بسبب المهاجرين.. محادثات الموازنة الفرنسية على صفيح ساخن

وصلت المحادثات بشأن الموازنة في فرنسا إلى حافة الانهيار اليوم الأربعاء بعد يوم من تعليق مسؤولي الحزب الاشتراكي مشاركتهم فيها.

ويحتج مسؤولو الحزب الاشتراكي على تصريحات رئيس الوزراء فرانسوا بايرو بشأن الهجرة ما يهدد حكومته.

وقال بايرو إن العديد من الفرنسيين يشعرون بأن أعداد المهاجرين "طاغية" ما أثار الغضب وأدى إلى تعقيد محاولاته لتحقيق التوازن السياسي.

ورحب نواب أقصى اليمين من حزب التجمع الوطني بتصريحات رئيس الوزراء، لكن الاشتراكيين اعترضوا عليها وانسحبوا من محادثات الموازنة ما هدد مساعي إقرارها وأثار شكوكا جديدة حول استقرار حكومة بايرو.

• فرنسا تصعد الرهان على الذكاء الاصطناعي.. 751 شركة ناشئة بنهاية 2024
• تكلفة التكيف المناخي في فرنسا.. 1% من الناتج المحلي بحلول 2030
  
  

لحظة حاسمة

يأتي انسحاب الاشتراكيين في لحظة حاسمة مع دخول مشروع موازنة عام 2025 مرحلته النهائية، ومن المقرر أن تقوم لجنة مصغرة من أعضاء مجلسي النواب والشيوخ غدا الخميس بصياغة النص النهائي قبل إحالته لمجلس النواب يوم الإثنين.

وقال فيليب برون، وهو نائب برلماني من الحزب الاشتراكي شارك في المحادثات، في مقابلة مع راديو سود اليوم الأربعاء "علقنا مفاوضاتنا لأن تصريحات رئيس الوزراء لم تكن لائقة".

وذكر أن الاشتراكيين قد يعودون إلى طاولة المفاوضات إذا سحب بايرو تصريحاته بشأن الهجرة.

وقالت المتحدثة باسم الحكومة صوفي بريما إن رئيس الوزراء لا يعتزم القيام بذلك ولا ينبغي أن "تؤخذ الموازنة رهينة" للنزاع.

أضافت أن المفاوضات لم تنته بعد، فيما عبر برون عن أمله في استئنافها.

إرباك للمستثمرين

وأدى الإخفاق في إقرار موازنة 2025 إلى إرباك المستثمرين بالفعل وتآكل ثقة الشركات والأسر، واضطرت الحكومة إلى تقديم تنازلات بمليارات اليورو لصياغة مشروع موازنة قابل للنجاح.

وقد تستخدم الحكومة سلطاتها الدستورية وتتخطى المشرعين في حالة غياب الأغلبية ما سيدفع النواب المعارضين على الأرجح إلى التصويت بحجب الثقة.

وكانت الحكومة تعول على امتناع الاشتراكيين عن ذلك لتنجو من تصويت محتمل بحجب الثقة، وتراجعت بالفعل عن تخفيضات عديدة للإنفاق لكسب تأييدهم.

ونجت حكومة بايرو من تصويت واحد بحجب الثقة بعد أن رفض الحزب الاشتراكي تأييده. ومع ذلك، قال برون إن الاشتراكيين سيفكرون في تأييد اقتراح آخر بحجب الثقة إذا لم يتمكنوا من التوصل إلى اتفاق بشأن الموازنة.