صرخة من صندوق النقد وسط ضجيج الحرب الأوكرانية: الخطر لم يأت بعد

حذرت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي، كريستالينا جورجيفا، الجمعة، من أن تأثير الحرب في أوكرانيا "سيتجاوز أوكرانيا لثلاثة أسباب".

وأكدت جورجيفا، أن تداعيات العقوبات التي تفرضها الدول الغربية على روسيا تضاف إليها الآثار الاقتصادية للنزاع "ستؤدي بشكل أساسي إلى ارتفاع أسعار الطاقة فضلاً عن أسعار الحبوب، وذلك سيضاف إلى القلق المتزايد من التضخم وكيفية مواجهته".

 تداعيات الأزمة الأوكرانية على آلية النظام المالي

وأضافت خلال مؤتمر افتراضي نظمه صندوق النقد الدولي، ومعهد القانون الاقتصادي الدولي: "ثانيًا هناك تداعيات على آلية عمل النظام المالي كلما كان هناك حالة من عدم اليقين، ودعونا نتذكر أننا دخلنا في أحداث أوكرانيا من موقف عدم اليقين في الاقتصاد العالمي".

• نظام "سويفت" سلاح ذو حدين في ملف عقوبات روسيا.. كيف؟

وأشارت إلى أن "حالة عدم اليقين هذه لها تأثير على الثقة في الأسواق الناشئة، وغالبًا ما نرى الأموال تتدفق من الأسواق الناشئة في حين أننا بحاجة إلى العكس تمامًا، وأن يكون هناك مزيد من التمويل" إلى هذه الدول، وذلك حسب وكالة فرانس برس.

أخيرًا ذكرت العواقب المتوقعة في البلدان المجاورة "لأن جزءًا من آسيا الوسطى، والقوقاز، ومولدافيا، مترابط اقتصاديًا".

وكانت مديرة صندوق النقد الدولي قد حذرت الخميس من "خطر اقتصادي كبير على المنطقة والعالم".

وارتفعت أسعار النفط العالمية، إلى ما يزيد على 100 دولار للبرميل هذا الأسبوع للمرة الأولى منذ 2014، وارتفعت أسعار القمح وفول الصويا والذرة إلى أعلى مستوياتها منذ سنوات، وذلك حسب وكالة "سبوتنيك" الروسية.

كما قفزت أسعار الغاز الطبيعي بنسبة 60%، في تعاملات الخميس، وسط مخاوف بشأن تعطل الإمدادات العالمية والعقوبات الأمريكية الأوروبية ضد روسيا.

• الأزمة الروسية الأوكرانية.. أسعار القمح تشتعل بلهيب الحرب

حتى قبل الارتفاع الحاد في أسعار النفط والحبوب هذا الأسبوع، كان التضخم يتفاقم بالفعل في الولايات المتحدة، مع نمو أسعار المستهلكين بأسرع وتيرة لها منذ 40 عاما، في يناير/ كانون الثاني، على أساس سنوي.

وتعهدت الوكالة الدولية للطاقة في اجتماع للدول الأعضاء، الجمعة، بحماية أمن الطاقة العالمي، في أعقاب المخاوف التي اجتاحت الأسواق بسبب العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا.

العملية العسكرية الروسية

وفجر الخميس، بدأت روسيا عملية عسكرية شاملة في الأراضي الأوكرانية بعد 3 أيام من اعترافها باستقلال منطقتي "دونيتسك" و"لوهانسك" شرقي أوكرانيا، رغم تحذيرات دولية من ردود فعل قوية حال الإقدام على هذه الخطوة.

وتلا ذلك، سماع دوي انفجارات في عدة مدن أوكرانية بينها العاصمة كييف قرب خط الجبهة، وعلى امتداد سواحل البلاد ومن ثم دوت صافرات سيارات الإسعاف في أرجاء واسعة بالبلاد.

وفي كلمة متلفزة، أجاز بوتين عملية عسكرية خاصة في دونباس، محذرا من أنه في حالة حدوث تدخل أجنبي فإن روسيا سترد على الفور، مؤكدا أن أن تحركات روسيا إنما هي للدفاع عن النفس من التهديدات ومن مشكلات أكبر من الموجودة اليوم.