كرة كراكيت "ملعونة" جعلته أغنى مصرفي في العالم
تتدخل الأقدار لتغير مسار الكثير منا، هذا ما فعلته مع أحد أكثر الهنود نجاحا في عالم البيزنس الآن.
حين كان أوداي كوتاك، المؤسس والرئيس التنفيذي لبنك كوتاك ماهيندار بنك ليمتد، في العشرين من عمره أُصيب بكرة كراكيت أدت إلى تغيير الطريق الذي يسير فيه تماما.
الكرة التي أصابته في رأسه وأدت إلى عملية جراحية طارئة دفعت كوتاك البالغ من العمر 20 عامًا للتخلي عن حلمه في أن يصبح لاعبًا محترفًا.
بدلا من أن يحقق حلمه بأن يصبح لاعب كراكيت شهيرا، بات كوتاك البالغ من العمر 61 عاما أغنى مصرفي في العالم بثروة تناهز 16 مليار دولار، وفق مؤشر بلومبرج للأثرياء.
رحلة الصعود
اتجه كوتاك بعد حادث كرة الكراكيت إلى عالم البيزنس بإدارة شركة عائلته بمجال تجارة القطن، وحصل على ماجستير إدارة الأعمال.
وبعد 6 سنوات وتحديدا في عام 1985، خاض الشاب الهندي "26 عاما" آنذاك مغامرة عالم الأعمال بتأسيس شركة استثمارية بعد حصوله على قرض قيمته 3 ملايين روبية (41 ألف دولار) من العائلة والأصدقاء.
وفي العالم التالي أبرم شراكة تمتد عبر عدة عقود مع شريكه ماهيندرا.
عملت الشركة بأنشطة تخصيم الفواتير، والوساطة، والتأمين، وترويج وتغطية الاكتتابات، وإدارة صناديق الاستثمارية، قبل أن تحصل على موافقك البنك المركزي الهندي لتتحول إلى مصرف في عام 2003.
بعد 3 سنوات أنهى كوتاك شراكة دامت أكثر من 10 سنوات بين مصرفه ومجموعة جولدمان ساكس.
واكتسب الملياردير الهندي ثقة المستثمرين والمودعين على حدٍ سواء، عبر الالتزام بقواعد الحوكمة والشفافية، وهو أمر بالغ الأهمية في الهند التي شهدت انهيار أكثر من بنك لغياب الإفصاح الكافي.
ويتجلى التزام كوتاك في تجنب تسجيل أفراد العائلة في مجلس إدارة البنك، أو تقلد المناصب التنفيذية العليا.
ويعلق ديباك جاساني، رئيس قسم أبحاث التجزئة بشركة إتش دي إف سي سيكوريتيز ليمتد، في حديثه لوكالة بلومبرج على منهج كوتاك الاستثماري، قائلا "تجنب الإقراض للقطاعات الأكثر خطورة.. والتركيز على توسيع القروض المدعومة بضمانات للمعدات الزراعية.. والرهون العقارية.. والمركبات، والاكتتابات القوية".
بطل الأزمات
نجح كوتاك في العبور بمصرفه إلى بر الأمان خلال أكثر من أزمة مالية واقتصادية عنيفة، ومنها أزمة القروض المعدومة مع الشركات الهندية في 2015، حين شرعت الجهات التنظيمية في الهند في توسيع نطاق التدقيق المالي التي كشف عن القروض المتعثرة الخفية.
وأدى ذلك إلى حدوث ما يعرف بأزمة الظل المصرفي التي قيَدت الاقتصاد الهندي، ومع ذلك تمكن مصرف كوتاك ماهيندا من تخطي الأزمة، عبر خفض حجم الإقراض للشركات الصغيرة والمتوسطة، والأفراد غير المضمونين.
وعلى إثر ذلك ارتفعت أسهم البنك بأكثر من 24% في كل عام من السنوات الثلاث الماضية.
وأثناء الأزمة الراهنة الأكبر حاليا وهي جائحة فيروس كورونا، نجح المصرف من تعزيز مركزه المالي في خضم الوباء، عبر رفع رأسماله، ما أثمر عن اكتساب المزيد من ثقة المستثمرين بأن البنك سيكون أحد الفائزين بمجرد اجتياز عقبة كورونا.
وصعد أسهم بنك كوتاك ماهيندرا بنسبة 17% خلال العام الجاري، وهو أكبر صعود بين عدد من البنوك الهندية.
وحصل كوتاك على موافقة البنك المركزي الهندي بتمديد ولايته كرئيس تنفيذي لمدة 3 سنوات أخرى. ولم يرد ممثل في البنك على طلبات التعليق.
وعلق أناند ماهيندرا، رئيس مجلس إدارة مجموعة "ماهيندرا" في مومباي، قائلا "كوداك يدرك أن ما يجعل البنك مستداما ليس مجرد استراتيجيات ذكية، ولكنها حوكمة لا يمكن تعويضها".
واحتل مصرف كوتاك ماهيندار المرتبة الثانية بين أدنى المستويات بين البنوك من حيث القروض المعدومة، إذ كانت درجة كفاية رأس المال لديه هي الأعلى.
aXA6IDE4LjIyNC41OS4xMDcg
جزيرة ام اند امز