طائرة كل 3 ساعات و93 اتصالا ولقاء وقمة.. جهود إماراتية قياسية لدعم غزة
أرقام ضخمة تُبرِز حجم الجهود القياسية الإنسانية والسياسية والدبلوماسية التي تبذلها دولة الإمارات وتسابق بها الزمن لإغاثة قطاع غزة، الذي يعاني من حرب إسرائيلية متواصلة منذ 38 يوماً.
أحدث تلك الجهود تتجسّد في الجسر الجوي الإنساني المتواصل الذي تسيّره دولة الإمارات على مدار الساعة، بموازاة الجهود الدبلوماسية.
وفي هذا الصدد، أرسلت دولة الإمارات 64 طائرة لإغاثة غزة من بينها 56 طائرة أُرسِلت خلال آخر 7 أيام، بمتوسط 8 طائرات يومياً، وطائرة كل 3 ساعات.
من بين تلك الطائرات 32 طائرة ضمن عملية "الفارس الشهم3" لنقل مستلزمات مستشفى ميداني تعتزم الإمارات إقامته في غزة، و32 طائرة نقلت 1030 طناً من المساعدات تمّ جمعها من حملة "تراحم من أجل غزة"، التي جمعت حتى اليوم 1500 طن من المساعدات، بعد تجميع 71000 سلة إغاثية بمشاركة أكثر عن 24000 متطوع.
وبموازاة تلك المبادرات الإنسانية تبذل دولة الإمارات جهوداً دبلوماسية وسياسية لا تتوقف على مدار الساعة، تنفيذاً لتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة.
تستهدف تلك الجهود التوصل إلى الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة وضمان وصول مساعدات إنسانية آمنة ومستدامة للقطاع، ورفض التهجير القسري للفلسطينيين من أراضيهم، واحترام القانون الدولي الإنساني، والعمل على تحقيق سلام دائم وشامل يفضي إلى حل الدولتين.
أهداف أعاد التأكيد عليها الدكتور أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات، في الكلمة التي ألقاها في النسخة العاشرة لملتقى أبوظبي الاستراتيجي، الذي انطلق اليوم الإثنين، ويستمر على مدار يومين متتاليين.
وشدد قرقاش على ضرورة تحقيق هدنة إنسانية في قطاع غزة، وتوفير الدعم الإنساني لمواجهة الظروف الصعبة.
ولفت إلى أن دولة الإمارات بصفتها الممثل العربي الوحيد في مجلس الأمن الدولي بذلت قصارى جهدها لتخفيف معاناة إنسانية لا يمكن تجنبها في مثل هذه الأحداث المأساوية.
وأكد أن جزءاً من جهود دولة الإمارات هو "العمل على أجندة نتشارك فيها العمل على الاستقرار والرخاء وخفض التصعيد وتعزيز العمل الدبلوماسي".
وبحسب إحصاء لـ"العين الإخبارية" فقد بحثت دولة الإمارات سبل وقف التصعيد في غزة وحماية جميع المدنيين عبر 67 اتصالاً ولقاءً، و26 اجتماعاً وقمة من بينها 8 اجتماعات في مجلس الأمن الدولي، فضلاً عن إطلاقها 3 مبادرات إنسانية، والإعلان عن تقديم مساعدات إنسانية عاجلة بقيمة تتجاوز 154 مليون درهم، بإجمالي 96 اتصالاً ولقاء وقمة ومبادرة خلال 37 يوماً، الأمر الذي يبرز الجهد القياسي التي تقوم به دولة الإمارات لوقف الحرب.
الفارس الشهم 3.. 32 طائرة
تنفيذاً لتوجيها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، تسيّر دولة الإمارات جسراً جوياً إنسانياً متواصلاً على مدار الساعة لنقل مستلزمات مستشفى ميداني تعتزم الإمارات إقامته داخل غزة، لدعم القطاع الصحي الذي يعاني جراء الحرب الإسرائيلية المتواصلة لليوم الـ38.
ويعد المستشفى الميداني، أولى المهام الموكلة لعملية "الفارس الشهم 3" لدعم القطاع الصحي في قطاع غزة الذي يعاني جراء الحرب الإسرائيلية.
ومنذ إطلاق الجسر الجوي في 6 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، أرسلت دولة الإمارات عبره حتى مساء أمس الأحد 32 طائرة شحن على مدار 7 أيام، بمتوسط 4.5 طائرة يومياً، أي طائرة كل 315 دقيقة.
وتفرغ الطائرات حمولتها في مطار العريش في جمهورية مصر العربية، تمهيداً لنقلها إلى داخل قطاع غزة.
ويضم المستشفى الميداني الإماراتي، الذي تبلغ سعته 150 سريراً وسيجري تنفيذه على عدة مراحل، أقسام الجراحة العامة وجراحة العظام والأطفال والنساء، والتخدير وعناية حثيثة للأطفال والبالغين، بجانب عيادات في تخصصات الباطنية، والأسنان وعيادة نفسية، وطب العائلة، إضافة إلى خدمات الأشعة المقطعية، ومختبر وصيدلية والخدمات الطبية المساندة.
وتأتي هذه المبادرة تجسيداً لمواقف دولة الإمارات التاريخية الداعمة والمساندة للأشقاء الفلسطينيين، والوقوف بجانبهم خلال الظروف الصعبة التي تواجههم حالياً.
تراحم من أجل غزة.. أرقام قياسية
وتعد عملية "الفارس الشهم 3" إحدى 3 مبادرات إنسانية أطلقتها الإمارات، حيث سبق أن أطلقت حملة "تراحم من أجل غزة" التي ما زالت فعالياتها متواصلة حتى اليوم، كما تم الإعلان عن استضافة ألف طفل فلسطيني برفقة عائلاتهم من قطاع غزة.
وتتواصل حملة "تراحم من أجل غزة" التي أطلقتها الإمارات لإغاثة الفلسطينيين المتضررين من الحرب في قطاع غزة وتخفيف معاناتهم، في تعبير صادق عن نهج البلاد في التضامن والتعاون الإنساني، وتأكيدا للثوابت الإماراتية في تعزيز جهود العمل الخيري في كل بقاع العالم.
وشهدت أحدث فعالية للحملة والتي نُظِّمت، أمس الأحد، في محطة أبوظبي للسفن السياحية التابعة لمجموعة موانئ أبوظبي بإشراف هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، مشاركة 2500 متطوع من مواطنين ومقيمين من جميع الأعمار والجنسيات، جهزوا أكثر من 10000 حزمة إغاثية تنوعت بين الحزم الغذائية وتلك المخصصة للأطفال والنساء.
وجمعت الحملة حتى الآن 1500 طن من المساعدات الغذائية والطبية والإغاثية.
وتم إرسال 32 طائرة تحمل 1030 طناً من المساعدات التي بدأت عمليات إدخالها إلى قطاع غزة وتوزيعها بالتعاون مع برنامج الأغذية العالمي، من بينها 24 طائرة خلال الأسبوع الأخير.
وتشرف على الحملة وزارة الخارجية بالتعاون مع هيئة الهلال الأحمر الإماراتي وبرنامج الأغذية العالمي، وبالتنسيق مع وزارة تنمية المجتمع وبمشاركة 20 مؤسسة خيرية وإنسانية لدعم وإغاثة الشعب الفلسطيني الشقيق والتخفيف من حدة الأزمة الإنسانية التي يواجهها وخاصة من الفئات الأكثر ضعفا وفي مقدمتها الأطفال والنساء.
يأتي هذا في الوقت الذي تعمل فيه دولة الإمارات على استضافة ألف طفل فلسطيني برفقة عائلاتهم من قطاع غزة لتقديم جميع أنواع الرعاية الطبية والصحية التي يحتاجون إليها في مستشفيات البلاد، تنفيذا لتوجيهات القيادة الإماراتية.
وتواصل الحملة الشعبية "تراحم من أجل غزة" جمع التبرعات وتجهيز المعونات عبر آلاف المتطوعين من المؤسسات الإنسانية الإماراتية، حيث تم تجميع 71000 سلة إغاثية بمشاركة أكثر عن 24000 متطوع، وسوف تستمر في تنظيم عدد من الحملات خلال الأسابيع القادمة.
حراك دبلوماسي متواصل
تستمر فعاليات حملة "تراحم من أجل غزة" بالتوازي مع الجهود الرسمية لدولة الإمارات لرفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني ومساعدة المتضررين في قطاع غزة، في تجسيد لقيم التعاون والتضامن الإنساني التي تشكل الأسس الراسخة التي يقوم عليها العمل الرسمي والشعبي في دولة الإمارات.
وبحثت دولة الإمارات سبل وقف التصعيد في غزة وحماية جميع المدنيين عبر 67 اتصالا ولقاء مع قادة ووزراء ومسؤولين أمميين ودوليين.
أيضاً وفي إطار جهود دولة الإمارات المتواصلة وحرصها على العمل مع الأشقاء والأصدقاء لدعم جميع المساعي والمبادرات الدبلوماسية الهادفة إلى إرساء سلام عادل وشامل وآمن ومستدام ينهي حالة العنف في المنطقة ويعزز الأمن والاستقرار الإقليميين، شاركت في 13 قمة واجتماعاً خليجياً وإسلامياً وعربياً ودولياً للسبب نفسه، كان أحدثها القمة العربية الإسلامية الطارئة بالرياض، والمؤتمر الإنساني الدولي للمدنيين في غزة الذي أقيم في باريس.
كما شاركت دولة الإمارات في 5 اجتماعات في الأمم المتحدة، و8 اجتماعات بمجلس الأمن الدولي.
أحدث اجتماعات مجلس الأمن عقد، مساء الجمعة، وطلبت دولة الإمارات بعقده في ضوء الوضع المزري والتطورات المتصاعدة في غزة، بما يشمل الأزمة الصحية المتزايدة وسط استمرار الهجمات على المستشفيات.