التآكل الجليدي يهدد مواقع تخزين النفايات النووية
الباحثون يوصون بتحديد سرعة تدفق الأنهار الجليدية، لأن هذا يحدد مدى سرعة حدوث اقتلاع الجليد للصخور في مناطق تخزين النفايات النووية
حذرت دراسة من أن التآكل الجليدي خلال الفترات المقبلة، يمكن أن يؤثر على منشآت التخلص من النفايات النووية، مسببة مشكلة صحية وبيئية يمتد تأثيرها لأجيال حيث يمكن أن تظل النفايات النووية خطيرة لأكثر من 100 ألف عام.
وبالنسبة للعديد من البلدان، يعد تخزين النفايات النووية الخطرة تحت الأرض في منشأة جيولوجية عميقة هو الحل الأكثر قبولاً، وتحرص المنظمات المسؤولة عن هذا الأمر على ضمان أمن المواقع الملائمة، وأن التآكل الجليدي في المستقبل لن يؤثر سلبا على سلامة المنشأة.
وفي العديد من البلدان، تكون المواقع المثالية لتطوير منشآت التخلص الجيولوجي العميقة في مناطق سبق أن غطاها الجليد، ولكن الدراسة التي أجراها باحثون من جامعات شيفلد ودندي وكيلي ببريطانيا، ونشرتها دورية "نيتشر كومينيكيشن" في 6 فبراير/شباط الجاري، تشير إلى ضرورة التأكد من أن هذه المواقع لن تواجه ظاهرة اقتلاع الجليد للصخور.
وتتسبب هذه الظاهرة الجليدية في تآكل ونقل صخور طبقة الأديم (طبقة فوق الطبقة الخارجية من الأرض وتشكل معها ما يُدعى اليابسة)، فمع تحرك النهر الجليدي إلى أسفل الوادي، يحدث احتكاك مع قاع الصخور، ويتسبب هذا الاحتكاك في ذوبان الثلج القاعدي للنهر الجليدي، ليتخلل الفواصل في صخر الأديم ويتجمد بعد ذلك، وبينما يتحرك النهر الجليدي، والصخر ملتصق به، يُقتلع من صخر الأديم إلى قاعدة النهر الجليدي.
وتتباين هذه الظاهرة من مكان لآخر بحسب سرعة تدفق الأنهار الجليدية، وهو ما دفع الباحثون إلى تأكيد ضرورة حساب سرعة تنفق هذه الأنهار، ويقول الدكتور داريل سويفت، عضو معهد الطاقة بجامعة شيفيلد في تقرير نشره أمس الموقع الإلكتروني للجامعة: "تحديد سرعة تدفق الأنهار الجليدية مهمة، لأن هذا يحدد مدى سرعة حدوث اقتلاع الجليد للصخور".