عمران خان.. بطل باكستان القومي يشكو "مؤامرة أمريكية" ضده
في إسلام آباد، تلك العاصمة الباكستانية التي شهدت بزوغ نجمه، بدا رئيس الوزراء عمران خان في وضع لا يحسد عليه مهددا بـ"مؤامرة" للإطاحة به.
قبل نحو أسبوع وأمام حشد من أنصار حزبه وقف رئيس وزراء باكستان عمران خان متحدثا عن "مؤامرة داخلية مدعومة من الخارج تهدد أمن واستقرار بلاده".
لم تمر سوى أيام، حتى أعلنت باكستان تسليمها مذكرة رسمية إلى واشنطن؛ احتجاجا على "تدخلها في شؤونها الداخلية".
في يوليو/ تموز 2018، وقف الرياضي البارز عمران خان على أرض صلبة بعدما أصبح حاكما جديدا لباكستان مستندا على وعود انتخابية ببناء الدولة وتحسين التعليم والصحة وتعزيز نظام الضرائب والحد من الفساد.
ألهم لاعب الكريكيت السابق عمران خان الشعب الباكستاني بعد سنوات مضنية عاشتها البلاد في صراعات داخلية وبحور لا تتوقف مع الإرهاب.
نجح الشاب "عمران" الطالب الجامعي الذي تلقى تعليمه في جامعة أوكسفورد، في قيادة فريق بلاده للفوز بكأس العالم في رياضة الكريكيت عام 1992.
وبفضل تلك الشهرة الواسعة دخل عالم السياسة لأول مرة عام 1996 قبل أن تتوالى قفزاته الناجحة من ملاعب الكريكيت إلى ملاعب السياسة.
وعمران خان (69 عاما) مولود في 5 أكتوبر/تشرين الأول 1952 في مدينة لاهور الباكستانية وقد تزوج ثلاث مرات وله من الأبناء اثنان.
نشأ الرجل في أسرة متوسطة وله أربع شقيقات، واستقر والده في إقليم البنجاب، وهو ينحدر من قبيلة نيازي شيرمان خيل الباشتونية في مدينة ميانوالي.
تلقى خان تعليمه في كلية أيتشسون بمدينة لاهور، ومدرسة القواعد الملكية في ورسيستر إنجلترا، وفي عام 1972 ألحق بكلية كيبل في أكسفورد لدراسة الفلسفة، والسياسة، والاقتصاد؛ حيث تخرج في الكلية في المرتبة الثانية في السياسة، والمرتبة الثالثة في الاقتصاد.
ويتولى زعامة حركة إنصاف الباكستانية محتفظا بتاريخ ساسي مميز بعد أن أصبح عضواً في الجمعية الوطنية من عام 2013 إلى عام 2018، وهو المقعد الذي فاز به في الانتخابات العامة عام 2013.
بدأ خان لعبة الكريكيت في سن مبكرة، وكان أول ظهور له في الدرجة الأولى عندما بلغ الـ16 من عمره في مدينة لاهور.
ومع بداية 1970 كان يلعب لصالح الفريق الوطني في لاهور، وعندما انتقل للدراسة في جامعة أكسفورد البريطانية انضم إلى فريق بلو كريكيت التابع للجامعة، في مواسم 1973 وإلى 1975.
عاد خان إلى باكستان عام 1976، وحصل على مكان دائم له في فريقه الوطني، بدءا من موسم 1976 وحتى 1977، وشغل منصب قائد بشكل متقطع طيلة الفترة ما بين عامي 1982 و1992.
بعد تقاعده من لعبة الكريكيت في نهاية بطولة كأس العالم عام 1987 استدعي مرة أخرى للانضمام إلى الفريق عام 1988.
وبينما كان في التاسعة والثلاثين قاد زملاءه في الفريق لتحقيق الفوز الأول والوحيد لباكستان ببطولة كأس العالم عام 1992؛ وهو واحد من 6 لاعبي كريكيت في العالم حقق التفوق في الثلاثي متعدد المهارات في مباريات الـتيست.
واعتزل خان الكريكيت في نهاية بطولة كأس العالم عام 1987 ثم استُدعي مرة أخرى للانضمام إلى الفريق عام 1988، وبينما كان في التاسعة والثلاثين قاد زملاءه في الفريق لتحقيق الفوز الأول والوحيد لباكستان ببطولة كأس العالم عام 1992.
وفي عام 1996 أسس خان حركة الإنصاف الباكستانية كحزب سياسي، وقد مثل مدينة ميانوالي كعضو في الجمعية العامة من نوفمبر/تشرين الثاني 2002 وحتى أكتوبر/تشرين الأول 2007.
وبعد أن أسس حزبه، هزِم خان بشكل شامل في الاقتراع في انتخابات 1997 العامة هو وأعضاء حزبه؛ حيث عورض من 7 مقاطعات. ودعم خان الانقلاب العسكري بقيادة الجنرال برويز مشرف عام 1999.
اشتهر خان بمعارضة الحكام السياسيين، مثل برويز مشرف، وآصف علي زرداري، ومعارضته للسياسة الخارجية للمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية.