أمل جديد لعلاج مرض ألزهايمر
خلال السنوات الأخيرة تكبّدت الدراسات المتمحورة حول علاج ألزهايمر انتكاسة تلو الأخرى، فكانت "نسبة الفشل في هذا المجال عالية للغاية"
يُشكِّل الإعلان المفاجئ لمختبر "بيوجن" عن تقديم طلب بشأن دواء ضد ألزهايمر خطوة كبيرة قد تقلب المعادلة في معالجة هذا المرض في حال كلّلت بالنجاح.
المختبر الأمريكي أعلن، الثلاثاء، نيته تقديم طلب في مطلع عام 2020 إلى الوكالة الأمريكية للأغذية والأدوية (FDA) للحصول على إذن بشأن علاج لمرض ألزهايمر قائم على جزئية "أدوكانومب".
والغرض من استخدام هذا الجسم المضاد الأحادي النسيلة هو إذابة كتل بروتين "أميلويد بيتا"، التي تتكدّس لتشكيل صفائح في الأنسجة الدماغية للمرضى المصابين بألزهايمر.
والجسم المضاد الأحادي النسيلة، هو نوع خاص من الجزيئات البروتينية التي تُنتَج في المختبر، في صورة أدوية، كما تنتجها بصورة طبيعية، أجهزة المناعة في دم الإنسان والحيوان، عندما تهاجم المواد الخارجية مثل البكتيريا والفيروسات الجسم.
وتشمل العلامات البيولوجية لمرض ألزهايمر تراكم لويحات لزجة وسامة في الدماغ تسمى بروتين "أميلويد بيتا"، يظهر أثرها في سوائل العمود الفقري، وتتراكم تلك السوائل في الدماغ قبل عقود من ظهور أعراض المرض، الذي يسبب فقدان الذاكرة، ومشاكل في الإدراك.
وبروتين "أميلويد بيتا" يعد عنصراً أساسياً للترسبات التي يعثر عليها في أدمغة مرضى ألزهايمر.
وأجرت "بيوجن" دراستين خلصت من خلالهما إلى أنّه من شأن "الأدوكانومب" أن تخفّض الصفائح الأميلويدية وتحد من تراجع القدرات الإدراكية بنسبة 23% مقارنة بدواء وهمي، فضلاً عن إبطاء فقدان الاستقلالية بنسبة قد تصل إلى 40%.
وقال طبيب الأمراض العصبية، ستيفان إبلباوم الباحث في معهد الدماغ والنخاع الشوكي (آي سي إم): "إنه تقدّم كبير، فنحن لم نطوّر يوما أدوية ضد ألزهايمر تتيح التوصّل إلى نتائج من هذا القبيل".
وخلال السنوات الأخيرة، تكبّدت الدراسات المتمحورة حول علاج ألزهايمر انتكاسة تلو الأخرى، فكانت "نسبة الفشل في هذا المجال من الأعلى" في القطاع الصيدلاني، وفق أليسيو برونيلو، الباحث لدى "جلوبال داتا".
وأشار إبلباوم إلى أنّ نحو 400 دراسة دولية واسعة النطاق توقفت خلال السنوات الـ20 الأخيرة.
وباتت المختبرات تنسحب من هذا المجال البحثي، لا سيّما فيما يخص الأدوية التي تستهدف بروتينات "أميلويد بيتا".
ويعود آخر تصريح لتسويق دواء ضد ألزهايمر إلى 17 عاماً، وكان يتمحور على جزئية "ميمانتين" التي لم تعط سوى "مفعول بسيط" على المدى القصير، وفق إبلباوم.
وبالتالي ما من دواء حتى الساعة فعّال بما فيه الكفاية لمعالجة هذا المرض، لذلك ساهم إعلان "بيوجن" في "إحياء بصيص أمل"، بحسب مؤسسة "فونداسيون فانكر ألزهايمر".
وإذا سمح باستخدام الأدوكانومب، فهو سيكون أول علاج "يقلب مسار المرض من خلال وقف تدهور القدرات" وليس من خلال الاكتفاء بمعالجة الأعراض.
aXA6IDMuMTI5LjY3LjI0OCA= جزيرة ام اند امز