حقنة الحياة.. حملة يمنية لإنقاذ «مجد» من الموت

تعيش اليمن في هذه الأيام المباركة على وقع دعوة جماعية للتكاتف والتكافل، لإنقاذ حياة طفل أصبح حديث الجميع داخل البلاد وخارجها.
الطفل مجد ثروت، البالغ من العمر عامًا وشهرين، من مدينة عدن (جنوب اليمن)، يواجه خطر الموت بسبب مرض نادر يهدد حياته.
قصة مجد.. نداء للحياة
قصة مجد ليست مجرد معاناة مع المرض، بل هي دعوة صادقة للتضامن. فهو مصاب بمرض "ضمور العضلات الشوكي" (SMA1)، المعروف باسم "وردنج هوفمان"، والذي يُعدّ الأخطر بين أنواع الضمور العضلي. إذ إن 95% من المصابين به لا يتمكنون من النجاة.
لكن في عام 2019، ظهر علاجٌ وُصف بـ"المعجزة"، يتمثل في حقنة وريدية واحدة يجب إعطاؤها للطفل قبل بلوغه العامين، مما يجعل الوقت ضيقًا أمام مجد، إذ لم يتبقَّ له سوى أقل من ثمانية أشهر للحصول على العلاج. المعضلة الكبرى أن تكلفة الحقنة تبلغ 2 مليون دولار، وهو مبلغ تعجز أسرته عن تأمينه.
حملة إلكترونية لإنقاذ مجد
استجابةً لهذه المأساة، تداعى أصحاب الأيادي البيضاء لإطلاق حملة إلكترونية لجمع التبرعات، أملاً في إنقاذ حياة مجد وإعادة الأمل لوالديه. وانتشرت الحملة بشكل واسع داخل اليمن وخارجه، حيث تفاعل معها اليمنيون من مختلف الفئات والتوجهات.
"حقنة الحياة".. سباق مع الزمن
يقول والد مجد، ثروت عنبول، في حديثه لـ"العين الإخبارية": "وُلد ابني طبيعيًا، لكن بعد خمسة أشهر بدأ يعاني مشكلات في التنفس والجهاز العصبي، مما أدى إلى انكماش رئتيه. أخبرنا الأطباء في اليمن أن حالته ميؤوس منها، لكنه بفضل الله تجاوز المرحلة الحرجة بعد مكوثه سبعة أشهر في المستشفى، رغم استمراره في الاعتماد على التنفس الاصطناعي."
وأضاف: "لم تتمكن المستشفيات اليمنية من تشخيص مرضه، بسبب ندرته، لكن بعد إرسال عينات من دمه إلى مستشفيات في السعودية، أكدت الفحوصات أنه مصاب بضمور العضلات الشوكي من النوع الأول، وهو أخطر الأنواع."
وتابع:"أخبرونا أن علاجه الوحيد هو حقنة بقيمة 2 مليون دولار، يجب أن يتلقاها قبل بلوغه عامين، وإلا فلن تكون ذات فائدة."
الحملة مستمرة رغم التحديات
كل يوم يمر دون تأمين المبلغ يقلل فرص إنقاذ مجد، لذلك تعمل الحملة على جمع التبرعات من الجميع، وفق خطة تتيح المشاركة لأكبر عدد ممكن من الناس.
يقول أبو أنس الصافي، المسؤول عن الحملة الإلكترونية، لـ"العين الإخبارية": "الحملة تسير بشكل مبشر، رغم أن التبرعات ما زالت قليلة. وضعنا خطة تعتمد على التبرع بأسهم بقيمة 10,000 ريال يمني لكل سهم، لتشجيع أكبر عدد من المشاركين."
وأضاف: "بدأنا بهذه المرحلة لاستهداف أكبر شريحة من المجتمع، ثم سننتقل إلى مرحلة أخرى تستهدف كبار التجار ورجال الأعمال."
وكشف الصافي أن إجمالي التبرعات حتى ظهر يوم الإثنين بلغ 682,925 ريالًا سعوديًا، أي ما يعادل 41,400 سهم، وهو ما يمثل أقل من 10% من المبلغ المطلوب.
وأوضح أن الحملة تقوم بتحويل التبرعات إلى الريال السعودي نظرًا لعدم استقرار العملة المحلية، داعيًا الجميع إلى تكثيف جهودهم لإنقاذ حياة الطفل.
تحرك حكومي لدعم الحملة
التفاعل الشعبي الكبير دفع الحكومة اليمنية إلى اتخاذ خطوات لدعم مجد، حيث كلف وزير الصحة العامة والسكان، الدكتور قاسم بحيبح، فريقًا بزيارة الطفل واستلام التقارير الطبية، بالإضافة إلى تقديم مساعدة مالية وطلب منحة علاجية من الدول الداعمة.
وأكدت مصادر في وزارة الصحة لـ"العين الإخبارية" أن الحكومة تواصلت مع الدول التي تقدم منحًا علاجية لليمن، في محاولة لتأمين علاج مجد في أحد المراكز المتخصصة.
التبرع مستمر لإنقاذ مجد
القائمون على الحملة شددوا على أن التحركات الحكومية لا تعني إيقاف الحملة، بل يجب تسريع جمع المبلغ المطلوب لضمان حصول مجد على العلاج في الوقت المناسب. حياة مجد معلّقة بين الأمل والتحدي، ويبقى باب الأمل مفتوحًا لكل من يستطيع المساهمة في إنقاذه.
aXA6IDE4LjIyMS4zNS4yNDQg جزيرة ام اند امز