خبير يكشف لـ«العين الإخبارية»: فرضية «التغصن» وراء انفجار أجهزة بيجر
كشف الأستاذ الدكتور علاء محمود، خبير الإلكترونيات وأستاذ الفيزياء النووية وتطبيقات الليزر،في تصريحاته الأخيرة لـ" العين الإخبارية " عن أحد الأسباب المحتملة لانفجار أجهزة بيجر، وهو ظاهرة "التغصن"
وأوضح الدكتور علاء أن هذه الظاهرة لا تعتمد على الإنترنت أو الشبكات اللاسلكية، بل ترتبط بالشبكة الكهربائية، ما يجعل أجهزة بيجر عرضة لهذا الخطر.
وأردف الدكتور علاء أن بطاريات أجهزة بيجر تتكون من أقطاب سالبة وموجبة، حيث تمر الشحنة الكهربائية عبر هذه الأقطاب أثناء عملية الشحن.
وعندما تتجاوز الشحنة مستوى معينًا، لا تتمكن جميع الأيونات من التبلور في القطب الموجب، مما يؤدي إلى تكوين "أغصان" أو تفرعات تنمو بشكل عشوائي نتيجة التفاعلات الكيميائية التي تحدث داخل الاجهزة.
هذه الأغصان تتسبب في حدوث ماس كهربائي داخل البطارية، مما يؤدي إلى انفجارها.
وأكد الدكتور علاء أن العلماء قاموا بإجراء تجارب دقيقة لمعرفة تفاصيل هذه الظاهرة، حيث قاموا بتجميد البطاريات في درجات حرارة منخفضة جدًا أثناء شحنها بطرق مختلفة، ما أتاح لهم رصد نمو بلورات الليثيوم على المستوى الذري. وأثبتت النتائج أن السبب الأساسي وراء انفجار البطاريات هو تشكّل هذه الأغصان التي تؤدي إلى ماسات كهربائية داخلية خطيرة.
التركيبة الداخلية للأجهزة
تتكون أجهزة بيجر، كما أوضح الدكتور علاء، من اثنين من الأقطاب الكهربائية أو الموصلات: القطب الموجب الذي يسمى "الكاثود" والمشبع بالليثيوم، والقطب السالب المعروف باسم "الأنود".
عندما تُشحن البطارية، تتحرك أيونات الليثيوم من الكاثود إلى الأنود عبر مادة كيميائية تُعرف بالإلكتروليت، وهي المادة التي تساعد الأيونات على التحرك بسهولة بين القطبين.
ولكن تكمن المشكلة الرئيسية في أن أي تلامس بين الأنود والكاثود يؤدي إلى توجيه الطاقة المتولدة نحو الإلكتروليت، وهو أمر خطير للغاية.
يُفترض أن تكون الفواصل الموجودة بين القطبين تمنع هذا التلامس، ولكن في حالة وجود خلل في تصنيع الفواصل، يمكن أن يحدث تماس بين القطبين، ما يؤدي إلى توليد كمية هائلة من الطاقة داخل الإلكتروليت، وبالتالي وقوع الانفجار.
الخلل التصنيعي المقصود
وفقًا للدكتور علاء، فإن أجهزة بيجر التي وردت لبنان من الممكن ان تكون مصنعة بتصميم معيب يتسبب في وجود خلل في الفواصل بين القطبين.
هذا الخلل يسمح بحدوث تماس بين الكاثود والأنود، مما يؤدي إلى حدوث انفجارات داخل الأجهزة.
وأشار إلى أن هذا الخلل لو صمم خصصيا يعتبر من الأسباب الرئيسية وراء تكرار حوادث الانفجار في هذه الأجهزة في وقت واحد ، وإذا كان الخلل التصنيعي في الفواصل بين الأقطاب مقصودا موجوداً في جميع الأجهزة المتضررة، فقد يكون هذا هو السبب الرئيسي وراء تكرار الانفجارات في وقت واحد.
ويضيف الدكتور علاء: "عندما تحتك الإلكترودات ببعضها البعض، يحدث أن تتجه كل الطاقة المولدة نحو الإلكتروليت، مما يؤدي إلى ارتفاع كبير في الحرارة وانفجار الجهاز".
ومع ذلك، قد يبقى هذا اللغز مفتوحًا لفترة طويلة، سواء أن تمت التفجيرات عن بعد أو بسبب عملية تصنيعية فيروسية معقدة، وربما لن تظهر الإجابة الواضحة إلا مع مرور الزمن وإجراء المزيد من الأبحاث والتحقيقات المتخصصة ، وقد تكشف الأيام أو حتى السنوات القادمة الحقيقة وراء هذه الانفجارات الغامضة.
لغز محير
إلا إن أحدا لم يقدم تفسيرا دقيقا لموجة الانفجارات التي ضربت آلاف الأجهزة بشكل متزامن في لبنان في نفس التوقيت، مخلفة قتلي وجرحى ناهز عددهم قرابة 3 آلاف شخص، وهو ما اعتبره كثيرون لغزا محيرا اختلفت الروايات بشأنه.