حسين الجسمي.. صوت العرب الصادح بالمحبة
قبول وشعبية كبيرة صنعها الفنان الإماراتي حسين الجسمي، داخل جميع أقطار الوطن العربي.
بصوت عذب وإحساس دافئ، يجسدان موهبة كبيرة، فرض الفنان الإماراتي حسين الجسمي حضوره وصنع نجوميته، التي سرعان ما تجاوزت الحدود، وهيمنت على مختلف الأقطار العربية، ليتحول إلى "صوت العرب" في العقود الأخيرة.
احترم موهبته، وثابر من أجل تحقيق حلمه، فامتلك قلوب العرب بمختلف انتماءاتهم، ودولهم، وفاض حبه لهم غناءً، حتى بات المصري يحسبه مصريًا، ويتنازع عليه اللبناني ويجزم أنه من بيروت، وغيرهم كثير، فيما لم يتوقف إبداع الجمسي، ليثبت تميزه في مختلف الألوان الغنائية.
محطة الانطلاق
حسين الجسمي المولود في 1979 في منطقة خورفكان، أحب الغناء منذ صغر سنه، ولم يكن طريقه سهلا أو مفروشا بالورود، عانى كثيرا من أجل أن يصل صوته للجمهور، فإدراكه أن الطموح هو سر النجاح قاده للخروج من المربع الضيق إلى عالم أوسع، خاصة أن الفرقة التي قام بتأسيسها مع أشقائه لم تحقق النجاح الكبير، وكانت محلية حيث اقتصرت على الظهور في المنطقة الشرقية في دولة الإمارات، ليتحول مع إصداره ألبومه الأول عام ١٩٩٦ إلى نجم يسطع في سماء الغناء العربي.
سجل الجوائز
سجل الجسمي من الجوائز يعبر عن ثراء مسيرته، ومدى النجاح الكبير الذى حققه، حيث يضم جائزة أفضل مطرب عربي عن أغنية "بجبك وحشتيني" ضمن فعاليات حفل موريكس دور عام 2007، وجائزة التميز في مجال الغناء على مستوى الوطن العربي عام 2009 في إطار احتفاليات الأمم المتحدة للشباب، وصار بمرور الأيام نجما بارزا في أشهر وأهم المهرجانات العربية، وشريكا في أغلب المناسبات الوطنية لمعظم الدول العربية.
حسين الجسمي والأعمال الإنسانية
حسين الجسمي "السفير فوق العادة للنوايا الحسنة" للهلال الأحمر الإماراتي، حمل على عاتقه رسالته الإنسانية والخيرية، حيث تتصدر نشاطاته وجدول أعماله، لخدمة مجتمعه الإماراتي والخليجي والعربي، وذلك ضمن الأغنيات الإنسانية والتوعوية التي يقدمها دائماً، ونشاطاته وزياراته المتكررة في دولته الإمارات، وفي جميع أقطار دول الخليج والوطن العربي.
للجسمي محطات إنسانية بارزة بمختلف الدول العربية، ففي دولة الكويت قدم دعمه لـ"بيت عبدالله لرعاية الأطفال" المصابين بمرض السرطان، من خلال زيارتين زرعت الأمل في الأطفال المصابين، بالإضافة إلى مجموعة من الأعمال الخيرية المشابهة في مملكة البحرين.
وفي جمهورية مصر العربية، تواجد ودعم مراكز إنسانية متعددة، منها مؤسسة مجدي يعقوب لأمراض وأبحاث القلب، في مدينة أسوان، بمشاركته بالحفل الخيري السنوي لجمعية سيدات مصر لجمع التبرعات، وفي المملكة المغربية، شارك في الحفل الخيري الذي أقيم لعائلات ضحايا الاعتداء الإرهابي في مدينة مراكش عام 2011.
وقاد مسيرة إنسانية إلى مدينة غزة في فلسطين أثناء الحصار والعدوان الإسرائيلي عليهم في عام 2014 بهدف إيصال المساعدات الخيرية والطبية إلى المحتاجين، بعد أن سبقها بزيارة أخرى بهدف إنساني بحت إلى مخيم النازحين السوريين في الأردن، وتفقد خلالها المستشفى الميداني الأردني الإماراتي في مدينة المفرق، إلى جانب الزيارة الكبيرة التي قام بها إلى مدينة أربيل في شمال العراق من أجل افتتاح مخيم النازحين العراقيين بالتعاون مع هيئة الهلال الأحمر الإماراتي.
الأعمال الغنائية
قدم حسين الجسمي عدة ألبومات لاقت نجاحا كبيرا منها "اخترت أعبر عام 2007" و"الجسمي 2010"، بالإضافة إلى كثير من الأغنيات المنفردة باللهجة الإماراتية مثل: "حي بالشهامة، وبوراشد العز، وسيد الطيب، وبوخالد الأمل، وحامي الحمى".
كما تميز الجسمي باتقانه الغناء باللهجات الخليجية والمصرية واللبنانية، وذاعت شهرته بشدة في مصر بعد أدائه أغنية "بشرة خيرة"، و"بحبك وحشتيني"، كما غنى تترات عدد من المسلسلات منها: "أهل كايرو، وصعب المنال، وفرتيجو"، وأصدر الجسمي قبل أيام أحدث أغنياته: "أهواك للموت".
كثيرون هم من صنعوا نجوميتهم داخل أوطانهم، لكن قليلون هم من استطاعوا تخطي الحدود واكتساب شعبية طافية إقليميا، بمحبة طاغية، ورسالة صادقة، تعطي صاحبها صك العبور للقلوب، تمكن الفنان حسين الجسمي أن يكون أحد القلائل الذين نجحوا في تحقيق المعادلة الصعبة.