سياسة
لماذا طلب مرسي من السيسي الانضمام للإخوان؟.. خبير يجيب
"أنا مش إخوان ولا هكون، أنا إنسان مسلم وبس".. هكذا رد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، أثناء توليه منصب وزير الدفاع، على طلب الرئيس الإخواني محمد مرسي، الانضمام لتنظيم الإخوان.
جاء ذلك ضمن أحداث الحلقة التاسعة من الملحمة الدرامية "الاختيار 3"، الذي يوثق جرائم الإخوان، ويكشف أخطر مخططاتهم خلال العام الذي حكموا فيه قبل أن يلفظهم المصريون.
وتكشف أحداث الحلقة التاسعة من المسلسل الذي يحظى بنسب مشاهدة عالية، عن رفض "السيسي" عرض محمد مرسي بـ"التآخي" مع الجماعة الإرهابية، مؤكدا أن منهجه "الرفق واللين".
وخلال اجتماع بين السيسي، حينما شغل منصب وزير الدفاع المصري في 2012، والمعزول مرسي، في قصر الاتحادية، قال الأخير للسيسي: "أنا بحبك في الله.. مصر محظوظة بيك ولو بقيت مع الإخوان هيفرق معانا.. وهما بيقولوا عليك إخوان خلاص يبقى تبقى معانا".
ورد السيسي بشكل حاسم وقاطع: "متشكر على عرضك أنا مش إخوان ومش هكون، ولا سلفي، أنا عاوز أبقى مسلم وبس".
ووجه حديثه للمعزول، قائلا: "أنتم لديكم فكر ومنهج، وأنا لدي فكر ومنهج تاني، أنا منهجي الرفق واللين والتسليم، وأيا كان المنصب حتى لو رئيس جمهورية مينفعش يكون له أي توجهات لازم يكون وطني وبس"
وفي مشهد أخر، رد السيسي في حديثه مع ابنته عن حقيقة ما تردد من شائعات حول انتمائه للإخوان، قائلا: "هو الصلاة والصوم والدين حكر على جماعة الإخوان فقط، دى مجرد شائعات بيحاول أنصار الجماعة ترويجها".
وفي تعقيبه على هذا المشهد، قال هشام النجار، الخبير السياسي في شؤون حركات الإسلام السياسي، إن "مرسي حاول بإيعاز من المرشد محمد بديع وخيرت الشاطر أن يجند وزير الدفاع آنذاك ويستقطبه للجماعة لتحقيق أهدافها ومصالحها التي تتعارض مع المصالح الوطنية المصرية وأيضا مع المصالح والثوابت العربية التاريخية".
النجار أكد، في حديث خاص لـ"العين الإخبارية" أن الهدف واضح وهو "سعي الإخوان لنيل حلمهم التاريخي المستحيل والجنوني حيث يتوهمون فرضية إخضاع الجيش المصري ليكون أداة لتحقيق مصالح الجماعة مستغلين فرصة سيطرتهم على الحكم في ذلك الوقت".
المشهد يحمل دلالة أيضا- والحديث للنجار- على أن الجماعة أرادت بسط هيمنتها على أجهزة الدولة السيادية وليس المدنية فحسب لتتمكن من تحقيق هدف الاستمرار في حكم مصر إلى مالا نهاية".
وفي هذا الصدد، أوضح أن: وصول الإخوان غير المتوقع للسلطة في مصر في تلك الفترة لم يكن مجرد عارض عابر في سياق تقديم تجربة حكم محدودة وبعدها تسمح لتيار أخر بتولي مقاليد الحكم وفق ما تقتضيه التعددية والقيم الديمقراطية، إنما كان في سياق مخطط الاستمرار في السلطة لعشرات السنين وفق تصورات "مرحلة التمكين" التي انتظروها قرابة القرن.
وفي قراءته أيضا لمحاولة مرسي ، ضم السيسي للإخوان، يقول النجار إن "المشهد دليلا على ضحالة فهم الإخوان، وجهلهم الفاضح بالمؤسسة العسكرية المصرية".