إبراهيم عيسى في مرمى النيران.. الإفتاء تصفه بـ"الطاعن" وعلي جمعة يرد عليه "من الماضي"
أثار الإعلامي المصري إبراهيم عيسى جدلا، بشأن رحلتي الإسراء والمعراج، معتبرا الأخيرة "وهمية غير حقيقية".
الحديث كان له رد فعل بين مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، والجهات الدينية الرسمية، كدار الإفتاء المصرية، التي قالت إن "الرحلة حدثت قطعا، ولا يجوز إنكارها بحال من الأحوال". كما نشر مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، بأن "الإسراء والمعراج، من معجزات النبي".
وأشارت الصفحة في بيان عبر "فيسبوك" إلى أن سورتي النجم والإسراء تحدثتا عن تلك المعجزة، والأحاديث النبوية أيضا تناولتها، بما لا يدع مجالا لتكشك طاعن، أو تحريف مرجف، على ما قال البيان.
وكان عيسى، قال إن "المعراج قصة وهمية كاملة، كتب السيرة والتاريخ والحديث هي اللي بتقول كده، لكن هو بيصدر لك الكتب اللي بتقول إنها حصلت، واللي بتنفي حدوث المعراج لا يتم الإشارة إليها".
وفي سؤال بإحدى الفضائيات، حول "لماذا لم يرد ذكرى المعراج في القرآن الكريم؟" قال مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، الدكتور علي جمعة، إن المعراج ورد ذكره.
وقال جمعة إن سورة "المعارج" ورد بها لفظ المعراج، وهي كلمة عربية صحيحة، تجمع على معارج، مثل مفتاح ومفاتح. وإلى جانب اللفظ، فإن الحادثة نفسها تم ذكرها في سورة النجم، في آيات "وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى، مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى، وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى، إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى، عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى، ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى، وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى، ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى، فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى، فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى، مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى، أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى، وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى، عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى". إلى آخر الآيات.
وأضاف جمعة، في لقاء تلفزيوني تم إذاعته في 2016، إن "فصل السنة عن القرآن أمر غير مقبول، ورحلة المعراج مذكورة في القرآن، لكن تفاصيلها موجودة في السنة النبوية، والأحاديث". مفرقا بين الأحاديث ظنية الثبوت، وما خرج من الظنية إلى القطعية، كأحاديث الصلاة "الصلوات خمسة دي مش مذكورة في القرآن، والظهر 4 ركعات، والوضوء قبل السنة، وبالتالي القطعي من السنة لا يفصل عن الدين".
وأشار جمعة إلى أن أحاديث المعراج وردت في نحو 50 حديثا، ما اتفق العلماء على صحته نحو 17 أو 20 حديثا، كل واحد منهم مروي أكثر من مرة: "وبالتالي فأحاديث المعراج في جملها وليس في تفاصيلها قطعية وليست ظنية، فاللي هيشكك في السنة بيشكك في الدين، ونحن ضد هذا التشكيك، الشك أسلوب منهجي لكن التشكيك فيه سخافة من القول ولا علاقة له بالعلم، ولو أنكرنا هذه القواعد على سبيل الإسراء والمعراج هننكر بقية الدين".