الهجرة مع كورونا.. رياح عكس التيار
قلق دولي حول مصير نحو 85 مهاجرا أبحروا من ليبيا إلى إيطاليا
لم يمنعهم الخطر الذي ينتظرهم في البر من الإبحار في عرض البحر للوصول إلى أحضان "جنتهم" أوروبا، لكن الرياح جاءت بما لا تشتهي قواربهم، فتبعثرت أحلامهم مع أمواج المتوسط، وباتوا في عداد المفقودين.
ففي الوقت الذي ينشغل فيه العالم بما ألمّ به من فيروس وبائي قتل وأصاب الآلاف من الأرواح، يطفو على وجه المتوسط قلق دولي حول مصير مهاجرين مفقودين في عرض البحر.
وهو ما أعلنته وكالة خفر السواحل الأوروبية، الأحد، مشيرة إلى أنها تبحث عن قارب يعتقد أنه كان يقل عشرات المهاجرين قبل فقدان أثره خلال إبحاره من ليبيا إلى إيطاليا.
في هذه الأثناء، أعربت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عن "خشيتها البالغة" حول مصير نحو 85 مهاجرا قد يكونون فقدوا في المتوسط.
منظمتان ألمانيتان تعنيان بمراقبة مسالك المهاجرين الخطرة، أبلغتا أنهما رصدتا استغاثة أربعة قوارب قبالة سواحل مالطا خلال عطلة نهاية الأسبوع.
وقالت وكالة خفر السواحل ومراقبة الحدود التابعة للاتحاد الأوروبي "فرونتكس"، لوكالة فرانس برس لاحقا، إن واحدا من القوارب الأربعة وصل بسلام إلى إيطاليا فيما لا يزال اثنان منهما في البحر.
أما القارب الرابع، فلفتت إلى أنه رُصد بشكل مبدئي الجمعة، وأن مصيره غير معروف.
من جهتها، قالت متحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين كارلوتا سامي إن القارب المفقود ربما يكون قد غرق، مضيفة: "نحن قلقون للغاية".
أما "فرونتكس" فأبلغت من جانبها خفر السواحل الإيطالي ومالطا حول وجود القوارب في البحر.
وعلى حسابها في "تويتر"، نشرت منظمة "سي ووتش إنترناشونال" الألمانية بيانات حول المواقع الجغرافية للقوارب، بما في ذلك واحد منها يحمل علامة "فقدان اتصال غير معروف عبر نظام تحديد المواقع".
وقدّرت المنظمة أن القارب كان يحمل 85 شخصا، وهو رقم افتراضي، لافتة إلى أن القوارب الثلاثة الأخرى كانت تقل 173 مهاجرا بالإجمال.
بدورها، ذكرت منظمة مراقبة مسالك المهاجرين الألمانية "يونايتد فور رسكيو" أنها تلقت التقارير نفسها وهي تخشى على حياة "عشرات" المهاجرين.
ومنذ فترة طويلة، باتت إيطاليا بوابة المهاجرين الباحثين عن ملجأ إلى أوروبا.
لكن الدولة المتوسطية أغلقت موانئها بوجههم وقالت إنها ستضع المهاجرين في الحجر الصحي بسبب تفشي وباء فيروس كورونا.
وبالعودة لمخاطر انتشار وباء كورونا في أوروبا، فقد بلغت وفيات الفيروس في القارة العجوز، حتى يوم أمس، 77،129 من أصل 932،205 إصابات.
aXA6IDMuMTIuMTU0LjEzMyA= جزيرة ام اند امز