إشراف قنفود لـ «العين الرياضية»: هذا سر تألق كريستيانو رونالدو
باتت المعدة النفسية إشراف قنفود اسما معروفا في كرة القدم التونسية، بعد تكفلها بمهمة الإعداد الذهني مع الفرق المحلية والمنتخبات خلال الفترة الأخيرة.
واقتحمت إشراف قنفود عالم الساحرة المستديرة بالصدفة، حيث ساعدت معز حسن حارس مرمى منتخب تونس على التعافي من الصدمة النفسية التي تعرض لها إثر الإصابة المعقدة التي تعرض لها في كتفه خلال مواجهة إنجلترا ضمن نهائيات كأس العالم "روسيا 2018".
وبحكم اختصاصها في التنويم المغناطيسي، قامت بإخضاع حسن لجلسات عمل ساعدته على تجاوز الفترة الصعبة التي عاشها في مسيرته الكروية.
هذا النجاح الباهر الذي حققته مع معز حسن جعلها مطلوبة لدى نجوم "نسور قرطاج"، حيث تمت الاستعانة بها من أجل مساعدتهم على تطوير الجوانب الذهنية في شخصيتهم خلال السنوات الماضية.
ومن أبرز الأسماء التي عملت مع المعدة الذهنية التونسية، فرجاني ساسي اللاعب الأسبق للزمالك المصري والحالي لفريق الغرافة القطري.
مغامرة إشراف قنفود الكروية لم تقتصر على الإحاطة النفسية الفردية للاعبين، بل تكفلت بمهمة الإعداد الذهني لفريق الملعب التونسي، قبل أن يستعين بها الاتحاد المحلي لكرة القدم لتساعد "نسور قرطاج" في تصفيات كأس العالم قطر 2022 ومنتخب الشباب قبل نهائيات مونديال تحت 20 عاما التي احتضنتها الأرجنتين مؤخرا.
وفي مقابلة خاصة مع "العين الرياضية"، تحدثت إشراف قنفود عن طبيعة مهمتها مع "نسور قرطاج" بجانب كيفية تعاملها مع اللاعبين والمدربين.
وفي سياق آخر، حذرت من التأثيرات السلبية لوسائل التواصل الاجتماعي والسبل الكفيلة التي تسمح للاعبين بعدم السقوط في فخ هذا "الأخطبوط المدمر".
وفي حوارها مع "العين الرياضية" كشفت المعدة الذهنية التونسية عن السر الكامن وراء استمرار نجاحات النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، وعدم دخوله في حالة تشبع رغم النجاحات الكبيرة التي حققها طوال مسيرته.
كما أماطت اللثام عن الأسباب التي تجعل معظم اللاعبين العرب يفشلون في دخول العالمية رغم امتلاكهم لمستويات فنية مميزة.
وفي ختام المقابلة الخاصة، تحدثت إشراف قنفود عن أحلامها المستقبلية والتي تتمثل في خوض مغامرة احترافية خارج تونس في مجال الإعداد النفسي والذهني.
تعاون كبير ونجاحات هامة
في إجابة عن سؤال إليها بخصوص تقييمها لمغامرتها مع منتخب تونس، قالت المعدة الذهنية: "قمت بعدة مهمات مع منتخب بلادي من بينها إعداد اللاعبين خلال تصفيات كأس أمم أفريقيا، بجانب التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2022، كما قمت بالإحاطة بلاعبي منتخب تونس للشباب قبل المونديال الأخير".
وتابعت بقولها: "يمكنني أن أجزم بأنني نجحت في معظم التحديات التي واجهتها، وأعتقد أنني ساعدت اللاعبين على التخلص من بعض النقائص الذهنية، وهو ما انعكس إيجابيا على المستويات التي يقدمونها في الملعب".
وأضافت "أشكر جميع المدربين والأطباء الذين تعاملت معهم، حيث عملوا على تسهيل مهمتي وساعدوني على التأقلم مع الأجواء في صفوف منتخب تونس".
وقالت أيضا: "لا يمكنني أيضا أن أتجاهل الدور الكبير الذي قام به وديع الجريء (رئيس الاتحاد التونسي لكرة القدم)، باعتباره من أكثر الأشخاص الذي يؤمنون بضرورة منح اهتمامات كبيرة بالتحضير الذهني للاعبين".
وأتمت في هذا الصدد: "أعتقد أيضا أنني نجحت في نيل ثقة اللاعبين، حيث أن 80% منهم واصلوا العمل معي بعد انتهاء التزاماتهم الدولية وعودتهم لفرقهم".
التعامل بذكاء مع وسائل التواصل الاجتماعي
في جانب آخر، حذرت إشراف قنفود من خطر شبكات التواصل الاجتماعي وألحت على ضرورة التعامل معها بذكاء لتفادي حصول تأثيرات نفسية سلبية على اللاعبين.
وقالت في هذا الصدد: "اللاعبون مطالبون بالتعامل بحذر كبير مع وسائل التواصل الاجتماعي، وعدم السقوط في فخ الإدمان أو الانغماس الكلي في العالم الافتراضي".
وأكدت: "حملات التنمر من شأنها أن تتسبب في صدمات نفسية لدى بعض اللاعبين وتأثر سلبيا على جهازهم العصبي، بما يجعلهم معرضين لمشكلتي فقدان التركيز وارتفاع نبض القلب".
وتابعت: "حملات الإشادة المبالغ فيها لديها أيضا انعكاسات سلبية للغاية، باعتبارها تفتح الباب أمام تسرب الغرور وتمنع بعض اللاعبين من مواصلة تطوير إمكاناتهم والتغلب على نقائصهم".
واختتمت بالإشارة إلى أن: "مهمة المعد الذهني هامة للغاية في هذا الصدد عبر الإحاطة باللاعبين ومساعدتهم على تسويق صورة إيجابية عنهم في شبكات التواصل الاجتماعي، بجانب مساعدتهم من التعافي من خطري الإدمان والصدمات النفسية الناجمة عن التنمر".
سر نجاح كريستيانو رونالدو
في إجابة عن سؤال وجه إليها بخصوص تواصل تألق النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو رغم النجاحات الخارقة التي حققها طوال مسيرته في عالم الساحرة المستديرة، قالت إشراف قنفود: "أعتقد أن المحرك الرئيسي في شخصية قائد منتخب البرتغال هي منظومة القيم التي يتبناها".
وتابعت بالقول: "تحليلي المتواضع لشخصية نجم النصر، يرى أن الأخير يسعى لإرضاء الأشخاص الذين يحبهم، والحفاظ على شعور الفخر الذي يخالجهم بفضل نجاحاته".
وواصلت: "رونالدو يعترف بالجميل لعائلته، وهو الأمر الذي جعله يواصل العمل بجد ولا يفقد شعلة الحماس بهدف مواصلة إسعادها".
وتابعت: "على الصعيد الإنساني هو شخص جيد للغاية، يقوم بكل هذه المجهودات الكبيرة بهدف ترك انطباعات طيبة لدى الأشخاص الذين يحبهم".
وأتمت: "هناك اعتبارات ذاتية أيضا لا يمكن التغافل عنها على غرار حالة الخصاصة التي عاشها في طفولته، والحرص على النجاح والرغبة في مواصلة كتابة التاريخ في كرة القدم العالمية".
نقائص ذهنية للاعبين العرب
بخصوص فشل اللاعبين العرب في دخول العالمية رغم امتلاكهم لإمكانات كبيرة على الصعيد الفني بشكل خاص، قالت إشراف قنفود: "يجدر الاعتراف بأننا كعرب نملك موروثا ثقافيا وفكريا لا يشجع على المثالية والكمال".
وتابعت بقولها: "شعار العبرة بالمشاركة الذي تعلمناه ونحن أطفال لا يتماشى مع ضرورات المستوى العالي، ولا يشجع اللاعب العربي على مقارعة الأبطال العالميين في جميع الرياضات".
وواصلت: "لا أحرص على التعميم لأن هناك قصص نجاح عديدة على غرار تلك التي خطها (المصري) محمد صلاح أو (التونسية) أنس جابر، لكن التحليل العلمي يؤكد أن اللاعب أو الرياضي العربي يفتقد للثقة في نفسه ومن مناصري ثقافة الاكتفاء بالقليل ولا يسعى لتجاوز ذاته والتغلب على نقائصه الذهنية بشكل خاص".
وأتمت: "من خلال عملي مع أبطال من الجيل الجديد، ألاحظ أن العقلية بدأت في التغير والجميع أصبح يطمح لاقتفاء أثر النجوم العالمية، وهو أمر إيجابي للغاية".
أوروبا والدوري السعودي
في معرض ردها عن سؤال وجه إليها بخصوص طموحاتها المستقبلية، قالت إشراف قنفود: "الأولوية تبقى دائما لمنتخب تونس، غير أنني أطمح للعمل في الدوريات الأوروبية والدوري السعودي بشكل خاص".
وواصلت: "في السابق، كنت أمنح الأولية للعمل في أوروبا، لكنني غيّرت موقفي في الفترة الأخيرة بعد أن تيقنت من صعوبة التعامل مع موروث ثقافي يصعب التأقلم معه لعدة اعتبارات موضوعية".
وأتمت: "في المقابل، أعتقد أن العمل في دوري قوي مثل السعودي بإمكانه أن يمنحني إضافة كبيرة، خاصة وأنني أعرف العقليات وقادرة على مساعدة اللاعبين على التغلب على نقائصهم الذهنية وبالتالي تقديم أفضل مستوياتهم في المستطيل الأخضر".