إعصار «ميلتون» يهدد فلوريدا.. كيف يؤثر على الانتخابات الرئاسية؟
تشهد فلوريدا حالة استعداد قصوى مع اقتراب العاصفة الاستوائية "ميلتون" من ساحلها، ومن المتوقع أن تتحول إلى إعصار من الفئة الأولى.
وأعلنت الحكومة المحلية حالة الطوارئ في 51 من أصل 67 مقاطعة، بينما حذر حاكم الولاية رون ديسانتيس من أن العاصفة قد تُحدث أضرارًا جسيمة.
وفي تصريحات له، أكد ديسانتيس أن "الإعصار الكبير هو النتيجة الأكثر احتمالًا"، وأدى تزايد القلق بشأن ميلتون إلى استعدادات واسعة النطاق في جميع أنحاء الولاية.
وتعمل السلطات على توفير المساعدات اللازمة للسكان. من جهته، قال كيفن غوثري، رئيس إدارة الطوارئ في فلوريدا، إن "هذه هي أكبر عملية إجلاء منذ إعصار إيرما في عام 2017".
تأثر الانتخابات بالمناخ المتقلب
وتتزامن العاصفة مع تحذيرات من خبراء سياسيين حول تأثير الأعاصير على الانتخابات الرئاسية، حيث أشار كريس كوبر، عالم السياسة في جامعة ويسترن كارولينا، إلى أن دمار الإعصار "هيلين" في الولايات المتأرجحة قد يُغير من تركيبة الناخبين.
وأكد كوبر أن "كل تعديل صغير يمكن أن يكون له تأثير كبير" في ولايات مثل نورث كارولاينا، التي تعد نقطة تحول بين الحزبين.
الإعداد للإجلاء والاستجابة السريعة
يستعد سكان الساحل الغربي لفلوريدا لإجلاء جماعي محتمل، حيث أشارت التوقعات إلى أن ميلتون قد يضرب الولاية في منتصف الأسبوع.
ويدعو المسؤولون السكان إلى اتخاذ الاحتياطات اللازمة، مثل تأمين الغذاء والمياه لأسبوع كامل، تحسبًا للانقطاعات المحتملة في التيار الكهربائي.
في هذه الأثناء، لا يزال سكان بعض المناطق المنكوبة من إعصار هيلين يعانون من التأخير في استجابة الوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ "فيمّا".
وانتقد السكان بطء تدخل الوكالة، مشيرين إلى أنهم واجهوا صعوبات في الحصول على المساعدة بسبب ادعاءات الوكالة بأن "لافتة الطريق المغلقة" تمنع وصولهم.
مسار ميلتون وتوقعات الطقس
تشير التوقعات إلى أن ميلتون، الذي يبعد حوالي 860 ميلًا عن تامبا، يتحرك ببطء شرقًا، ومن المتوقع أن يصل كإعصار بحلول يوم الأربعاء.
وفي هذا السياق، حث ديسانتيس السكان على الاستعداد جيدًا، مشيرًا إلى أن "هناك وقتًا للاستعداد" قبل وصول العاصفة.
وبحسب المركز الوطني للأعاصير، فإن ميلتون قد يجلب أمطارًا غزيرة تصل إلى قدم (30 سنتيمترًا) في بعض المناطق، مما قد يؤدي إلى حدوث فيضانات في الأنهار والشوارع، كما يحذر المركز من الظروف الخطرة الناجمة عن الأمواج العاتية والتيارات البحرية في منطقة الكاريبي.
الاستجابة الفيدرالية والمساعدة المحلية
وفي ظل هذه الظروف الصعبة، أعلن مسؤولو "فيمّا" عن استعدادهم للتعامل مع أي طارئ قد ينجم عن ميلتون، حيث تم تنسيق الجهود مع حاكم الولاية وإبلاغ الرئيس بايدن حول الاستعدادات الجارية.
وفي الوقت نفسه، أكد مدير "فيمّا" ديان كريسويل أن الوكالة تستعد جيدًا لمواجهة ميلتون، رغم الانتقادات التي وُجهت لها بشأن استجابتها لإعصار هيلين.
تعد هذه التحذيرات والتدابير الاستباقية ضرورية في مواجهة مخاطر الأعاصير المتزايدة، إذ يبرز التأثير المحتمل للظواهر المناخية على نتائج الانتخابات وصنع القرار في الولايات المتأرجحة.