رسائل هيروشيما.. هل تصبح الهند وجهة الاستثمارات المهاجرة من الصين؟
مجموعة السبع التي تجتمع حاليا في هيروشيما اليابانية هي الركيزة الأساسية لنادي المواد التي يقوم عليها اقتصاد العالم.
هذا النادي المكون من "الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا العظمى وفرنسا وإيطاليا واليابان وكندا"، أقر ضمنيا أنه على الجميع السيطرة على الطموح الصيني الذي لا يعرف حدودا.
هذا التوجه يفتح الباب أمام اقتصادات "البحث عن الفرص"، وعلى رأسها الهند، أن تؤهل نفسها لتصبح الوجهة البديلة للاستثمارات المهاجرة من الصين.
من هنا اعتبر تحليل نشره موقع "إنديان إكسبريس" الهندي أن نيودلهى يجب أن تستغل الفرصة التي توفرها التغيرات الهيكلية بالاقتصاد العالمي لصالحها، لا سيما مع عزم يبديه قادة الدول السبع الكبار في كبح جماح التنين الصيني.
وقال التحليل إنه مع انضمامه إلى زعماء مجموعة السبع في هيروشيما يتوقع أن يقوم رئيس الوزراء ناريندرا مودي بمحاولة إعادة تقويم علاقات القوى العظمى مع الهند، وإعادة تقييم أولويات البلاد في الساحة متعددة الأطراف.
وتدور قمة هيروشيما حول توحيد الدول المتقدمة لمواجهة التحديات التي تطرحها روسيا والصين وتوسيع تحالف مجموعة السبع ليشمل الدول الرئيسية غير الغربية.
وبينما يتفق الأوروبيون فيما يتعلق بروسيا، فهم أقل اتفاقا بشأن مخاوف واشنطن من "الطموحات الصينية للهيمنة على آسيا".
موقف خاص
أما الهند، بحسب التحليل، فلديها موقف خاص في هذا الصدد. ففي حين أن مودي يحاول تلطيف الكلمات حول الحرب الروسية في أوكرانيا وآثارها على النظام العالمي من ناحية، إلا أن موقفه من الصين يبدو في غاية التشدد من ناحية أخرى. وقال التحليل إن التعامل مع التهديد متعدد الأبعاد من بكين أصبح هو الشغل الشاغل لمودي.
ودفع احتياج الولايات المتحدة للهند لتحقيق التوازن في الصين، لإعطاء دلهي بعض المجال للمناورة بشأن المسألة الروسية. لكن هذه المساحة تبدو أنها تتقلص مع الوقت، حيث إن الاعتماد العسكري على روسيا، التي تخوض مواجهة لا يمكن الفوز بها مع الغرب ومرتبطة بشكل ميؤوس منه بالصين، الخصم الرئيسي للهند، لا يبشر بخير بالنسبة لدلهي.
وقال التحليل إنه يجب على دلهي اغتنام الإمكانات الجديدة لتسريع نموها الاقتصادي بالشراكة مع دول مجموعة السبع. فلم تعد المواجهة بين الولايات المتحدة والصين جغرافية سياسية ضيقة، بل هي أيضًا جيواقتصادية، وهي تعد بإصلاح النظام الاقتصادي العالمي.
وبصفتها عضوًا في الرباعية مع الولايات المتحدة واليابان وأستراليا، تشارك دلهي بالفعل في مناقشات حول إعادة الهيكلة الاقتصادية الإقليمية والعالمية من خلال تنويع سلاسل التوريد وزيادة التعاون التكنولوجي بين الأصدقاء والشركاء الموثوق بهم.
والمضي قدماً في هذه الأجندة أمر بالغ الأهمية بالنسبة للآفاق الاقتصادية طويلة الأجل للهند. وأخيرًا، يجب أن تكون دلهي أيضًا واضحة المعالم بشأن الهيكل العالمي متعدد الأطراف.
واختتم التحليل بالتأكيد على أن قيادة الهند الحالية لمجموعة العشرين تمنحها بالفعل دورًا مهمًا في رأب الصدع بين الغرب وبقية المجموعة. ومع ذلك، يجب على دلهي أن تخفف من توقعاتها بشأن مجموعة العشرين التي يمزقها الصراع الداخلي العميق والجنوب العالمي غير المتبلور.
وبالعودة إلى السبعينيات والثمانينيات، كانت الهند لديها طموحات متصاعدة لقيادة العالم الثالث، الأمر الذي أعمى دلهي عن الفرص الواسعة للتعاون التجاري بين الشمال والجنوب التي اكتسبها بعض جيرانها الآسيويون.
وإذا تركت دلهي خطابها حول الجنوب العالمي يتقدم على نفسه، فقد تفوّت الهند مرة أخرى لحظة مفصلية في الاقتصاد السياسي العالمي.
aXA6IDE4LjIyMi4yMC4zIA== جزيرة ام اند امز