وشم القولون.. باحثون يبتكرون حبرا محسنا
قد يكون القولون هو آخر مكان قد يفكر فيه الناس للحصول على وشم، لكن الوشم بالمنظار هو تقنية طبية مهمة لتمييز آفات القولون.
واليوم، أبلغ العلماء في اجتماع الربيع للجمعية الكيميائية الأمريكية عن حبر من الجيل التالي لهذه العلامات ينتشر أقل وأكثر توافقًا حيويًا من الأحبار الموجودة.
ويقول الباحثون إن الصيغة الجديدة يمكن أن تسهل تحديد وإزالة الأورام الحميدة والأورام القولونية المعقدة.
ووفقًا لجمعية السرطان الأمريكية، فإن سرطان القولون والمستقيم هو ثالث أكثر أنواع السرطان تشخيصًا في الولايات المتحدة وثاني سبب رئيسي للوفاة المرتبطة بالسرطان، وشهر مارس هو شهر التوعية بسرطان القولون والمستقيم، حيث يتم تذكير الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 50 عامًا بإجراء تنظير القولون، أو الفحص بالمنظار للقولون، للكشف عن الآفات السرطانية وما قبل السرطانية.
ويمكن عادة إزالة الآفات الصغيرة في وقت تنظير القولون، ومع ذلك، غالبًا ما تتم إحالة الآفات الكبيرة والمعقدة إلى المتخصصين أو الجراحين لإزالتها لاحقًا.
ويقول راهول بانالا، طبيب أمراض الجهاز الهضمي وأستاذ مساعد مستشفى مايو كلينك بولاية أريزونا: "للقيام بذلك، يحقن الأطباء حبرًا تجاريًا، عادةً ما يكون مصنوعًا من أسود الكربون، على بعد بضعة سنتيمترات من الآفة، وهي عملية تُعرف باسم وشم القولون بالمنظار".
ويوضح سوبهاديب داتا، طالب الدراسات العليا في جامعة ولاية أريزونا، والذي أعلن عن الابتكار الجديد في اجتماع الجمعية الكيميائية الأمريكية: "الأحبار المتاحة تجاريًا لها تباين عالٍ، ولكن بمجرد حقنها، فإنها تنتشر بسرعة حول منطقة البقعة، لذلك، يمكن أن تؤثر على قدرة الاختصاصي على العثور بدقة على مكان الآفة".
ويضيف: "أيضًا، يمكن لبعض الأحبار أن تسبب الالتهاب أو تنتشر في الأنسجة الأخرى، مما قد يتسبب في آثار جانبية".
والنوع الجديد من حبر وشم القولون يمكنه التغلب على هذه المشكلات، لإعطاء الحبر لونًا قويًا داكنًا يسهل رؤيته تحت الضوء المرئي لتنظير القولون، واختار الباحثون الجسيمات النانوية المشتقة من المعدن، وقاموا بدمج الجسيمات النانوية بكميات وأنواع مختلفة من البوليمرات التي تلتصق بالسطح تحت المخاطي في القولون، مما يمنع الحبر من الانتشار.
واختبر الباحثون التركيبات المختلفة، أولاً في أمعاء الخنازير المشرحة ثم في الفئران الحية، ونظرًا لأن أمعاء الفئران صغيرة جدًا ويصعب التعامل معها، قام الباحثون بحقن أحبارهم تحت جلد الفئران كنظام نموذجي لقياس الانتشار والالتهاب وفعالية التصوير.
ويقول دوتا: "من دراساتنا قبل السريرية حتى الآن، يبدو التباين جيدًا، وبقع الحبر لدينا مركزة حقًا، وفي 28 يومًا، تكون على الأقل ثلاث إلى أربع مرات أصغر من البقع من الصبغة التجارية".
ورغم عدم وجود علامات واضحة للالتهاب، يقوم الفريق الآن بإجراء دراسات تشريحية مرضية لمراقبة ما إذا كانت هناك أي تغييرات مجهرية تحدث في الجلد وللمساعدة في تحديد الصيغة المثلى للحبر، يستعد الفريق أيضًا لاختبار أفضل الأحبار في الوشم الفعلي للتنظير الداخلي للخنازير الحية.
وهناك ميزة أخرى للجسيمات النانوية هي أنه على عكس الأحبار التجارية، يجب أن تكون مرئية في التصوير المقطعي المحوسب بالأشعة السينية (CT)، رغم أن الباحثين لم يختبروا هذا بعد.
ويقول دوتا: "نظرًا لأن الجسيمات النانوية لها خصائص تباين الأشعة السينية المقطعية، فضلاً عن كونها مرئية تحت ضوء التنظير الداخلي، فإننا نعتقد أن الأحبار الجديدة يمكن أن تسمح بالتصوير متعدد الوسائط، وقد يساعد ذلك الأطباء في توصيف الآفة بشكل أفضل قبل الجراحة".
وإذا أثبت حبر الوشم أنه متفوق على التركيبات الحالية، يقول الباحثون إنه يمكن أن يترجم إلى رعاية أفضل للمرضى.
ويقول بانالا: "يمكن أن يؤدي ذلك إلى إزالة أكثر أمانًا للأورام الحميدة والأورام المعقدة، وإلى تحديد أفضل في فحوصات التصوير".
ويضيف: "لا يقتصر الأمر على سرطان القولون فقط، فإذا كنا قادرين على تطوير حبر دقيق للغاية ، فيمكننا أيضًا استخدامه لتحديد الأورام في أي مكان بالأمعاء، أو حتى في البنكرياس".
aXA6IDMuMTUuMTg2LjU2IA== جزيرة ام اند امز