ملهمة الشباب تطيح بالشيوخ.. طالبة الثانوية تقود بلدية بالمغرب
لم تُثنها العقبات والظروف عن تحقيق استثناء تاريخي في المغرب لتكون أصغر رئيس مجلس بلدي بالمملكة.
إلهام بلكاس، تلميذة في الثانوية العامة، أو ما يُسمى بالمغرب السنة الثانية من البكالوريا، حققت إنجازاً يدخلها تاريخ المملكة كأصغر رئيسة مجلس للجماعة فيها.
و"الجماعة"؛ مؤسسة مُنتخبة في المغرب، تعنى بتسيير شؤون منطقة ترابية صغيرة، ويُنتخب أعضاؤها مرة كُل خمس سنوات.
قروية مجتهدة
عمرها لا يتجاوز 19 عاماً، اختارت الترشح في المنطقة القروية التي تعيش بها، لتفوز في النزال الانتخابي بمواجهة الأعيان والشيوخ.
في البداية، كان التحدي الحُصول على ثقة المواطنين والنجاح في الانتخابات، إلا أن عزيمة الفتاة ومثابرتها، ناهيك عن الثقة والدعم الذي حظيت به من محيطها ومن الحزب الذي تنتمي إليه، جعلاها تقود المجلس البلدي في قريتها.
إلهام، ولدت وترعرعت في منطقة قروية تدعى "سيدي الذهبي" الواقعة على بعد نحو 60 كيلومتر من العاصمة الاقتصادية الدار البيضاء.
وتماما مثلما تجتهد في دراستها بالثانوية العامة بشعبة العلوم، حققت فوزاً ساحقاً على منافسها، إذ حصلت على 11 صوتا من أصل 18، ولم يحصل منافسها سوى على 7 أصوات.
لم يكن الأمر سهلاً، تقول إلهام لـ"العين الإخبارية"، فالترشح أمام أشخاص لهم صيت كبير في المنطقة، ليس بالشيء الهين.
وتضيف: "ذللت الصعاب حينما تسلحت بالعزيمة والثقة بالنفس ووضعت نصب عيني ما تحتاجه المنطقة وأهلها، والحُلم الذي كان يُراودني منذ سنوات في الترافع عن حاجيات أهل المنطقة وقضاياهم".
وتشدد إلهام، التي ترعرعت في منزل بسيط يقوده عامل بناء، على أن ولوج عالم السياسة كان حُلما يُراودها منذ طفولتها، وعملت على تحقيقه تدريجياً، بداية من الانضمام لحزب التجمع للأحرار، مروراً بخوض غمار الانتخابات، ووصولا إلى الفوز بها، بل والفوز برئاسة مجلس الجماعة لقريتها.
مسؤولية كبيرة
ولا تنكر الشابة الحجم الكبير للمسؤولية المُلقاة على عاتقها، خاصة أنها لم تنه دراستها الثانوية بعد.
لكنها في المقابل ترى أن هدفها الأساسي هو تحقيق تنمية محلية بجماعتها الترابية (منطقتها)، وتقديم يد العون لأهل المنطقة، للرُقي بمستوى معيشتهم، مؤكدة أنها "لا تخاف من المسؤولية".
وفي نفس السياق، توضح أن هذه المسؤولية الكبيرة والمهام الجسام التي تنتظرها ستكون أقل صعوبة بمُساعدة باقي أعضاء المجلس، والفريق المُساعد لها في مهمتها.
وتقول إلهام إنها ستعمل على نهج أسلوب التواصل والإنصات لهموم السكان من أجل النهوض بالمنطقة وتحسين بنياتها التحتية، والارتقاء بالخدمات الاجتماعية لفائدة أبناء المنطقة من الفئات الهشة.
وفيما يتعلق بأولوياتها، تبين إلهام لـ"العين الإخبارية"، أن غياب الربط عبر الطرقات بالمنطقة يُصعب من وصول سيارات النقل المدرسي إلى الأطفال، ما يرفع نسبة انقطاعهم وخصوصا الفتيات منهم، على الدراسة في سن مبكرة.
رسائل
وبالقدر الذي تحرص فيه على خدمة المواطنين الذين منحوها ثقتهم، تؤكد إلهام أنها ستولي دراستها الأهمية ذاتها.
وشددت في هذا الصدد على أن السن ليس عائقاً أمام الشباب في دخول غمار العمل السياسي، داعية إياهم إلى الانخراط فيه بكثافة، والمشاركة في الانتخابات.
وتعتبر أن اختيار المرشح الأسلم هو السبيل الوحيد لإصلاح أحوال البلاد، وتحقيق مطالب المواطنين.