فجوة بين جيل زد ومديري التوظيف.. صدام أولويات يربك سوق العمل الأمريكي

تشهد بيئات العمل في الولايات المتحدة توتّراً متزايداً بين جيل Z (من مواليد 1992-2012) ومديري التوظيف.
والاختلاف الذي أشار إليه تقرير لموقع "بيزنس إنسايدر" هو بسبب اختلاف جذري في القيم والأولويات.
وكانت دراسة حديثة أجرتها جامعة نيويورك، بقيادة سوزي ويلش، أظهرت أن الطرفين يقفان على مفترق طرق، إذ لا تتجاوز نسبة التوافق بينهما 2%. وبحسب الدراسة، فإن أصحاب العمل يفضّلون موظفين يسعون إلى النجاح المعترف به اجتماعيًا، وهو ما يعدّونه دليلًا على الطموح والانضباط. هذه القيمة تأتي في المرتبة الأولى بالنسبة لهم، بينما يحتل هذا المفهوم المرتبة الـ11 فقط لدى جيل Z، الذي يعطي الأولوية لما يُعرف بـ"اليوديمونيا"، وهي منظومة تركز على الرفاهية الشخصية، المتعة، وتحقيق الذات.
قيم متباينة
وفي حين تبرز لدى أصحاب العمل قيم مثل "حب التعلم" و"مركزية العمل"، يفضل الشباب قيمًا مثل "الصوت الفردي الأصيل" و"الرغبة في مساعدة الآخرين"، مما يعكس اختلافًا عميقًا في نظرتهم للعمل ودوره في الحياة.
وشملت الدراسة أكثر من 45 ألف مشارك، بينهم 7500 من جيل Z، إلى جانب 2100 مدير توظيف في قطاعات متعددة مثل البنوك والاستشارات. وخلصت إلى أن الفجوة ليست ناتجة عن سوء نية، بل عن اختلاف في التجارب والسياقات. فجيل Z نشأ في أجواء من التغيرات المتسارعة: اضطرابات سياسية، جائحة كورونا، صعود الذكاء الاصطناعي، وغيرها من العوامل التي شكّلت رؤيته لمستقبل العمل.
ويرى الجيل الأكبر من المهنيين أن النجاح يتطلب الانضباط والعمل الجاد، مستندين إلى تجارب أثبتت فاعليتها في بيئات تنافسية. في المقابل، يرفض جيل Z فكرة التضحية بالحياة الشخصية من أجل العمل، معتبرًا أن هناك نماذج جديدة يمكن أن تكون أكثر إنصافًا وتوازنًا.
وانعكست هذه الفجوة على الواقع العملي، إذ يواجه جيل Z صعوبة في الحصول على وظائف، مع ارتفاع نسبة البطالة بين خريجي الجامعات الجدد إلى 4.8% في يونيو/حزيران، مقابل 4% للعمال عمومًا. كما أن انخفاض معدلات الاستقالة الطوعية يشير إلى تقلص فرص الدخول إلى سوق العمل.
ومن جانبهم، يعاني أصحاب العمل من صعوبة في إيجاد مرشحين تتماشى قيمهم مع ثقافة المؤسسات، وغالبًا ما يفتقر الطرفان إلى الوضوح في التوقعات. ففي إحدى الحالات، توقّع موظف شاب ترقية بعد 3 أشهر، ليس بسبب الغرور، بل لعدم وضوح معايير التقييم داخل الشركة.
تصورات خاطئة
كما تكشف الدراسة عن تصورات خاطئة، مثل اعتقاد البعض بأن جيل Z يسعى إلى الشهرة بسبب تأثير وسائل التواصل الاجتماعي، بينما في الواقع جاءت "الشهرة" في أدنى قائمة أولوياتهم.
ويؤكد الخبراء أن الحل يكمن في تحسين التواصل وإعادة صياغة العلاقة بين الطرفين. فالشباب مدعوون لإظهار كيف يمكن لقيمهم أن تخدم أهداف المؤسسات، بينما يُطلب من الشركات إما التكيّف مع قيم الجيل الجديد، أو توظيف من يشاركها نفس الرؤية.
وتحذّر ويلش من فرض القيم بالقوة، وتدعو إلى فهم أعمق لتحولات سوق العمل، قائلة: "ربما جيل Z يرى ما لا يراه الجيل الأكبر بعد".
aXA6IDIxNi43My4yMTYuODYg
جزيرة ام اند امز