"السلام" للرفق بالحيوان.. مبادرة شبابية لتوعية الأطفال باليمن
لا تزال الرحمة والإنسانية ترافق المبادرات الشبابية في مختلف المحافظات اليمنية، وتدفعهم إلى مد يد العون إلى "كل كبدٍ رطبة".
ولم تقتصر المبادرات التي شهدت تزايدا في أعدادها خلال الحرب، على مساعدة وإغاثة النازحين أو الفقراء والمتأثرين بتداعيات الحرب الدائرة في اليمن، بل تجاوزتها لتشمل الحيوانات.
فصعوبة الأوضاع المعيشية التي تعاني منها المجتمعات الإنسانية باليمن، لم تمنع شباب محافظة لحج (جنوب اليمن)، من الالتفات إلى احتياجات الحيوانات، فأسسوا مبادرة شبابية لهذا الغرض.
المبادرة الوحيدة
مبادرة السلام للرفق بالحيوان تأسست أواخر عام 2018، وما زالت تقدم خدماتها للحيوانات، رغم الظروف القاسية التي تعيشها البلاد نتيجة تداعيات الحرب.
وتقول رئيسة المبادرة، سهى حسن، إن هذه المبادرة الوحيدة العاملة في مجال حماية الحيوان، ليس في محافظة لحج، بل حتى في النطاق الجغرافي المجاور لها.
وتضيف أن المبادرة أسستها مجموعة شابة؛ بهدف توعية الأطفال الذين يعيشون في بيئة يملؤها العنف نتيجة تأثرهم بالحرب.
وهذه البيئة، جعلت الأطفال يفرغون مشاعر الأسى والاكتئاب عن طريق ممارسة العنف بحق الحيوانات من حولهم، في محاولة لكسر حلقة العنف السلبية هذه، بحسب رئيسة المبادرة.
التركيز على الأطفال
وأشارت سهى حسن إلى أن عمل مبادرة السلام للرفق بالحيوان مستمر بالتركيز على تعليم الأطفال الصغار وتمكينهم سلوكيا في مجال التعامل مع الحيوانات.
لافتةً إلى أن فريق المبادرة بدأ بتعليم أطفال محافظة لحج حقوق الإنسان والحيوان، باعتبارها سلوكيات أخلاقية يحتاجها الجميع.
بالإضافة إلى عمل المبادرة المستمر في معالجة العراقيل والتحديات التي تواجهها قضايا الرفق بالحيوان في المجتمع اللحجي، واليمني بشكل عام.
عدالة للبشر والحيوانات
وتحدثت سهى عن جهود فرق المتطوعين المختصة بالمبادرة، والتي حققت تقدما فعالا بخصوص قضايا الحيوان، عبر التركيز على إشراك وتمكين المجتمع المحلي في الجوانب الحقوقية.
وأكدت أن المبادرة عملت مع السكان المحليين، وخاصة مع الأطفال؛ وسعت نحو تحقيق العدالة لبني البشر والحيوانات.
وواصلت قائلةً: "كان الربط بين حقوق الإنسان والحيوان يشكل تحديا ذا أهمية، ونرى أنه يجب معالجتهما في آنٍ واحد، وعلى كافة الصعد".
وأتمت: "استنادا إلى روح العطف والعدالة والرحمة للجميع، شهدت مبادرة السلام للرفق بالحيوان بمحافظة لحج زيادة في الدعم والمساندة، ورغبة كثير من المتطوعين للالتحاق بها".
نظرة المجتمع
لا يخلو أي عمل أو جهد تطوعي نوعي من الاستنقاص أو الانتقاد، وهذا مصير الأفكار المختلفة، والتي يسعى أصحابها إلى التفكير "خارج الصندوق".
لهذا؛ واجهت مبادرة الرفق بالحيوان في اليمن، الكثير من الصعوبات؛ نتيجة نظرة المجتمع ومطالبته بتقديم حقوق الإنسان ومساعدة الناس المحتاجين على حقوق الحيوان.
معتبرين عمل المبادرة "ترفا زائدا"، في ظل وجود أساسيات وأولويات تستوجب الاهتمام بها والتركيز عليها.
غير أن رئيسة المبادرة تؤكد أن الرفق بالحيوان ثقافة لابد أن يكتسبها الجميع، والواقع يشير إلى أن هناك من يعامل الحيوانات معاملة قاسية، رغم أن الحيوان أحد مخلوقات الله، التي يجب أن نحسن معاملتها وألا نقسو عليها، كما نرى في ممارسات الكثيرين.