صراع "رأس الإخوان".. استمرار التدمير الذاتي للتنظيم الإرهابي
تعيش جماعة الإخوان الإرهابية حالة التدمير الذاتية جراء الحرب المشتعلة والدائرة في قمة "رأس الإخوان" بين معسكري تركيا وبريطانيا.
جبهة محمود حسين (مكتب إسطنبول)، حاولت تأكيد خطواتها ضد إبراهيم منير المقيم في لندن، وأصدرت بيانا كشفت فيه عن تصدع التنظيم فعليا إلى اثنين، في صراع كان محركه الأول الصراع على المال والمناصب والنفوذ.
وأصدرت جبهة محمود حسين الأمين العام السابق للجماعة الإرهابية في الساعات الماضية، بيانًا على لسان المتحدث الرسمي لها طلعت فهمي.سعت خلاله إلى إضفاء الشرعية على قرارات مجلس الشورى الأخيرة، بإعفاء إبراهيم منير القائم بأعمال المرشد من منصبه، إضافة إلى الطعن في جميع قرارات جبهته والتي من بينها إيقاف 6 من قيادات الإخوان في تركيا وأبرزهم محمود حسين.
وقال البيان إن قرار الإطاحة بمنير من منصبه كقائم بأعمال المرشد جاء بناءً على انعقاد مجلس شورى التنظيم العام بكامل أعضائه داخل مصر وخارجها، وليس داخل تركيا فقط، مع امتناع شخصين فقط عن المشاركة.
وأكد أن "مجلس الشورى موجود وينعقد بصورة دورية وبشكل قانوني ولائحي وفقا للعدد المتاح"، زاعما في مقطع الفيديو الذي بثه أن "مجلس الشورى العام انعقد أكثر من 12 مرة منذ عام 2013"، رغم ما أعلنه قيادات في التنظيم أنفسهم بأن مجلس شورى التنظيم لم ينعقد منذ عام 2013.
وحاول البيان "نفي عدم وجود صراع على المناصب في رأس التنظيم"، قائلا : "لا تهيمن المشكلات الفردية على قرار إعفاء الأستاذ (منير)، ومن الخطأ تصوير الأمر على أساس أنه صراع مناصب".
ووجه الحديث لأعضاء جبهة منير، قائلا : "بإهدار مرجعية مجلس الشورى العام فأنت تهدر مرجعية اختصاص أعلى سلطة في الجماعة"، مدعيا أن الجماعة "لا تعرف تقديس الأفراد وهو أمر مرفوض شرعا وتنظيما وأننا إذا فعلنا ذلك فإننا نكرس مبدأ دوام المسؤول في مسؤوليته وحرمة إعفائه إذا تجاوز".
وفي تعليقه، قال الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة والخبير السياسي في حديث خاص لـ"العين الإخبارية"، إن بيان جبهة محمود حسين، هو استمرار لحالة التجاذب بين الطرفين، ويشير إلى أن الصراع لن يحسم بسهولة، رغم كل ما يقال.
وفند طارق فهمي حديث المتحدث باسم جبهة حسين حول شرعية قرارات مجلس شورى التنظيم، قائلا :"غير صحيح أن المجلس شورى قد اجتمع بصورة كاملة سواء داخل مصر أو خارجها، ولا توجد معلومات حقيقية حول هذا الأمر بدليل أنه لم تنشر صور للقاءات أو وجود تصريحات منتشرة بشأن الأمر". وألمح إلى أن "الاحتكام لمجلس الشورى، بأنه من يقر أمر يحمل مغالطة لاسيما وأن هناك عناصر كثيرة من أعضاء مجلس الشورى في السجون يتم محاكمتهم".
ويبدو واضحا بشدة، والحديث لطارق فهمي، أن هناك خلافا داخل التنظيم الدولي للجماعة وليس داخل مجلس الشورى فقط، مردفا : "الانقسام يضرب بأوصاله في كافة مؤسسات جماعة الإخوان في هذا التوقيت".
وبحسب فهمي، فإن هناك من يرى أن هذا الصراع لن يحسم بسهولة، لأن كل طرف يستقوي بما لديه من أوراق ضاغطة في مواجهة الآخر، وخروج الانقسام إلى الإعلام ظاهرة طبيعية في إطار ما يجري من تفكك الآن داخل الجماعة".
aXA6IDEzLjU4LjE4OC4xNjYg جزيرة ام اند امز