إبراهيم وقطة وثالثهما الموت.. شجاعة نادرة لإنقاذ روح "في السماء"
يحدث أن ينقذ أحدهم قطا من شرفة بالطابق الرابع، أو من تحت الأنقاض، لكن أن يضحي شاب بحياته من أجل حيوان؛ فهذه شجاعة نادرة.
إبراهيم القرعان؛ شاب فلسطيني من غزة؛ جازف بحياته لإنقاذ قط علق أعلى عامود كهربائي قرب منزله، وعجز عن فك "أسره" منه.
ظل القط عالقا بين الأسلاك الكهربائية، وكان يمكن لأي احتكاك مبالغ فيه أن يودي بحياته، كما أن إمكانية القفز من ارتفاع لا يبدو شاهقا بالنسبة لقط يستبطن مجازفة قد تكلفه حياته.
المعروف وفق دراسات، أنّ درجة الإصابة؛ مثل عدد كسور العظام أو عدد الوفيات المؤكدة بصفوف القطط تقل مع زيادة الارتفاع، وأن هذه الحيوانات الأليفة قادرة على تقدير المسافات بشكل دقيق، ولذلك فإنها لا تجازف حين تدرك أن المسافة قد لا تسعفها للنجاة.
إبراهيم (24 عاما)، كان عائدا إلى منزله حين سمع مواء لم يعرف مصدره. جال ببصره يمنة ويسرة لكنه لم يشاهد أي قط بالجوار، حثّ خطاه معتقدا أن الأمر مجرد تخيلات، قبل أن يستوقفه المواء مرة أخرى.
وهذه المرة، رفع بصره إلى الطريق الترابية البعيدة، وتحديدا أعلى عامود كهربائي على جانبها، ليشاهد قطا عالقا بين أسلاكه.
"لم أتردد في التفكير بإنقاذه"، يقول إبراهيم لـ"العين الإخبارية"، مضيفا: "الموقف لم يكن يحتمل التردد وكل دقيقة يمضيها القط في مكانه بين الأسلاك الكهربائية كان يهدد حياته".
إبراهيم المسكون بحب القطط ورث هذا الولع عن والده المتوفي، وراكم مع هذا الحب دافعا إنسانيا جعله يهب لإنقاذ الحيوان العالق.
"كان العمود الكهربائي أملسا وخاليا من التعرجات ولذلك كان من الصعب الوصول إلى أعلاه"، يتابع، "لذلك استنجدت بأصدقائي".
وبالفعل، وصل أصدقاؤه على جناح السرعة محملين بكل ما يلزم لبدء عملية الإنقاذ: حزامٌ عادة ما يستخدم لصعود شجرة النخيل، وقطعة من الخشب تؤمن عزل أي طاقة كهربائية قد تتسرب من العامود لإبراهيم وللقط.
التقط إبراهيم معداته البسيطة بسرعة وقفز إلى أعلى العامود، وبدأ بلمس القط بقطعة الخشب لحثه على القفز، فيما كان أصدقاؤه يمسكون بقطعة من القماش، تحسبا لسقوط القط.
لم يستغرق الأمر كثيرا، حيث يبدو أن القط كان بانتظار من يساعده ويشجعه، فقفز باتجاه قطعة القماش قبل أن يقرر في الثواني الأخيرة الانحراف عنها خوفا من العيون المحدقة به.
"قفز القط وهرب"، يقول إبراهيم، وكان ذلك أقصى ما أردت تحقيقه، المهم أنني أنقذته من موت محقق"، قبل أن يختم ضاحكا: "تملكه الخوف من نظرات الهلع بأعين أصدقائي فقرر الهروب".