قصة زوجين يتحديان إغلاق كورونا للمدارس.. الشارع هو الحل
الهند تغلق مدارسها في أنحاء البلاد منذ مارس الماضي، ولا يزال معظمها مغلق مع ارتفاع الإصابات بكوفيد-19 إلى أكثر من 5 مليون حالة.
في أحد الشوارع الهادئة في العاصمة الهندية، بدأ بعض الأطفال يتعلمون مرة أخرى بالرغم من إغلاق الحكومة للمدارس بسبب أزمة وباء كورونا المستجد (كوفيد-19).
تجد أطفالا تتراوح أعمارهم ما بين 4 و14 عاما يحملون كتبهم ويمشون مسافة تبعد أكثر من 2 كيلومتر عن منازلهم في أحد الأحياء الفقيرة بالقرب من نهر يامونا، حتى يصلوا إلى مكان التجمع حيث يتعلمون الرياضيات واللغة الإنجليزية بالإضافة إلى التربية الرياضية.
والمعلمان الوحيدان في هذه المدرسة المقامة في الهواء الطلق، هما مغنية وزوجها الدبلوماسي السابق، وفقا لتقرير نشرته إذاعة صوت أمريكا.
بدأ الأمر عندما تحدثت مسؤولة النظافة في منزل فينا جوبتا عن الأطفال الذين تعيش معهم في نفس المنطقة وأنهم أصبحوا عنيفين ويضيعون وقتهم وأصبحوا بلا هدف بعد إغلاق المدارس. بعدها قرر فيريندرا وفينا جوبتا مساعدة هؤلاء الصغار في استكمال دراستهم حتى يعاد فتح المدارس.
تقول فينا: "ليس لديهم إمكانية الاتصال بالإنترنت ومدارسهم مغلقة ولا تتوفر لديهم أي وسيلة للتعلم".
وأضافت أنها اشترت كتبا وأقلام رصاص وغيرها من مواد التعليم وأسست مكان صغير للدراسة في الهواء الطلق أسفل أحد الأشجار.
تقول والدة نيتين ميشرا التي تحضر صف الرياضيات مع فيريندرا إنها تعمل في تنظيف المنزل بدوام جزئي وزوجها عاطل عن العمل، وإن الأزمة الصحية تسببت في أضرارا بالغة باقتصاد الهند.
وتضيف نيتين أنه لا يوجد في منزلهم سوى هاتف ذكي واحد وعادة ما يكون مع والدها لذلك لا يمكنها الدراسة عبر الإنترنت.
وأخذ عدد الطلاب يتزايد مع مرور الوقت، وقام الزوجان بتقسيمهم إلى 3 مجموعات مختلفة كل منها 3 مرات صباحية ومسائية في الأسبوع.
كما تقوم فينا بإعداد الحلوى والمشروبات حتى يستمتع بها الأطفال عقب انتهاء الصفوف.
ويقول الزوجان إن تعليم الأطفال يجعلهما يشعران بالقرب من أحفادهما الذين لا يعيشون في الهند وإنهما يأملان في انضمام مزيد من المتطوعين لمساعدتهما في تعليم الأطفال في صفوف الشارع.
وأضاف فيريندرا، الذي عمل سفير للهند في عدة دول من بينها جنوب إفريقيا: "كان والدي يجعلني أذاكر منهج العام المقبل في إجازة الصيف. لقد عزز هذا من ثقتي بذاتي وجعلني اهتم بالدراسة والواجبات المدرسية، وهذا هو ما أحاول أن أفعله مع هؤلاء الأطفال حتي يكونوا مستعدين عند عودتهم إلى المدارس".
أغلقت الهند مدارسها في أنحاء البلاد مارس الماضي، ولا يزال معظمها مغلق مع ارتفاع الإصابات بكوفيد-19 إلى أكثر من 5 ملايين حالة.
وتعتبر الهند حاليا هي ثان أسوأ دولة تضررا من فيروس كورونا المستجد بعد الولايات المتحدة، وسط توقعات بأن تتصدر القائمة العالمية قريبا.
ولجأ عدد من المدارس الهندية إلى التعليم عن بعد والصفوف عبر الإنترنت، لكن يفتقر بعض الأطفال في المدارس الحكومية إلى هذا الخيار لأنهم غير قادرين على شراء المعدات اللازمة للتعلم عن بعد مثل أجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية والأجهزة اللوحية.