سارعي للمجد والعلياء.. قصة النشيد الوطني السعودي
في أول أيام عيد الفطر عام 1984 تم بث النشيد الوطني السعودي في إذاعة وتلفزيون المملكة العربية السعودية.
لكل دولة نشيد وطني يعكس شخصيتها ويكشف سماتها الحضارية، وفي ظل الاحتفال باليوم الوطني السعودي، تقفز قصة ظهور نشيد المملكة العربية السعودية للنور، والذي يشعل حماس كل من يسمعه حول العالم.
ظلت المملكة العربية السعودية دون نشيد رسمي لفترة طويلة، وكانت مكتفية بالسلام الوطني الذي وضعه الموسيقار المصري عبدالرحمن الخطيب بتوجيه من الملك فاروق ملك مصر حينها، ليكون بمثابة هدية للملك عبدالعزيز آل سعود عام 1945.
وجاءت فكرة النشيد الوطني للمملكة، عندما توجه الملك خالد بن عبدالعزيز آل سعود إلى مصر في زيارة رسمية، واستقبله الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات بترحاب يليق بمكانة السعودية.
خلال هذه الزيارة سمع الملك خالد النشيد الوطني المصري، وأعجب بالفكرة، وبشكل سريع طلب من وزير الإعلام السعودي محمد اليماني عمل نشيد رسمي، يعبر عن هوية المملكة.
بعد سلسلة طويلة من البحث وقع الاختيار على الشاعر السعودي إبراهيم خفاجي لكتابة النشيد، وكان يقيم في مصر في هذا التوقيت، لذا بحث عنه السفير السعودي بالقاهرة أسعد أبوالنصر، وعندما عثر عليه كلفه بكتابة النشيد.
اللافت في هذه القصة هو إصرار الملك خالد بن عبدالعزيز آل سعود، على أن تتماشى الكلمات مع السلام الوطني، واشترط أيضا عدم وضع لحن جديد.
وشاءت الأقدار أن يرحل الملك خالد بن عبدالعزيز آل سعود، قبل أن تتحول الفكرة لواقع ملموس، وجاء الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود، وتحمس للفكرة.
وبعد 6 أشهر كاملة انتهى إبراهيم خفاجي من كتابة الكلمات وتولى الموسيقار السعودي عمر العمودي مهمة تركيب النص المكتوب على موسيقى السلام الملكي.
بعد الانتهاء من إعداد النشيد الوطني السعودي، سمعه الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود، ونال إعجابه، وأصدر قرارا بتوزيع نسخ منه على سفارات المملكة، كما منح الشاعر إبراهيم خفاجي شهادة البراءة والوسام الملكي.
وفي أول أيام عيد الفطر عام 1984 تم بث النشيد الوطني في إذاعة وتلفزيون المملكة العربية السعودية.
وتقول كلماته: "سَارِعِي لِلْمَجْدِ وَالْعَلْيَا، مَجِّدِي لِخَالِقِ السَّمَاء، وَارْفَعِ الخَفَّاقَ أَخْضَرْ، يَحْمِلُ النُّورَ الْمُسَطَّرْ، رَدّدِي الله أكْبَر، يَا مَوْطِنِي، مَوْطِنِي عِشْتَ فَخْرَ الْمسلِمِين، عَاشَ الْمَلِكْ لِلْعَلَمْ وَالْوَطَنْ".