"كاترين.. ريتا.. هارفي.. إرما".. السر وراء أسماء الأعاصير
تساؤلات تثار بشأن السر وراء أسماء الأعاصير والعلاقة بين التسمية وقوة وسرعة الإعصار نفسه
" إرما".. هو اسم الإعصار الأخير الذي احتاج جزر تيركس أند كايكوس عقب ضربه جزر الكاريبي، كأحد أعنف الأعاصير التي ضربت المحيط الأطلسي خلال 100 عام، حيث أودى بحياة 14 شخصا متوجهاً إلى ولاية فلوريدا الأمريكية بسرعة قدرت بنحو 260كم/ساعة.
وتثار تساؤلات عديدة بشأن السر وراء أسماء الأعاصير والعلاقة بين التسمية وقوة وسرعة الإعصار نفسه، حيث تغيرت أسماء الأعاصير على مدار القرن الماضي بناء على تاريخ الإعصار ومنطقة حدوثه بالإضافة لأسماء أشخاص.
قصة تسمية الأعاصير
اهتم علماء الأرصاد الجوية وخبراء المناخ بإطلاق مسميات على الأعاصير بهدف التفرقة بين العواصف والأعاصير التي تضرب مناطق مختلفة بالعالم خلال الأعوام السابقة، وكمحاولة لتتميز بين الأعاصير المتزامنة حدوثها وتنبيه للدول والمناطق القريبة من الإعصار بقدوم العاصفة المحدد اسمها وسرعتها وقوة الرياح المصحوبة لها.
وكان عالم الأرصاد الجوية "كلمنت راج" من أوائل خبراء الأرصاد الذين طالبوا بتسمية الظواهر الطبيعية وبالأخص الأعاصير، مقترحاً وقتها إطلاق أسماء الساسة والبرلمانيين الرافضين تمويل الأبحاث المتعلقة بالتغييرات المناخية والأرصاد الجوية على الأعاصير، كإشارة منه إلى أن الإعصار نتاج تعنتهم في دعم أبحاث الأرصاد الجوية.
وقبل اعتماد اقتراح عالم الأرصاد "كلمت راج" أطلق خبراء المناخ أسماء المناطق التي خرجت منها العاصفة على الأعاصير، مثل أعاصير "ميامي - هيوسن - جالفستون"، بينما استخدم آخرون أسماء القدسين لتسمية الأعاصير، مثل "سانت ماريا، سانت بول، سانت لويس". وفي الوقت نفسه لجأ المركز الوطني للأعاصير إلى استخدام الأعوام التي وقع بها الإعصار اسما له، مثل أعاصير 1989 وإعصار 1906.
ولكن لم تستمر هذه المسميات لسنوات طويلة، وشرعت الأرصاد الجوية الأمريكية عام 1953 في إطلاق أسماء نساء على الأعاصير، باستخدام أسماء قصيرة سهل تذكرها، وتم انتشار الفكرة وتعميمها بالمحيطين الهادي والهندي والساحل الشمالي الغربي لأستراليا، بإعداد قائمة تحمل 84 إعصارا يحمل أسماء سيدات فقط.
قواعد التسمية
وفي سبعينيات القرن الماضي تعاونت الأرصاد الجوية الأمريكية مع المنظمة العالمية للأرصاد الجوية لإعداد قوائم بأسماء الأعاصير متضمنة أسماء للرجال والنساء، واتفقوا على تغيير القوائم كل 6 سنوات وفقاً لترتيب أبجدي.
ومع مرور الوقت وضعت قواعد أكثر دقة في تسمية العواصف الدوارة العنيفة، تعلقت بإعادة الأسماء واختيارها وفقاً لطبيعة الألقاب والأسماء المنتشرة بمنطقة الإعصار، وفي حالة كان الإعصار مدمرا للغاية يتم حذف اسمه من القائمة مستخدماً اسما بديلا.
بينما في آسيا استعانوا بأسماء الحيوانات مثل أعاصير " الفيل، دامري، كبروجي" بهدف الابتعاد عن التسمية الأمريكية وتمييز الأعاصير الآسيوية.
وخلال العام الجاري تضمنت القائمة أسماء "بريت - فيليب - أوفيليا" وهي صالحة لاستخدامها حتى نهاية 2024، باستثناء الأعاصير المدمرة فيتم حذف أسمائها تماماً.
وكانت أعاصير "كاترين - ساندي - أيرين - كواكين" هي أبرز الأسماء المحذوفة من القائمة، خاصة أن سرعة الأعاصير التي حملت هذه الأسماء تراوحت بين 200-325كم/ساعة.
أسماء الأعاصير المثيرة للجدل
أطلق على الإعصار المقبل من مناطق شمال غرب المحيط الهادي، والذي بلغ سرعة رياحه نحو 324 كم/ساعة اسم "ساندي"، حيث ضرب السواحل الشرقية للولايات المتحدة وولاية فلوريدا خلال عام 2012.
بينما حمل الإعصار الذي ضرب خليج البنغال في 2008 اسم "نرجس"، متسبباً في وقوع 78 ألف قتيل و56 ألف مشرد، حيث كانت سرعته 215كم/ساعة.
وأطلق على أحد الأعاصير القوية التي ضربت أمريكا باسم "إعصار كاترين" نسبة للسيدة التي اكتشفت قدومه للشواطئ الأمريكية، وكانت كاترين التي حمل الإعصار المدمر اسمها فتاة تعمل بمركز بحوث الأرصاد الجوية الأمريكية.
ويعد تسمية هذا الإعصار استثناء نسبة لموظفة مركز الأرصاد، كما كان الحال بإعصار "ريتا" الذي ضرب السواحل الأمريكية عام 2005، ونجم عنه أضرار جسيمة، حيث اكتشفت موظفة أخرى بمركز الأرصاد الجوية قدوم العاصفة القوية بسرعة 280كم/ساعة.
ونظراً لانضمام أسماء الرجال للأعاصير، فأطلق على الإعصار الأخير الذي ضرت تكساس في الـ25 من أغسطس/آب الماضي، اسم "هارفي".
ويطرح السؤال نفسه، هل يتم حذف اسمي "هارفي" و"إرما" من قائمة الأسماء، وفقاً لقاعدة حذف أسماء الأعاصير المدمرة، خاصة بعد تصنيف الأول من الفئة الرابعة، والثاني من الفئة الخامسة؟