تغير المناخ والأعاصير.. دراسة تكشف نتائج "كارثية"
تتجلى العلاقة بين ارتفاع درجات الحرارة العالمية والطقس القاسي بشكل أوضح مع موجات الحرارة غير المسبوقة والكميات غير العادية من الأمطار.
في حين أنه من الصعب تحديد العلاقة بين تغير المناخ وتفشي الأعاصير - مثل تلك التي أودت بحياة أكثر من 20 شخصا في جميع أنحاء وسط الولايات المتحدة يوم الجمعة الماضي.
وتحولت الأعاصير خلال السنوات العشر الماضية، إلى جزء من طبيعة المناخ في الولايات المتحدة، إلى جانب درجات الحرارة التي تفوق 40 درجة مئوية في بعض فترات فصل الصيف، إلى جانب الحرارة دون سالب 20 درجة مئوية في بعض فترات الشتاء.
لكن السؤال! ما هي العلاقة المباشرة بين تغير المناخ الذي يتحول تدريجيا إلى أولوية عالمية، وبين الأعاصير التي تقع سواء في الولايات المتحدة أو عدة مناطق حول العالم؟
تنقل صحيفة واشنطن بوست عن جون ألين، الأستاذ المساعد في الأرصاد الجوية بجامعة ميتشيجان المركزية، أن هناك "دليلا وافرا" على زيادة مخاطر الأعاصير خلال المواسم المقبلة.
ويشير بحث جديد عن الجامعة، إلى أنه مع ارتفاع متوسط درجات الحرارة، أصبحت أنواع العواصف الشديدة التي تؤدي للأعاصير بشكل متكرر أكثر شيوعا في مناطق عدة حول العالم.
توقعت دراسة حديثة أنه بحلول عام 2100، سيزداد متوسط العدد السنوي للأعاصير العملاقة -العواصف الهائلة والدوارة المعروفة بإنتاج أعنف الأعاصير- التي تضرب شرق الولايات المتحدة بنسبة 6.6%.
يشير هذا إلى احتمال حدوث المزيد من الأعاصير أيضا حول العالم، لكن العلماء ليسوا مستعدين لإعلان ذلك بعد، خاصة في مناطق لا تشهد أي نشاط لأية أعاصير خلال العقود الماضية.
فيما يلي العوامل التي تؤثر على متى وأين وكم مرة تتشكل الأعاصير
- ارتفاع درجات الحرارة يعني المزيد من وقود العواصف
ارتفع متوسط درجات الحرارة العالمية بأكثر من 1.1 درجة مئوية منذ أواخر القرن التاسع عشر، وكان التأثير واضحًا: يوفر الهواء الأكثر دفئا مزيدا من الطاقة لتتطور وتكثف العواصف، ويحتفظ بمزيد من الرطوبة، والتي يمكن أن تغذي العواصف أيضا.
- يعد الهواء الدافئ الرطب مكونا رئيسيا لتطور العواصف الشديدة.
تنشأ مثل هذه العواصف من الكثير من عدم الاستقرار في الغلاف الجوي السفلي -تصادم بين الهواء الدافئ والرطب بالقرب من الأرض والهواء الأكثر برودة والجفاف فوقه، حيث إن تشكل العواصف وسيلة لاستعادة التوازن في الغلاف الجوي.
في الممارسة العملية، يعني هذا أن الهواء الدافئ يرتفع بسرعة إلى الطبقة الباردة فوقه، بينما يندفع الهواء البارد نحو الأرض.. هذه الحركة هي التي تؤدي إلى هطول الأمطار، حيث تتكثف الرطوبة في الهواء الدافئ، ويمكن أن تنتج أيضا دورانا داخل العواصف، والتي يمكن أن تتحول إلى أعاصير.
وقال ألين إن ارتفاع درجة حرارة المناخ يعني المزيد من عدم الاستقرار؛ كلما كان الهواء أكثر دفئا وأقرب إلى الأرض، زاد احتمال ارتفاعه وإثارة اشتباكات جوية عنيفة.
يمكن أن تحدث الأعاصير في جميع أوقات العام في أجزاء العالم؛ لكن موسم الأعاصير التقليدي يحدث من مارس/آذار حتى مايو/أيار خاصة في الولايات المتحدة وأمريكا الجنوبية، وبدرجة أقل، في أكتوبر/تشرين الأول ونوفمبر/تشرين الثاني، وهي الأوقات التي يكون فيها الطقس في فترة انتقالية.
ثم هناك ظاهرة يشير إليها علماء الأرصاد الجوية إلى "غطاء" الغلاف الجوي للعواصف؛ فإذا أصبحت طبقة الهواء على ارتفاع ميل أو ميلين فوق سطح الأرض دافئة جدا، فستكون هناك حاجة إلى الكثير من الطاقة حتى يرتفع الهواء الساخن والرطب تحتها ويطلق العواصف، ويمكن لتغير المناخ أن يجعل تأثير الغطاء، المعروف باسم تثبيط الحمل الحراري، أقوى.
aXA6IDE4LjIyMi41Ni43MSA= جزيرة ام اند امز