"إرما" يفترس الكاريبي.. و"خوسيه" و"كاتيا" يتأهبان للانقضاض
إعصار "إرما" تسبب في تدمير كامل لبعض الجزر وشبه كامل لأخرى، ويعقبه إعصاران آخران
في وقت تسبب الإعصار العنيف "إرما" بإبادة جزر وإسقاط ضحايا وتدمير شبه كامل للمرافق في جزر الكاريبي وبورتو ريكو، ظهر إعصاران آخران في المحيط الأطلسي هما خوسيه وكاتيا.
وارتفعت حصيلة ضحايا "إرما" في الكاريبي إلى 14 قتيلا، فيما تستعد ولاية فلوريدا للأسوأ مع توجه هذا الإعصار بسرعة 260 كم/الساعة على الأقل نحو السواحل الأمريكية.
فمن المتوقع أن يصل الإعصار إلى الساحل الأمريكي الجنوبي الشرقي، بدءاً بفلوريدا مروراً بجورجيا ووصولاً إلى كارولاينا الجنوبية، بحسب المركز الأمريكي لمراقبة الأعاصير الذي يتوقع ارتفاع مستوى الأمواج الطبيعي 8 أمتار، وحصول "فيضانات قاتلة وخطرة" خلال الساعات الـ36 القادمة.
وعبّر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من واشنطن عن "قلقه الشديد" إزاء الأضرار التي من الممكن أن يتسبب بها الإعصار.
وأصدرت السلطات أمر إخلاء إلزامي للمناطق الساحلية في ولايتي فلوريدا وجورجيا موجهاً إلى ما يقارب المليون شخص.
ومع الاستعداد لتقليل خسائر "إرما" ظهرت أيضاً في الأجواء بوادر قوة إعصارين آخرين هما "خوسيه" و"كاتيا".
وأعلن المركز الوطني الأمريكي لمراقبة الأعاصير أن "خوسيه" اشتد قوة وأصبح إعصاراً خطراً من الدرجة الثالثة.
و"خوسيه" متواجد حالياً شرق جزر الأنتيل الصغرى، مصحوباً برياح سرعتها 195 كلم/ساعة، فيما يتجه شمال غرب بقوة 30 كلم/ساعة.
كما يتشكل حالياً إعصار أطلسي ثالث يدعى "كاتيا"، لا يزال في الدرجة الأولى، في جنوب غرب خليج المكسيك.
وبحسب خبراء الأرصاد الجوية فإن آخر مرة تشكلت فيها ثلاثة أعاصير متزامنة في المحيط الأطلسي كانت في سبتمبر/أيلول 2010.
وتأثر 1,2 مليون شخص بإعصار "إرما" حتى الآن، وهو عدد يمكن أن يرتفع إلى 26 مليوناً، حسب الصليب الأحمر.
وعن قوة "إرما" قالت مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية إنه "لم يسبق لطول مدة شدة الإعصار مثيل في العالم منذ أول عصر الأقمار الصناعية" قبل 50 عاماً.
والجزء الفرنسي من جزيرة سان مارتن التي تتشاطرها فرنسا مع هولندا كان من نصيبها العدد الأكبر من الضحايا حتى الآن؛ حيث فقدت 8 أشخاص، إضافة إلى إصابة 21 آخرين بحسب أجهزة الإغاثة.
ومن أبرز ملامح الدمار أيضاً أن "إرما" محا 95% من الجزء الفرنسي من سان مارتن.
وأعلن جاستون براون رئيس وزراء أنتيجوا وباربودا أن الأخيرة التي يقطنها 1800 نسمة "أُبيدت بالكامل" بعد أن اجتاحها الإعصار مصحوباً برياح بلغت نحو 300 كلم في الساعة وأوقع قتيلاً.
كما تسبب في تدمير 90% من منازلها، واقتلاع الأشجار، مقدراً حجم الأضرار فيها بـ150 مليون دولار.
وقال رئيس الوزراء الهولندي مارك روتيه إن الجزء الهولندي في الجزيرة، لحقت به "خسائر هائلة" خصوصاً في المطار والمرفأ، ما تسبب في عزل الجزيرة عن العالم.
كذلك تعرض مطار "الأمير جوليانا" الشهير بموقعه الفريد في الجزء الهولندي من جزيرة سان مارتن، لدمار شامل طال حتى السياج الأمني المحيط به.
وأشار بول ويندت المسؤول في صحيفة "دايلي هيرالد" المحلية في الجهة الهولندية للتلفزيون الألماني "آر تي إل" إلى أن "جبالاً من الحطام انتشرت في الشوارع. ليس لدينا لا تيار كهربائي ولا وقود للسيارات".
كما طال الدمار الهائل جزر فيرجن البريطانية، وأنجيلا، وسان بارتيليمي، وسان كيتس ونيفيس.
وأعلن المسؤول في وكالة إدارة الحالات الطارئة في بورتوريكو، مصرع شخصين، بينما تحدث حاكم الجزر العذراء الأمريكية كينيث ماب عن وفاة أربعة أشخاص.
وطاف إرما الذي بلغ الدرجة الخامسة، وهي الدرجة الأقصى للأعاصير، ساحل بورتوريكو الشمالي، متقدماً باتجاه الغرب وجمهورية الدومينيكان التي أعلنت حكومتها تنفيذ أولى عمليات الإخلاء في المناطق الساحلية.
وقال المركز الأمريكي لمراقبة الأعاصير إن "إرما" سيتجه نحو كوبا ومن ثم إلى فلوريدا التي سيضربها كلها اعتباراً من غد السبت، محذراً من ارتفاع شدة إعصار "كاتيا" الذي يتبع مسار "إرما"، فيما يزداد إعصار "خوسيه" قوة أيضاً.
وحذر خبراء الأرصاد الجوية من أن قوة "إرما" تفوق إعصار "هارفي" المدمر الذي ضرب ولاية تكساس أواخر أغسطس/آب الماضي، وأوقع 70 قتيلاً إضافة إلى تسببه بخسائر قدرت بما بين 150 و180 مليار دولار.