في موسم الأعاصير.. شواطئ تكساس في حماية "أشجار الميلاد"
يواصل مئات المتطوعين في تكساس الأمريكية حماية الأراضي المهددة من العواصف كل شتاء.
فعند شاطئ سورفسايد في جنوب شرق تكساس، يستعين هؤلاء المتطوعون بأشجار عيد الميلاد لإقامة عوائق جديدة من الكثبان الرملية وحماية مساحات مهددة من الأرض من مخاطر العواصف العاتية.
وتقف توني كابريتا مديرة جمعية "سايف أور بيتش" (أنقذوا شاطئنا) القائمة على المبادرة، في حال من الذهول في المكان، إذ لا شيء يشي أن تلالا رملية بطولها تقريبا كانت ترتفع في المكان قبل بضعة أشهر فقط قبل أن تغمر مياه المحيط سنوات طويلة من الجهود.
في كل الفصول، يمارس سكان لايك جونسون وهيوستون الصيد أو السباحة عند الشواطئ الممتدة على 37 كيلومترا في مقاطعة برازوريا التي يتبع لها شاطئ سورفسايد. وتشكل تلال الرمل في الساحل ملجأ للمئات من أجناس الطيور والسلاحف التي تقصدها لإلقاء بيضها، وأحيانا للتماسيح.
وبمناسبة "يوم الكثبان الرملية"، تعطي توني كابريتا إرشاداتها للمتطوعين الذين أتوا لإعادة تكوين الحواجز الرملية عند الشاطئ. ويضعون على الأرض 3 آلاف شجرة شوح ميلادية معاد تدويرها، باستخدام أوتاد خشبية وسلاسل من الألياف الطبيعية.
موسم الأعاصير
يغمر الرمل بالكامل غصون هذه الأشجار بفعل الحبات الرملية التي حملتها الرياح طوال أشهر عدة.
ويقول براين فرايزر مدير هيئة متنزهات مقاطعة برازوريا المشرفة على هذه العملية منذ 1978: "هذه التوليفة المثالية. إذ إن هذه الأشجار الميلادية ستتحلل وتُستخدم سمادا طبيعيا للنباتات التي ستنبت فوقها".
وأثبتت هذه التقنية نجاحا كبيرا لدرجة أن المقاطعة تتلقى باستمرار طلبات لتقديم المشورة. وهذا ما حصل في 2012 بعد مرور الإعصار ساندي على سواحل ولايتي نيوجيرزي ونيويورك على بعد آلاف الكيلومترات من هذه المنطقة.
وتشكل تعرية السواحل واقعا ملموسا في هذه المنطقة، إذ تجعل التيارات البحرية ومصب نهرين مجاورين من هذا الساحل من "السواحل التي تشهد أسرع وتيرة تعرية في تكساس"، بحسب براين فرايزر.
وأدى العائق المشيد من المتطوعين دورا في حماية المساكن والطرقات من غضب الطبيعة في العام الماضي.
ويوضح خبير الأعاصير في جامعة كولورادو فيل كلوتزباخ أن "موسم الاعاصير الأطلسية كان نشطا جدا في 2020، إذ سُجلت ثلاثون عاصفة أطلقت عليها أسماء، في عدد غير مسبوق خلال موسم واحد".
سلسلة سوداء
ولم يلحق مثل هذا الضرر بالساحل منذ مرور الإعصار أيك في 2008، لكن وقوع المنطقة بعيدا من عين الإعصار يحول دون تفعيل خطة المساعدات الفدرالية. وتؤكد توني كابريتا أن "العواصف لم تضربنا مباشرة. يمكن الإفادة من الأموال المقدمة من الولاية في هذه الحالة فقط".
وقد دفع الساحل فاتورة باهظة جراء الموج والمد العالي المتأتي من 4 عواصف وقعت بفارق أسابيع على بعد عشرات أو مئات الكيلومترات من المنطقة.
وبدأ كل شيء باكرا في مطلع يونيو/ حزيران عندما عبر الإعصار كريستوبال خليج المكسيك قبل التوجه نحو ميسيسيبي.
وهذه كانت "العاصفة المدارية الأبكر في لويزيانا" منذ 1959، بحسب الباحث فيل كلوتزباخ.
وفي نهاية أغسطس/ آب، ضرب الإعصار لورا ولايتي فلوريدا ولويزيانا بعدما أودى بحياة العشرات في هايتي وجمهورية الدومينيكان.
وفي منتصف سبتمبر/ أيلول، استنفدت الأسماء المحددة للعواصف المرتقبة في الموسم وبدأ علماء الأرصاد الجوية يستقون تسميات جديدة من الأبجدية اليونانية. وفي نهاية الشهر، هبت العاصفة المدارية بيتا على خليج المكسيك قبل التبدد على بعد 90 كيلومترا من شاطئ سورفسايد.
وانتهت هذه السلسلة السوداء الطويلة على المدينة الواقعة في ولاية تكساس مطلع أكتوبر/ تشرين الأول بإعصار ثان حمل اسم دلتا وأنهى أيضا نشاطه في لويزيانا.