الهند تصنع اقتصادها الرقمي.. خطوات نحو الاكتفاء الذاتي في الإلكترونيات

تسعى الهند لتعزيز الاكتفاء الذاتي في صناعة الإلكترونيات من خلال مشاريع محلية ضخمة واستثمارات استراتيجية متنامية ومستقبلية.

في خطوة تهدف إلى الحد من اعتماد الهند على استيراد المكونات الإلكترونية، وافقت الحكومة على المجموعة الأولى من المشاريع ضمن برنامجها البالغ 2.7 مليار دولار، وهو إجراء جديد في إطار سعيها المعلن لتحقيق الاكتفاء الذاتي في ظل بيئة تجارية صعبة ومتغيرة.

كانت السلع الإلكترونية ثالث أكبر صادرات الهند في السنة المالية 2025، حيث قفزت ثمانية أضعاف خلال السنوات العشر الماضية لتصل إلى 38.56 مليار دولار في السنة المالية المنتهية في مارس/آذار 2025، وفقًا لبيانات حكومية.

إلا أن هذه الصادرات قابلتها واردات من المكونات الإلكترونية بقيمة 36.8 مليار دولار تقريبًا. وجاءت معظم واردات المكونات الإلكترونية من الصين بنسبة تقارب 40%، تليها هونغ كونغ بأكثر من 16% في النصف الأول من السنة المالية 2025.

• إمبراطورية «تاتا» الهندية.. صانعة «آيفون» و«جاغوار» تدفع ثمن التوسع العملاق

وفي الوقت الذي لجأت فيه كل من الولايات المتحدة والصين إلى ضوابط تصدير السلع الأساسية مثل المعادن النادرة والتكنولوجيا المتطورة، ضاعفت الهند جهودها لتأمين مستقبلها من خلال تعزيز الخطط الرامية لتحقيق الاكتفاء الذاتي. وستحصل المشاريع السبعة التي تمت الموافقة عليها يوم الاثنين في إطار خطة تصنيع مكونات الإلكترونيات على منح بقيمة 55.32 مليار روبية (626 مليون دولار).

وستساهم هذه المشاريع في إنشاء تصنيع محلي للمكونات الإلكترونية مثل وحدات الكاميرات، ولوحات الدوائر المطبوعة متعددة الطبقات، ولوحات الدوائر المطبوعة عالية الكثافة المتقدمة المستخدمة في الهواتف الذكية، والأجهزة القابلة للارتداء، والمكونات الطبية والفضائية، وفقًا للحكومة. وتلقت الهيئة الهندية لتصنيع مكونات الإلكترونيات 249 طلبًا من شركات محلية وعالمية، ملتزمة باستثمار 1.15 تريليون روبية (حوالي 14 مليار دولار) في المشاريع المقترحة.

صرح وزير الإلكترونيات وتكنولوجيا المعلومات الهندي، أشويني فايشناو، بأن "20% من طلبنا المحلي على لوحات الدوائر المطبوعة (PCBs) و15% من التجميعات الفرعية لوحدات الكاميرا سيتم تلبيتها من خلال الإنتاج في هذه المصانع السبعة"، مضيفًا أن حوالي 60% من إجمالي إنتاج هذه المصانع سيتم تصديره".

ومن المتوقع أن يصل سوق مكونات الإلكترونيات في البلاد إلى 150 مليار دولار بحلول عام 2030، وفقًا لتقديرات شركة إرنست ويونغ، مع توقعات بأن يصل حجم سوق الإلكترونيات الإجمالي - المكونات والسلع النهائية - إلى 500 مليار دولار، وفقًا للحكومة.

تبلغ قيمة سوق الإلكترونيات العالمي حاليًا 1.8 تريليون دولار، تهيمن الصين على 60% منها، وفقًا لبيانات شركة إرنست ويونغ.

وأكد الخبراء أن الهند تتمتع بمكانة فريدة نظرًا لقاعدة مستهلكيها المتنامية، وتُعتبر بديلاً صناعيًا للصين في ظل توجه الشركات لتنوع سلاسل التوريد.

ومن خلال إنشاء مصانع في الهند، يمكن لشركات الإلكترونيات العالمية الاستفادة من الطلب المحلي مع التصدير من نفس المواقع. ومن الأمثلة على ذلك شركة أبل التي ارتفعت صادراتها من الهند بشكل ملحوظ.