"فظائع".. ليبي يروي معاناته بسجون مصراتة
يتعرض السجناء في سجون المليشيات الليبية الموالية لحكومة فايز السراج، إلى أبشع أنواع التعذيب، والحرمان من احتياجاتهم الأساسية.
سجين سابق لدى المليشيات المسلحة المسؤولة عن سجون مصراتة، يدعى أحمد عمار، من تاورغاء، كشف في مقطع فيديو متداول عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ما يتعرض له المعتقلين في سجون مصراتة، على يد العناصر المسلحة الإخوانية الموالية حكومة السراج.
اغتصاب
وقال السجين السابق، إن المليشيات المسلحة تذيق السجناء سوء العذاب، وتعرضهم لمختلف أنواع العقاب، نفسيًا وبدنيًا، مشيرًا إلى تعرض بعض السجناء لحالات "اغتصاب " من قبل تلك المليشيا دون رادع.
وروى عمار في مقطع الفيديو، دور أحد الشخاص ويدعى" الناصر التائب" كان يعمل سائقا بإحدى الشركات، مؤكدًا أنه بعد تدرجه لمنصب وكيل نيابة في سجون مصراتة، باتت له اليد الطولى في تحديد مصير السجناء.
وأشار إلى أن المليشيات المسلحة القائمة على السجون، تحرم السجناء من أدنى متطلبات الحياة، فهي تمنع الطعام والماء، لساعات متواصلة.
وتدير المليشيات المسلحة السجون في غربي ليبيا، ولا تخضع لسلطة الدولة الليبية، سواء الأجهزة الأمنية أو القضائية، كما تمتلك كل مجموعة من تلك المليشيات سجنها الخاص، ومنها ما هو سري، ومكانه غير معلوم إلى الآن".
كما "أصبح لكل قائد أو ما يسمى بـ" آمر" مجموعة، سجناً يُلقي القبض على من يشاء من الليبيين أو يُطلق سراحهم، من دون أي سند قانوني"، بحسب السجين السابق عمار أحمد.
وفي تقرير قدمه الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، إلى مجلس الأمن منتصف يناير/كانون الثاني، تحدث عن تسجيل انتشار الأمراض بين السجناء، وخاصة الأمراض المعدية والسارية، مثل داء السل والجرب، وفيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز)، والتهاب الكبد، بزيادة كبيرة.
خطف المعارضين
وتشهد العاصمة الليبية طرابلس عمليات خطف لسياسيين وقضاة وصحافيين وإعلاميين ومواطنين، وإلقائهم في غياهب هذه السجون والمعتقلات، التي هي وفقاً لروايات من دخلوها وعايشوها، عالم سري مخيف، ليس لتنفيذ محكومية محددة بحكم قضائي مُعلن، بقدر ما هي غياهب يُلقى فيها من يُراد له الاختفاء، مؤقتاً أو بشكل دائم.
ويواجه نزلاء السجون غربي ليبيا خطر الموت جراء تفشي وباء كورونا في ظل ظروف احتجاز قاسية وإهمال من حكومة فايز السراج، حيث تقع أغلب السجون خارج سيطرتها وبقبضة المليشيات الإرهابية.
ويتعرض المعتقلون لأسباب سياسية للتعذيب، ولا سيما في الفترة الأولى من احتجازهم، وفي أثناء الاستجواب، لانتزاع منهم اعترافات أو معلومات أخرى، ومعاقبتهم على ارتكاب جرائم مزعومة، بحسب سجناء سابقين، أفادوا بأنهم نقلوا من مكان احتجازهم الاعتيادي إلى مراكز أخرى لاستجوابهم وتعذيبهم.
وقالوا إن من بين أساليب التعذيب الأكثر شيوعاً وتوثيقاً، الضرب على الرأس والجسم بأدوات مختلفة، بما في ذلك القضبان المعدنية وأنابيب المياه وأعقاب البنادق والجلد على باطن القدمين ، والركل واللكم، والتعليق وإبقائهم في أوضاع مجهدة لفترات طويلة من الزمن والصعق الكهربائي والحرق بالسجائر أو القضبان الساخنة وغيرها من أساليب التعذيب الأخرى.