«أنباء عن استقالته».. غياب وزير الدفاع السوداني يكشف نفوذ الإخوان داخل الجيش
كشفت وسائل إعلام سودانية محلية، الأربعاء، عن استقالة وزير الدفاع الفريق حسن داوود كبرون، بعد غيابه عن اجتماع مجلس الأمن والدفاع الذي عُقد الثلاثاء في بورتسودان، رغم كونه مقرر المجلس.
ونقل موقع صحيفة «السودانية نيوز» عن مصادر مطلعة، لم يسمها، أن «وزير الدفاع استقال منذ أسبوعين أو أكثر».
وأوضحت أن «غياب كبرون عن الاجتماع الحاسم يعزز فرضية تقديمه للاستقالة، التي يتم التكتّم عليها حتى الآن، في ظل صراع داخلي يتصاعد بين مراكز النفوذ داخل المجلس، تهيمن عليه قيادات الحركة الإسلامية (الإخوان) من المدنيين والعسكريين، مقابل تغييب بقية الأعضاء».
وأدى غياب وزير الدفاع السوداني عن الاجتماع إلى تكليف وزير الخارجية بتقديم بيان المجلس، «في سابقة تعكس حالة الارتباك داخل المنظومة العسكرية والسياسية في بورتسودان»، وفق المصادر ذاتها.
وحتى الساعة 13:00 بتوقيت غرينتش لم يعلق كبرون رسميا أو حكومة بورتسودان على ما ذكرته الصحيفة.
وتأتي هذه التطورات في وقت تزداد فيه التحذيرات الدولية من مخاطر جمة تحيق بالسودان جراء الحرب المستعرة بالبلاد، حيث تشير التقديرات إلى أن نحو 21 مليون شخص يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد.
في حين يحتاج أكثر من 20 مليون سوداني إلى مساعدات صحية عاجلة مع تفشي الكوليرا وحمى الضنك.
ويبلغ عدد النازحين داخليا نحو 11.5 مليون شخص، فيما فر أكثر من 4 ملايين سوداني إلى دول الجوار، ليصل إجمالي المحتاجين إلى نحو 21 مليون شخص بحاجة إلى دعم عاجل من المجتمع الدولي.
ووفق مراقبين فإن المأزق في السودان أن قرار استمرار الحرب ليس في يد قائد الجيش عبدالفتاح البرهان، إنما في عهدة تنظيم الإخوان.
وأكدوا أن البرهان والإخوان لا يريدون حلولاً تقصيهم عن المشهد السياسي ما بعد إيقاف الحرب، وخصوصاً بعد الاتجاه الدولي لتصنيف جماعة الإخوان كتنظيم إرهابي، لم يعد أمامهم غير التمسك بخيار "البندقية" لإطالة أمد الحرب، لأنهم لن يحكموا السودان مرة أخرى إلا في ظل استمرار هذه الفوضى.
إرث مظلم
وفي منشور على حسابه بمنصة "إكس"، قال رئيس الوزراء السوداني السابق، عبدالله حمدوك: "لا يمكن للسودان أن يتحمل العودة إلى الإرث المظلم للفصائل الإسلاموية التي استولت على الدولة لعقود وأغرقت أمتنا في صراع لا نهاية له".
وأضاف: "تغذي القوى الأيديولوجية نفسها داخل القيادة العسكرية حرب اليوم، مانعةً السلام ومُقاومةً إطار الرباعية"، في إشارة إلى المجموعة التي تقود جهود التوصل لحل سلمي في السودان وتضم دول الإمارات والسعودية ومصر وأمريكا.
وفي منشوره، دعا حمدوك إلى "وقف فوري لإطلاق النار دون شروط مسبقة"، مشددا على أن "الشعب السوداني يستحق دولة مدنية ديمقراطية خالية من التطرف وسياسات الماضي المدمرة".