لا يمكن النظر لتوجيهات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بتمكين أصحاب الهمم بمعزل عما أنجزوه، إنه زرع يديك سيدي وعطاؤك الذي فاض على الوطن.
الهمم لا تعمل وحدها، لا تتفاءل إلا إن وجدت مدعاة للتفاؤل، ولا تشرق إلا إن وجدت المدى، من يعمل ومن ينجز يحتاج أولا إلى حافز وإلى داعم، يحتاج إلى يدٍ حانية تربت على كتفيه، وإلى ابتسامة قد تكون وحدها تساوي الدنيا بما فيها، وتصبح هي النصر وهي الإنجاز والتتويج.
لا يمكن أن تكون تلك النقلة الهائلة مجرد صدفة، ولا يمكن النظر لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد بتمكين أصحاب الهمم بمعزل عما أنجزوه، إنه زرع يديك سيدي، وعطاؤك الذي فاض على الوطن فرحة وبِشراً وأملاً، إنها رؤاك التي تسبق الأيام بحكمة قائد وإحساس شاعر وعطاء فارس.
كانت كلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله» لأبطالنا أصحاب الهمم في آسياد جاكرتا، اختزالا لمحبة وعطاء وطن، ووفاء قيادة، لم تترك هؤلاء الأبطال لحظة، ولا أتجاوز الحقيقة، حين أقول إن ما حققوه يعود بالأساس إلى هذا الوفاء العظيم وتلك المحبة الجارفة والرعاية الكريمة التي تحوط هؤلاء الأبطال صباح مساء، ولقاء سموه أمس بأصحاب الهمم، بعد عودتهم من جاكرتا بـ11 ميدالية، كان أبرز مشاهده، شكر الأبطال لسموه وقفته معهم ورعايته لهم، وعطاءه الذي يفيض كالسحاب.
في أبريل/نيسان من العام الماضي، أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، سياسة وطنية متكاملة لتمكين ذوي الإعاقة بالدولة، وأعاد سموه تسميّتهم ليكون مسماهم الرسمي «أصحاب الهمم»، وأكد سموه وقتها أن إنجازاتهم تتحدث عن نفسها في مجتمع لا ينكر عطاءهم في كافة المجالات، كما أكد أن قدراتهم وطموحاتهم تقودها همم وعزيمة وإرادة ملهمة للجميع. ووجّه سموه وقتها كافة المؤسسات الحكومية بتعيين مسؤول خدمات خاص بأصحاب الهمم، وتشكيل مجلس استشاري لهم، ينقل لمجلس الوزراء كافة احتياجاتهم.
حدث ذلك منذ عام تقريبا، واليوم هاهم يعودون من جاكرتا بهذا الحصاد الكبير والمبهر، ويؤكدون أن الإمارات ليست ضيفا على أية فعالية، لكنها رقم صعب ومنافس قوي، لا سيما وأن ما حققه أبطالنا جاء وسط مشاركة كبيرة، قوامها 3000 لاعب ولاعبة، مثلوا 43 دولة من القارة الصفراء.
لا يمكن أن تكون تلك النقلة الهائلة مجرد صدفة، ولا يمكن النظر لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد بتمكين أصحاب الهمم بمعزل عما أنجزوه، إنه زرع يديك سيدي، وعطاؤك الذي فاض على الوطن فرحة وبِشراً وأملاً، إنها رؤاك التي تسبق الأيام بحكمة قائد وإحساس شاعر وعطاء فارس.
تحية لأبطالنا محمد القايد، وعبدالله سلطان العرياني، ومحمد خميس، وراشد الظاهري، ومحمد الكعبي، وسارة السناني، وهيفاء النقبي، ومريم المطروشي، ولكل فرد في البعثة التي أشرقت في جاكرتا فوصل ضياؤها إلينا هنا في الإمارات، تحية لكل اللاعبين الذين ذهبوا إلى هناك وللقائمين على البعثة، وإلى اللجنة البارالمبية الإماراتية، تحية لكل أصحاب الهمم الذين علمونا أن بالإرادة وحدها نرتقي القمم.
*نقلا عن صحيفة "الاتحاد" الإماراتية
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة