قادة "العشرين" في بالي.. فرقتهم السياسة وجمعهم "المانغروف"
لم توحدهم الأقمصة البيضاء فقط بل اصطفوا خلف شتلات فاكهة "المانغروف" في صور غابت عنها معارك السياسة، وتحررت من قيود الغرف المغلقة.
هكذا ظهر قادة مجموعة العشرين وعدد من المدعوين للقمة، صبيحة الأربعاء خارج قاعات الاجتماعات وبعيدا عن الملفات الشائكة والاختلافات، بلباس أنيق غير متكلف ومتحرر من ربطات العنق وبروتوكولات الحدث.
ففي اليوم الثاني من قمة المجموعة المنعقدة في بالي الإندونيسية، يبدو أن برنامج القادة سيخرج عن أجندته الرسمية، ليحط الرحال في منتزه غابة نجوراه راي (الطاهورة) بميدينة دينباسار.
هناك حيث أراد مضيفهم رئيس إندونيسيا جوكو ويدودو أن يلتحقوا به مرتدين قمصانا بيضاء طويلة الأكمام بياقة طويلة كاملة مع شعار القمة واسم البلد المضيف، فيما اختار بعضهم ارتداء قبعات بيضاء تحمل نفس الشعار.
ومنذ صباح اليوم، بدأ الضيوف من الدول الأعضاء في مجموعة العشرين والبلدان المدعوة بالوصول إلى الموقع، لحضور أنشطة إضافية للقمة، تشمل زراعة أشجار المانغروف ومشاهدة عملية الحفاظ عليها.
ومن بين القادة والمدعوين، وصل إلى الموقع كل من المستشار الألماني أولاف شولز، ورئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز، والرئيس الأمريكي جو بايدن، ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، إضافة إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وغيرهم.
وكان ويدودو أول من وصل إلى المكان مرفوقا بمجموعة من الصحفيين المحليين والأجانب، لتوثيق لحظات امتزجت فيها الدردشات الجانبية مع اللقاءات الجماعية.
وقام الرئيس الإندونيسي بجولة في الموقع الذي سيستضيف الحدث الجانبي لمجموعة العشرين، وهو عرض للحفاظ على أشجار المانغروف، وتفقد نقطة العرض وهي عبارة عن مسار دائري متصل بمسار في وسط غابة المانغروف.
ولاحقا، واصل ويدودو، مرتديا قميصا أبيض وحذاء رياضيا أسود، رحلته إلى منطقة حضانة المانغروف التي تضم حوالي 6 ملايين شتلة.
وبعد التجول لأكثر من 20 دقيقة، أنهى جولته التفقدية بالعودة إلى جناح مخصص للاسترخاء والترفيه لضيوف الدولة.
لكن حتى في حصة الزراعة تلك، يبدو أن "الخلافات" دبت بين بعض القادة ممن حاول كل منهم استعراض معلوماته عن الشجرة، وتقديم تحليل يقود آليا إلى مواضيع التغير المناخي وتداعياته.
"خلافات" سريعا ما تدخل الرئيس الإندونيسي لفضها عبر تقديم أسرار زراعة هذه الأشجار والمحافظة عليها في ظل التغير المناخي، فيهدأ التوتر وتبدأ اقتراحات التقاط صور "السيلفي".
ومن خلال النشاط الجانبي، يتطلع الرئيس الإندونيسي إلى إظهار جدية بلاده في استعادة وإعادة تأهيل غابات المانغروف لمعالجة مشاكل تغير المناخ.
هدف أكده في تصريحات إعلامية أدلى بها خلال زيارته التفقدية، مشددا على أن إندونيسيا ستظهر التزاما قويا بالتغلب على آثار تغير المناخ.
aXA6IDMuMTQ1LjEwMy4xNjkg جزيرة ام اند امز