القمر يرفض استضافة الهند.. المقعد رقم 4 لا يزال فارغا
مجتمع البحث العلمي في الهند عاش أياما من السعادة بعد نجاح "شاندريان 2" في دخول مدار القمر، وتوالت النجاحات قبل النهاية الحزينة
رغم البدايات الناجحة لمهمة مركبة الفضاء الهندية "تشاندرايان 2" نحو القطب الجنوبي للقمر، لكن فصل الختام جاء على عكس ما تشتهيه الهند التي كانت قاب قوسين أو أدنى من أن تصبح الدولة الـ4 التي تهبط بمركبة فضائية على سطح القمر.
وأعلن رئيس منظمة أبحاث الفضاء الهندية كيه سيفان في وقت مبكر من صباح السبت، فقدان الاتصال بالمركبة الفضائية ليتبدل الحال من التفاؤل إلى الإحباط الشديد بعد فشل المهمة.
وكانت المحطة الرئيسية المهمة لمركبة الفضاء الهندية في 20 أغسطس/آب عندما دخلت المدار القمري بعد تنفيذ واحدة من أصعب المناورات في مهمتها التاريخية إلى القمر.
وقالت المنظمة وقتها على حسابها بـ"تويتر": "إنه بعد 4 أسابيع في الفضاء وصلت المركبة إلى مدار القمر كما هو مخطط لها"، موضحة أنَّ "عملية الإدخال اكتملت بنجاح باستخدام نظام الدفع".
ووصفت المنظمة هذه الخطوة حينذاك بالأصعب على الإطلاق، لأنَّه في حال كانت المركبة الفضائية اقتربت من القمر بسرعة عالية لارتدت وضاعت في الفضاء السحيق، أما إذا اقتربت ببطء لسحبتها جاذبية القمر ما يتسبب في تحطّمها، لذا يجب حساب سرعة الاقتراب بدقة شديدة، لأن أي خطأ صغير سيؤدي إلى فشل المهمة.
وعاش مجتمع البحث العلمي في الهند أياما من السعادة والنشوة بعد نجاح "شاندريان 2" في تجاوز هذه الخطوة، وتوالت النجاحات بعد ذلك، إذ أعلنت المنظمة مساء الجمعة 30 أغسطس/آب نجاح المركبة في تغيير المدار الـ4 لها، لتصبح أقرب إلى القمر.
وقالت منظمة أبحاث الفضاء الهندية حينها: "إذا سارت الأمور على ما يرام فسنكون في 7 سبتمبر/أيلول على موعد مع الهبوط على سطح القمر".
وبينما كان مجتمع البحث العلمي الهندي ينتظر الخبر السعيد، جاء الإعلان الرسمي في وقت مبكر من صباح السبت ليصيبهم بالإحباط لا سيما العلماء الذين شاركوا في التخطيط لهذه المهمة.
وحرص رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي الذي كان حاضرا في مركز المراقبة الخاصة بالمنظمة على رفع الروح المعنوية للعلماء المحبطين، وقال في كلمة بثها التلفزيون: "لقد اقتربتم.. تحلوا بالثبات وانظروا إلى الأمام".
وأشار إلى أنَّ هناك أشياء يتعين تعلّمها من محاولة الهبوط، ووصف رحلة "تشاندريان-2" بأنَّها كانت إنجازا في حد ذاتها، مضيفا: "أنا واثق بأنَّه عندما يتعلق الأمر ببرنامج الفضاء الهندي، فالأفضل قادم".
وانطلقت "شاندريان 2" من ميناء الهند الفضائي في "سريهاريكوتا" بولاية أندرا براديش الجنوبية في 22 يوليو/تموز.
وكانت المنظمة الهندية لأبحاث الفضاء تأمل بأن تساعد المعلومات التي سترسلها "شاندريان 2" العلماء في فهم أصل وتطوّر القمر بشكل أفضل من خلال إجراء دراسات طبوغرافية مفصلة وتحليلات معدنية ومجموعة من التجارب الأخرى.
وأنفقت الهند نحو 140 مليون دولار على الاستعدادات لهذه المهمة، وهو سعر أقل بكثير مقارنة بالعمليات المماثلة التي قامت بها بلدان أخرى، وكانت تأمل حال نجاحها في أن تصبح الدولة الـ4 التي تهبط بمركبة فضائية على سطح القمر بعد روسيا والولايات المتحدة والصين.