الإماراتي عمران شرف.. من مسبار الأمل إلى رئاسة "كوبوس" الأممية
لم يكن مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ "مسبار الأمل"، مجرد سعي عربي نحو الوجود على خريطة استخدامات الفضاء السلمية.
لكن هذا المشروع الطموح دشن لحقبة جديدة يعلن من خلالها العرب، عبر دولة الإمارات العربية المتحدة، أنهم قادمون وبقوة لهذا المجال، وهو ما برهن عليه فوز مدير المشروع عمران شرف، بمنصب رئيس لجنة الأمم المتحدة للاستخدام السلمي للفضاء الخارجي "كوبوس"، وهي إحدى أكبر اللجان في الأمم المتحدة، وتضم في عضويتها 100 دولة.
وكما كان اختيار "الأمل" اسما للمسبار الذي يجسد طموح مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ، فإن إعلان فوز رئيس المشروع بهذا المنصب الدولي، يبرهن على قدرة العرب على تبوء أعلى المناصب الدولية، وهو ما عبر عنه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات بقوله في تغريدة عبر تويتر تعليقا على الفوز: "انتخاب ابن الإمارات المهندس عمران شرف "مدير مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ"، رئيساً للجنة الأمم المتحدة للاستخدام السلمي للفضاء الخارجي.. إنجاز جديد للدولة يجسّد تقدير العالم لبرامجها وإسهاماتها في مجال الفضاء.. نتمنى له التوفيق والنجاح في قيادة هذه اللجنة لتنفيذ أهدافها ومشاريعها".
كما عبر الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، عن سعادته بهذا الفوز، قائلا في تغريدة على موقع تويتر: "فخور بفوز الإمارات برئاسة لجنة الأمم المتحدة للاستخدام السلمي للفضاء الخارجي والتي تضم 100 دولة، وتضمن الوصول العادل والسلمي للفضاء لهذه الدول. فخور بابن الإمارات عمران شرف تقلده هذا المنصب الدولي الرفيع.. شباب الإمارات أوصلونا للفضاء ويقودون ملفات عالمية ويديرون مؤسسات دولية".
لجنة "كوبوس"
والمؤسسة الدولية التي سيكون على رأسها شرف، وهي لجنة الأمم المتحدة للاستخدام السلمي للفضاء الخارجي "كوبوس" هي لجنة تابعة للأمم المتحدة، تم إنشاؤها عام 1958 بعد أن أطلق الاتحاد السوفيتي، إبان حقبة الحرب الباردة مع الولايات المتحدة، القمر الصناعي الأول سبوتنك-1، والذي كان إيذانا بانتقال المنافسة بينهما إلى الفضاء، ما زاد مخاوف المجتمع الدولي من إمكانية استخدام الفضاء لأغراض عسكرية، وأدى ذلك إلى إنشاء منظمات متعددة داخل الأمم المتحدة بقصد تنظيم كيفية استخدام الفضاء الخارجي، ومنع تحول الفضاء إلى جبهة جديدة للنزاع.
وارتفع عدد أعضاء اللجنة من 24 دولة عند تأسيسها لتصل الآن إلى 100 عضو، وتصبح إحدى أكبر اللجان في الأمم المتحدة.
وتتمثل مهمة هذه اللجنة المعروفة اختصارا باسم "كوبوس" في "مراجعة نطاق التعاون الدولي في الاستخدامات السلمية للفضاء الخارجي، ووضع برامج في هذا المجال يتم الاضطلاع بها تحت رعاية الأمم المتحدة؛ لتشجيع البحث المستمر ونشر المعلومات حول مسائل الفضاء الخارجي، ودراسة المشاكل القانونية الناشئة عن استكشاف الفضاء الخارجي.
وتشرف "كوبوس" على تنفيذ خمس معاهدات واتفاقيات دولية تتعلق بالأنشطة في الفضاء الخارجي، وهي "معاهدة الفضاء الخارجي"، التي تتضمن المبادئ المنظمة لأنشطة الدول في مجال استكشاف واستخدام الفضاء الخارجي، بما في ذلك القمر والأجرام السماوية الأخرى، و"اتفاقية الإنقاذ"، وهي خاصة بإنقاذ رواد الفضاء وإعادة رواد الفضاء وإعادة الأجسام المطلقة في الفضاء الخارجي، و"اتفاقية المسؤولية" التي تدور بنودها حول المسؤولية الدولية عن الأضرار التي تحدثها الأجسام الفضائية، و"اتفاقية التسجيل"، وتعنى بتسجيل الأجسام المطلقة في الفضاء الخارجي، وأخيرا "معاهدة القمر"، وهي المنظمة لأنشطة الدول على القمر والأجرام السماوية الأخرى.
المهندس عمران شرف
ويتمتع المهندس الإماراتي عمران شرف بسيرة ذاتية مليئة بالإنجازات تؤهله لقيادة تلك اللجنة الأممية المهمة بكفاءة واقتدار، فهو أحد مهندسي الجيل الأول في قطاع الفضاء بالإمارات، حيث حصل على بكالوريوس الهندسة الكهربائية عام 2005 من جامعة فيرجينيا في الولايات المتحدة الأمريكية، كما حصل على ماجستير في سياسات العلوم والتكنولوجيا عام 2013 من المعهد العالي للعلوم والتكنولوجيا في كوريا الجنوبية، وكانت أطروحته بعنوان "قمر صناعي لاقتصاد المعرفة: نقل المعرفة في برنامج الإمارات للفضاء".
وتم تعيين شرف كأول موظف ينضم إلى مؤسسة الإمارات للعلوم والتقنية المتقدمة في عام 2006، فيما كان من أوائل مهندسي مركز محمد بن راشد للفضاء الذين تدربوا في كوريا الجنوبية لمدة 7 سنوات، على بناء الأقمار الصناعية، حيث عمل على النظام الفرعي للقيادة ومعالجة البيانات في القمر الصناعي دبي سات-1، فيما تولى مهمة هندسة النظم بالإضافة إلى نظام القيادة ومعالجة البيانات الفرعي في مشروع القمر الصناعي دبي سات -2 .
وتم تعيين شرف مديراً لقسم تحليل ومعالجة صور الفضاء في مركز محمد بن راشد للفضاء بين عامي 2011-2014، كما تم تعيينه كمدير أول في إدارة تطوير البرامج في المركز، وتولى العديد من المهام مثل تأسيس فريق الأنظمة الإلكترونية والكهربائية ومكتب إدارة المشاريع إضافة إلى تأسيس إدارة معالجة وتحليل الصور الفضائية وإدارة تطوير البرامج التقنية.
وقاد عمران شرف، الذي يعد المرشح الأصغر سناً بين نظرائه الذين ترأسوا اللجنة الأممية، وصول دولة الإمارات بنجاح إلى المريخ في 9 فبراير/ شباط 2021، من خلال إدارته لمشروع الإمارات لاستكشاف المريخ (مسبار الأمل)، في مركز محمد بن راشد للفضاء، وكان له دور محوري منذ البداية، حيث قاد الفريق المكلف لوضع التصور الأولي للمشروع.
وشارك شرف في عضوية وفد الإمارات للجنة الدولية المعنية بنظام الملاحة العالمية بالأقمار الاصطناعية، وكان ممثلاً للإمارات في اجتماعات مكتب الأمم المتحدة للاستعمال السلمي للفضاء الخارجي ومساهماً في تطوير المراحل الأولية من مشروع "خليفة سات".
وحاز شرف على ميدالية فخر الإمارات في تطوير أنظمة التحكم بالأقمار الصناعية و المحطة الأرضية في مركز محمد بن راشد للفضاء عام 2019 ضمن الدورة الخامسة لجائزة محمد بن راشد للأداء الحكومي المتميز.
aXA6IDE4LjIyMy4yMDkuMTI5IA== جزيرة ام اند امز