المهاجم الوهمي.. تكتيك جوارديولا "الساحق" الذي لا ينتهي
لم يترك الإسباني بيب جوارديولا تكتيكه الخططي، الذي كان يطبقه مع برشلونة في بدايته التدريبية بالاعتماد على المهاجم الوهمي.
وبين فترة وأخرى، يعود الإسباني جورديولا لهذا التكتيك، لحل المشاكل الهجومية في الفرق التي يتولي الإشراف عليها فنيا.
ومؤخرا عاد بيب لهذا الأسلوب مع مانشستر سيتي، وحصد لقب الدوري الإنجليزي للمرة الثالثة خلال حقبته التدريبية، ووصل لنهائي دوري أبطال أوروبا لأول مرة في تاريخ النادي.
البداية في برشلونة
في تصريحات سابقة، قال الأسطورة الأرجنتينية ليونيل ميسي لاعب برشلونة العام الماضي، إن جوارديولا طلبه للحضور إلى مكتبه وقال إنه يفكر أن يشركه في مركز المهاجم الوهمي، مع وضع الكاميروني صامويل إيتو والفرنسي تييري هنري على الجناحين.
وكانت المباراة التي يتحدث عنها ميسي في 2009 حيث قدم برشلونة، في طريقه لتحقيق الثلاثية بقيادة بيب، عروضا مذهلة للكرة الهجومية بأسلوبه الجديد وسحق غريمه التقليدي ريال مدريد 6-2 في ملعب سانتياجو برنابيو.
ولم يكن جوارديولا أول مدرب يستخدم أسلوب المهاجم الوهمي، الذي يعتمد على مهاجم يلعب متأخرا من أجل صناعة اللعب، لكن وُلدت حينها قصة حبه الشخصية مع هذه الطريقة.
وكان المدرب الإسباني في المعتاد يبقي على أسلوب المهاجم الوهمي كخطة بديلة يستخدمها في الدقائق الأخيرة لإرباك منافسيه. لكن في سيتي هذا الموسم، لم يعد هذا الأسلوب سلاحا سريا، وأصبح نظاما لا يمكن إلى حد كبير إيقافه.
ومع فوز مانشستر سيتي بلقبه الثالث في الدوري الممتاز تحت قيادة بيب، سجل مهاجمون صرحاء 10 أهداف فقط من 73 هدفا هذا الموسم، بواقع 8 لجابرييل جيسوس وهدفين لسيرجيو أجويرو.
وشارك الأرجنتيني أجويرو هداف سيتي عبر العصور، والبرازيلي جيسوس فيما بينهما 25 مرة فقط بالتشكيلة الأساسية بالمسابقة هذا الموسم، بعد أن أعطى جوارديولا الأولوية لأسلوب المهاجم الوهمي.
وحتى في المباريات الكبرى، وجميع مباريات أدوار خروج المهزوم في دوري أبطال أوروبا هذا الموسم باستثناء واحدة، لم يبدأ المدرب الإسباني بمهاجم صريح.
واستخدم بيب كل من كيفن دي بروين وفيل فودن وبرناردو سيلفا ورحيم سترلينج وفيران توريس ورياض محرز وإيلكاي جندوجان في مركز المهاجم المتأخر، لحسم كافة المواجهات في طريقه للنهائي.
لكن لم يكن من المهم من يلعب في هذا المركز، لأن جوارديولا جعل فريقه يخوض مبارياته مثل وحدة واحدة سلسة.
الظهيران في قلب الملعب
مع تقدم سيتي وحيدا في صدارة الترتيب بعد 21 انتصارا متتاليا في جميع المسابقات، بين ديسمبر/ كانون الأول ومارس/ آذار، قلل جوارديولا من أهمية المديح الذي انهال عليه.
وقال مدرب سيتي في نهاية فبراير/ شباط الماضي: "لدينا الكثير من المال لشراء العديد من اللاعبين الرائعين".
لكن عندما أصر المراسل، قائلا إن يمكنه هو شخصيا الفوز بالدوري الممتاز في وجود هذه التشكيلة وهذه الأموال في سيتي، أجاب جوارديولا مستدركا: "لكنك لن تلعب بالظهيرين في قلب الملعب".
ويعد جواو كانسيلو مثالا ثانيا على كيفية نقل جوارديولا لتعديلاته الخططية إلى مستويات أعلى هذا الموسم.
وأمضى الظهير البرتغالي فترة صعبة في موسمه الأول داخل إنجلترا بعد انتقاله في صفقة ضخمة قادما من يوفنتوس عام 2019، لكنه أصبح لاعبا مهما في تتويج سيتي بطلا هذا الموسم، ويعود الفضل إلى مدربه.
وعلى الورق يكون كانسيلو في مركز الظهير، لكن عندما تبدأ المباراة يلعب المدافع البرتغالي في أي مكان عدا مركز الظهير، ويكون في الملعب أبعد لاعب هجومي لسيتي على الجناح أو في قلب الملعب.
وقال كانسيلو في وقت سابق من الشهر الحالي: "أحب الركض بالكرة وصناعة الأهداف وتقديم كرة قدم فنية وجذابة".
وأضاف: "الطريقة التي ينظر بها جوارديولا إلى كرة القدم تعتمد على ظهيرين يلعبان كثيرا في قلب الملعب وظهرهما إلى مرمى المنافس، لم أكن معتادا على ذلك لكن مع المران أشعر بأنني أفضل"
وأضافت هذه التفاصيل، من لعب الظهيرين في قلب الملعب إلى أسلوب المهاجم الوهمي الذي لا يمكن إيقافه مع بيب.
aXA6IDE4LjIyNi4yMjYuMTU4IA==
جزيرة ام اند امز