مصر: أسعار استرشادية «مجزية» لمزارعي القمح والقصب والبنجر
تدرس الحكومة المصرية احتياجات الدولة والمواطنين من المحاصيل الاستراتيجية المهمة، لتحديد الكميات المطلوبة منها، وسد أي عجز.
وقال وزير التموين والتجارة الداخلية المصري شريف فاروق إن تشجيع المزارعين على زراعة المحاصيل الاستراتيجية، عبر تحديد سعر استرشادي مجز لهم، سيسهم في زيادة الإنتاج من هذه المحاصيل، وبالتالي تقليل عمليات استيرادها من الخارج وتوفير العملة الصعبة.
جاء ذلك خلال لقائه مع وزير الزراعة واستصلاح الأراضي علاء فاروق لبحث تحديد الأسعار الاسترشادية لشراء محاصيل: القمح، بنجر السكر، وقصب السكر من المزارعين للموسم الجديد، وعدد من ملفات التعاون المشترك بين الوزارتين، بحسب بيان صادر اليوم الخميس.
ربحية مناسبة للمزارعين
وذكر وزير الزراعة أنه تم دراسة تكاليف الإنتاج للمحاصيل الثلاثة، مع الأخذ في الاعتبار تحقيق ربحية مناسبة للمزارع، لتحديد الأسعار الاسترشادية لتلك المحاصيل، وإعلانها للمزارعين مبكرا وقبل موعد الزراعة بوقت مناسب، بالتنسيق بين وزارات الزراعة والتموين والمالية.
وأشار الوزير إلى أن هذه الخطوة تستهدف تشجيع المزارعين لزراعة المحاصيل الاستراتيجية المهمة، والتوسع في زراعتها، لتقليل الفجوة منها، وخفض حجم استيرادها من الخارج، ما سيسهم في زيادة دخول المزارعين، ورفع مستوى معيشتهم.
تشجيع المزارعين
وقال مدير معهد بحوث وقاية النباتات أحمد عبدالمجيد إن الحكومة تستهدف وضع سعر استرشادي بناء على مدخلات الإنتاج والتكاليف النهائية، ويمكن زيادتها في حال حدوث أي مستجدات على أسعار التكلفة.
وأوضح عبدالمجيد، لـ"العين الإخبارية"، أن الهدف من القرار تشجيع المزارعين على زراعة المحاصيل الاستراتيجية في مقابل أخرى يمكنهم تحقيق ربح أعلى منها، لسد الفجوة الموجودة في السوق، وتلبية الطلب المحلي عليها، في إطار خطة الحكومة لتحقيق الاكتفاء الذاتي في بعض السلع الغذائية، للحفاظ على الأمن الغذائي للشعب المصري في ظل تحديات التغير المناخي.
استباط أصناف جديدة
وأشار إلى أنه خلال الفترة الأخيرة تكثف وزارة الزراعة جهودها في الدراسات والبحوث التطبيقية، بهدف تحسين إنتاجية المحاصيل الاستراتيجية، عبر استنباط أصناف جديدة سريعة النضج وعالية الإنتاج وقليلة الاحتياج المائي ومتحملة للتغيرات المناخية، بجانب زيادة التعاون مع المستثمرين الزراعيين، وتوفير مختلف المستلزمات اللازمة، وتشجيع استخدام أحدث التقنيات العلمية والرقمنة في القطاع الزراعي.
وبحسب وزارة الزراعة، فإنه تم استنباط وتسجيل 5 أصناف جديدة من القمح تتجاوز إنتاجية الفدان منها 20 أردبا، إذ أصبحت إنتاجية وحدة الفدان من المحاصيل الزراعية في مرتبة عالية ومتقدمة بالقياس مع الإنتاجية العالمية لوحدة المساحة.
كما حققت مصر اكتفاء ذاتيا من 9 مجموعات محصولية، تتضمن الخضراوات والفاكهة وبعض السلع الأخرى، مع وجود فائض للتصدير، كما اقتربت من تحقيق الاكتفاء الذاتي من السكر، وتم تضيق الفجوة الإنتاجية لمحاصيل أخرى مثل القمح والذرة والفول وغيرها.