوطني، تسع مرات في اليوم التالي على القناة الرئيسية. لكن المتحدث باسم الحكومة زولتان كوفاكس نفى تحيز هذه التغطية التلفزيونية للأخير.
وفي رده على وكالة فرانس برس حول هذا الموضوع، أجاب كوفاكس "إذا استمعت إلى الأخبار الصباحية على الاذاعة، فمن الواضح أن هناك مجموعة متنوعة من وجهات النظر والآراء والأقوال".
وأورد صحفي سابق من شبكة "ام تي في أيه" التلفزيونية، عمل لديها بين عامي 2015 و2019، رواية مختلفة تماماً عن حديث كوفاكس.
ونشر الصحفي أندراس روستوفاني (31 عامًا) في نوفمبر/تشرين الثاني 2020، تسجيلاً لاجتماع تحريري في الشبكة، ويمكن سماع رؤساء التحرير وهم يطلبون من فريقهم الانحياز لصالح أوربان لدى تغطية الأحداث.
وقال أندراس لوكالة "فرانس برس" "بعض زملائي قد يعتبرونني خائنا لكن في الواقع إن رؤسائي السابقين هم من خانوا الخدمة العامة".
ويحكم أوربان وحزبه الحاكم فيديس المجر منذ عام 2010، ويحظى بشعبية كبيرة في البلاد، فضلا عن تأييد واسع بين منظمات المجتمع المدني.
aXA6IDE4LjIyMi40NC4xNTYg جزيرة ام اند امز