جرائم دارفور تطارده.. «الجنائية الدولية» تطالب بتسليم البشير
تستعد المحكمة الجنائية الدولية لإصدار مذكرات توقيف بحق شخصيات سودانية، بتهم متعلقة بارتكاب جرائم حرب في إقليم دارفور "غرب".
وأكد المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان، أمس الإثنين، أنّ جيلا جديدا من السودانيين يعاني "الجحيم" نفسه في دارفور كما حدث خلال الحرب الأهلية في أوائل القرن الحالي.
وقال خان الذي يستعرض الوضع في السودان كلّ 6 أشهر أمام مجلس الأمن الدولي، "من الواضح بالنسبة إلى مكتبي (..) أنّه بينما نتحدث، يتم ارتكاب جرائم دولية في دارفور".
وأضاف أنّ "هذا ليس تقييما مبنيا على معلومات غير مؤكدة.. إنّه تحليل مفصّل أجراه مكتبي، بناء على أدلّة ومعلومات تمّ جمعها والتحقّق منها".
وفي هذا السياق، تابع خان قائلا:"يمكنني أن أؤكد اليوم أنّ مكتبي يتخذ الإجراءات اللازمة لتقديم طلبات لإصدار مذكرات توقيف في ما يتعلّق بالجرائم، التي نعتقد أنّها تُرتكب وارتُكبت في غرب دارفور".
وفيما تطرّق المدعي العام إلى المجاعة واستهداف الأطفال واغتصاب الفتيات والنساء، أشار إلى أنّه منذ تقريره الأخير الصادر قبل 6 أشهر، انزلقت البلاد، في "المعاناة والبؤس" بشكل أكبر.
وأضاف أنّ هذه المعاناة "تعكس" تلك التي أدّت إلى إحالة هذه القضية من قبل مجلس الأمن الدولي إلى المحكمة قبل عشرين عاما، مشيرا إلى "النماذج الإجرامية" نفسها و"المجموعات المستهدفة نفسها".
ارتباط الماضي والحاضر
وأكد أنّ "جيلا جديدا يعاني الجحيم نفسه الذي عانت منه أجيال في دارفور"، معربا عن أسفه لهذا الارتباط "المأساوي والذي يمكن تجنّبه" بين الماضي والحاضر.
وفي العام 2023، فتحت المحكمة الجنائية الدولية تحقيقا جديدا في جرائم حرب في هذه المنطقة المتضرّرة أيضا من النزاع الجديد بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع والذي بدأ قبل عامين تقريبا.
وكان مجلس الأمن الدولي أحال للمحكمة في العام 2005 القضية المتعلّقة بالحرب الأهلية التي خلّفت حوالى 300 ألف قتيل في بداية القرن الحالي.
وشدد خان على الحاجة إلى مزيد من التعاون في تسليم المطلوبين للمحكمة الجنائية الدولية، بمن فيهم الرئيس السابق عمر البشير وغيره من كبار المسؤولين المتهمين بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وحذّر كريم خان من أنّه "بعد 20 عاما، وفي غياب تنفيذ أوامر الاعتقال الصادرة عن القاضي، نرى خطر زعزعة استقرار دارفور، ومزيدا من المعاناة بالنسبة إلى السكان".
ولم يتمّ إلقاء القبض على العديد من الأشخاص الصادرة بحقهم مذكرات اعتقال من قبل المحكمة الجنائية الدولية، كما لم يتم تسليمهم إلى المحكمة، بما في ذلك الرئيس السابق عمر البشير.
وقال المدعي العام أمس الإثنين، إنّ مكتبه يعتقد أنّه يعرف مكان وجود أحمد هارون الوزير السابق المطلوب منذ العام 2007 بتهمة ارتكاب جرائم ضدّ الإنسانية وجرائم حرب، موضحا أنّه أبلغ السودان بهذا الشأن.
ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني و«الدعم السريع» حربًا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل وأكثر من 14 مليون نازح ولاجئ، وفقًا للأمم المتحدة.
