«السندريلا إنعام سالوسة».. علاقة خاصة جمعتها بسعاد حسني (بروفايل)
تعتبر الفنانة إنعام سالوسة منارةً فنية ساطعة في سماء الفن المصري، حيث استطاعت أن تثبت موهبتها الفذة وقدرتها على تقديم أدوارٍ متنوعة نالت إعجاب الجمهور والنقاد.
ولدت في 9 سبتمبر/ أيلول 1939 بمحافظة دمياط، واشتهرت بأدوارها المتنوعة التي قدمتها بروح عفوية وأسلوب تمثيلي استثنائي.
على مدار مسيرتها الطويلة، شاركت في عدد كبير من الأعمال التي أصبحت علامات بارزة في تاريخ السينما والدراما المصرية.
بداية مشوارها الفني
نشأت إنعام سالوسة في أسرة مصرية بسيطة، وكانت مهتمة بالأدب والفن منذ صغرها.
بعد أن التحقت بقسم اللغة العربية في كلية الآداب بجامعة عين شمس، اكتشفت شغفها بالتمثيل من خلال مشاركتها في أنشطة مسرح الجامعة.
هذا الشغف دفعها للالتحاق بمعهد الفنون المسرحية، حيث تلقت تعليمًا أكاديميًا في مجال التمثيل، مما ساعدها على تطوير مهاراتها التمثيلية.
التعاون مع كبار المخرجين والنجوم
تميزت إنعام سالوسة بقدرتها على تقديم أدوار متنوعة، مما جعلها هدفًا لكبار المخرجين في مصر.
خلال مسيرتها الفنية، تعاونت مع العديد من نجوم السينما والتلفزيون، مثل عادل إمام، أحمد زكي، ويحيى الفخراني، وأبدعت في تقديم أدوار تميزت بالكوميديا والدراما على حد سواء.
أحد أبرز أدوارها الكوميدية كان في فيلم "الإرهاب والكباب" مع عادل إمام، حيث قدمت دورًا لا يُنسى في إطار كوميدي يعكس مهارتها في إضفاء طابع خاص على الشخصية.
أعمالها الفنية البارزة
إنعام سالوسة قدمت مئات الأعمال الفنية على مدار حياتها، ونجحت في ترك بصمة خاصة في كل دور قدمته، سواء كان في السينما، الدراما، أو المسرح. من أبرز أعمالها:
"رأفت الهجان": حيث شاركت في المسلسل الوطني الذي تناول قصة الجاسوس المصري رفعت الجمال.
"عائلة الحاج متولي": مسلسل درامي شهير جمعها مع نور الشريف، وقدمت فيه دورًا كوميديًا محببًا.
"تامر وشوقية": الذي لاقى نجاحًا كبيرًا وساهم في تقديمها لجمهور جديد من الشباب.
"عايز حقي": مع هاني رمزي، وهو من الأعمال التي لاقت رواجًا بفضل فكرتها الجريئة.
"فيلم الحرب العالمية الثالثة": الذي تميز بطابعه الكوميدي الشبابي ولاقى نجاحًا كبيرًا بين الجماهير.
بصمتها في المسرح
على الرغم من شهرتها الكبيرة في السينما والتلفزيون، لم تتخل إنعام سالوسة عن حبها الأول للمسرح. قدمت العديد من المسرحيات التي لاقت استحسان النقاد والجمهور، وظلت مخلصة لهذا الفن حتى في ظل انشغالها بأعمال أخرى. من خلال المسرح، استطاعت إنعام أن تطور قدراتها التمثيلية وتعزز حضورها الفني القوي.
حياتها الشخصية وتأثيرها على مشوارها الفني
تزوجت إنعام سالوسة من المخرج المسرحي المعروف سمير العصفوري، والذي كان له دور كبير في دعمها على المستوى الشخصي والفني. رزقا بابنتين، إحداهما تغريد العصفوري التي أصبحت مخرجة بارزة. هذه الحياة العائلية المستقرة ساعدتها على الحفاظ على توازنها الشخصي والمهني، مما جعلها تستمر في تقديم أعمال فنية متميزة على مدار سنوات طويلة.
إنعام سالوسة والسندريلا
من بين المواهب التي أسهمت إنعام سالوسة في تدريبها كانت سعاد حسني، التي ساعدتها على تطوير مهاراتها في الإلقاء والأداء الفني. تربطها بسعاد حسني علاقة صداقة قوية، وكان لسالوسة دور كبير في دعم السندريلا خلال بداياتها الفنية. تعد إنعام أيضًا مرجعًا للعديد من الفنانين الشباب الذين استلهموا منها الخبرة والموهبة.
قبل نهاية الستينيات من القرن الماضي، وتحديدا عام 1968 كان الظهور الأول للفنانة إنعام سالوسة، على شاشة السينما، بجوار سعاد حسني، من خلال فيلم الست الناظرة، وجسّدت وقتها شخصية زميلة السندريلا في المدرسة.
وفي العام نفسه، قدّمت إنعام سالوسة مع سعاد حسني، فيلم التلميذة والأستاذ، للمخرج أحمد ضياء الدين، وجسدت شخصية زميلتها أيضًا في المدرسة.
وشاركت كذلك سعاد حسني عام 1985 بعض حلقات مسلسل حكايات هو وهي، وظهرت كذلك عام 1981 في فيلم موعد على العشاء.
من الشائع تداول معلومات مغلوطة حول الفنانة القديرة إنعام سالوسة، إذ يُزعم في العديد من المصادر الإعلامية أنها كانت المعلمة الأولى للفنانة الراحلة سعاد حسني في مجال التمثيل والإلقاء.
إلا أن الفنانة سالوسة، المعروفة بخلقها وتواضعها، نفت هذه الشائعة جملة وتفصيلاً في تصريحات صحفية. وقد أكدت أن علاقتها بسعاد حسني، التي كانت بمثابة أخت لها، بدأت في سن مبكرة، وأنها لم تكن تمتلك الخبرة الكافية لتدريب فنانة موهوبة مثل السندريلا.
وأوضحت سالوسة أنها التقت بسعاد حسني في فرقة عبد الرحمن الخميسي، وأنها كانت طالبة جامعية وقتها، ولم تكن قد تلقت أي تدريب مهني في التمثيل. وأشارت إلى أنها عملت مع سعاد حسني كدوبليرة في بعض الأفلام، وذلك بسبب التشابه الكبير بينهما في المظهر الجسماني.
ورغم رفضها الخوض في تفاصيل علاقتها الشخصية بسعاد حسني، إلا أن سالوسة أكدت أن هذه العلاقة كانت قوية ومتينة، واستمرت حتى رحيل السندريلا.
التكريمات والجوائز
حصلت إنعام سالوسة على العديد من التكريمات والجوائز تقديرًا لمشوارها الفني الطويل. على الرغم من أنها لم تكن تسعى وراء الشهرة أو الأضواء، إلا أن مساهمتها الكبيرة في إثراء الفن المصري لم تمر دون تقدير. تعتبر واحدة من الفنانات اللاتي تركن أثرًا لا يُمحى في الفن المصري، وقد لاقت تقديرًا من مختلف المؤسسات الفنية والثقافية.
حبها للعمل في صمت
رغم أن إنعام سالوسة تحظى بشهرة واسعة، إلا أنها تفضل الابتعاد عن الإعلام والأضواء. تحرص على أن تكون حياتها الخاصة بعيدة عن الكاميرات، وتفضل أن يكون تركيزها منصبًا على العمل والإبداع الفني دون الانخراط في الحياة الإعلامية. هذه السمة الشخصية جعلتها محبوبة لدى جمهورها، حيث يُنظر إليها كفنانة ملتزمة بفنها وقيمها.
استمرار العطاء
رغم تقدمها في العمر، لا تزال إنعام سالوسة تقدم أعمالًا فنية متميزة ولا تفكر في الاعتزال. في عام 2023، شاركت في فيلم "البعبع" ومسلسل "الصفارة"، ولها مشاريع مستقبلية مثل فيلم "أنا وابن خالتي".
تظل إنعام سالوسة رمزًا للفن الراقي والالتزام الفني، وهي تجسد قوة الفنانة المصرية التي لمعت على مدار سنوات طويلة وما زالت تحتفظ بمكانتها الكبيرة في قلوب الجماهير.
aXA6IDM0LjIzOS4xNTAuMTY3IA== جزيرة ام اند امز