بعد أزمة الإساءة للنبي محمد.. هل تحتوي الهند غضب العالم الإسلامي؟
بإجراءات عاجلة سعت الهند لاحتواء موجة غضب في العالم الإسلامي بعد إطلاق مسؤولين في الحزب الحاكم تصريحات مسيئة.
وفي رد فعل سريع رحبت دول وازنة في العالم الإسلامي وعلى رأسها السعودية بإجراءات الهند، لكن على ما يبدو يحتاج الملف إلى مزيد من الخطوات للحيلولة دون تفجر أزمات أخرى في المستقبل.
وأمس الأحد، أعلن الحزب الحاكم في الهند إيقاف المتحدثة باسمه على خلفية تصريح مسيء للرسول الكريم، كما طرد مسؤولا آخر للأمر نفسه.
وأعربت السعودية والكويت والبحرين عن استنكارها للتصريحات المسيئة مرحبة بالخطوات الهندية لمعالجة الأزمة.
وطالبت الكويت "باعتذار علني" على تلك التصريحات المعادية والتي سيشكّل "الاستمرار فيها دون إجراء رادع أو عقاب إلى زيادة أوجه التطرف والكراهية وتقويض لعناصر الاعتدال".
بدروه قال الأزهر الشريف في مصر إن "الإساءة إلى رسول الإسلام وأزواجه بذاءة وجهل فاضح بعلم مقارنة الأديان وتاريخ الأنبياء والرسل".
وأعرب في بيان له أمس أيضا عن إدانته واستنكاره الشديد لما نشره المتحدث الرسمي باسم حزب بهاراتيا جاناتا في الهند على صفحته على "تويتر" من تطاول وسوء أدب في الحديث عن رسول الله (..) وزوجه أم المؤمنين الطاهرة المطهرة السيدة عائشة.
واعتبر الأزهر وهو أقدم جامعة في العالم الإسلامي أن تصريحات المسؤول الهندي كشفت عن "جهل فاضح بتاريخ الأنبياء والمرسلين وسيرتهم، وكيف أنهم كانوا يمثلون القمم العليا للآداب والفضائل والأخلاق، وأن الله عصمهم من الوقوع في الرذائل وما تكرهه النفوس الطاهرة المستقيمة".
وأضاف أن مثل هذا التصرف هو "الإرهاب" الحقيقي بعينه، الذي يمكن أن يُدخل العالم بأسره في أزمات قاتلة وحروب طاحنة، ومن هنا فإن على المجتمع الدولي أن يتصدَّى بكل حزمٍ وبأس وقوَّة لوقف مخاطر هؤلاء العابثين.
وحذر الأزهر، المؤسسة التي تحظى باحترام واسع في العالم الإسلامي، من أن ما يلجأ إليه بعض المسؤولين السياسيين مؤخرا من إساءة للإسلام وإلى نبيه الكريم، (..) لكسب تأييدِ أصوات في انتخابات الأحزاب، وتهييج مشاعر أتباعهم ضد المسلمين - هو دعوة صريحة للتطرف وبث الكراهية والفتنة بين أتباع الأديان والعقائد المختلفة، وهو أمر لا يصدر إلا من دعاة التطرف وأنصار الكراهية والفتنة؛ وأعداء سياسة الحوار بين أتباع العقائد والحضارات والثقافات المختلفة.
وطالب بأن يقف العالم المتحضر بالمرصاد لأمثال هؤلاء المتاجرين بالأديان والمقامرين بالقيم الإنسانية العليا في بورصة الانتخابات والسياسة.
وتأخذ السلطات الهندية التحذيرات الصادرة من العالم الإسلامي على محمل الجد.
وقال مسؤول في وزارة الخارجية الهندية إن بعض أبرز المسؤولين في الهند شاركوا في إدارة الأزمة الدبلوماسية التي نشبت مع دول إسلامية طالبت باعتذار من الحكومة لسماحها بصدور مثل تلك التصريحات.
وخلال مطلع الأسبوع، تم استدعاء الدبلوماسيين الهنود في دول الخليج والدول الإسلامية المجاورة للاحتجاج على تصريحات مسؤولي حزب بهاراتيا جاناتا.
وقالت منظمة التعاون الإسلامي في بيان "هذه الإهانات تأتي في سياق من زيادة حدة الكراهية والإهانات للإسلام في الهند والمضايقات الممنهجة التي يتعرض لها المسلمون هناك".
وأشارت المنظمة، التي تضم 57 دولة عضوا، إلى القرار الذي صدر مؤخرا بحظر الحجاب في المؤسسات التعليمية في عدد من الولايات الهندية وتدمير ممتلكات لمسلمين، لتسلط الضوء على ما وصفته بأنه تحيز من الحكومة الهندية.
ويشكل المسلمون نحو 13 بالمئة من سكان الهند البالغ عددهم 1.35 مليار نسمة. وهناك احتجاجات مزمعة على التصريحات المسيئة في العاصمة المالية مومباي اليوم الإثنين.
aXA6IDMuMTQ0LjQxLjIwMCA=
جزيرة ام اند امز