معهد المخطوطات العربية.. 70 عاما في خدمة التراث العربي
معهد المخطوطات العربية يعد من أهم وأقدم المراكز البحثية المعنية بالمخطوطات في العالم منذ إنشائه عام 1946
يعد معهد المخطوطات العربية من أهم وأقدم المراكز البحثية المعنية بالمخطوطات في العالم، لما قدمه طوال رحلة عطاء بدأت منذ عام 1946 في خدمة التراث العربي المخطوط من جمع وصيانة وترميم وفهرسة.
تاريخ المعهد
كانت بداية عمل المعهد ملحقاً بالدائرة الثقافية بالأمانة العامة لجامعة الدول العربية التي تأسست عام 1945، بناء على قرار الجامعة رقم 39، الذي نص على تأسيس المعهد تحت اسم "معهد إحياء المخطوطات"، لما كان من حاجة ملحة لإنشاء كيان أو مؤسسة تعمل على جمع وصيانة وترميم ودراسة مخطوطات التراث العربي.
استمر عمل المعهد كجزء من الدائرة الثقافية في الأمانة العامة لجامعة الدول العربية حتى حصل على استقلاله عنها عام 1955، بناء على المذكرة التي أرسلها مدير المعهد وقتها إلى الأمين العام للجامعة العربية، بفصل المعهد عن الإدارة الثقافية، وتطبيق قرار الجامعة الصادر بتاريخ 4/4/1946 باعتبار المعهد قائماً بذاته.
وظل المعهد يعمل بشكل مستقل عن الإدارة الثقافية حتى عام 1969؛ حيث ألحق بعد ذلك بالمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم عام 1970، وقد استمر عمل المعهد بالقاهرة حتى عام 1979، وانتقل بعدها إلى تونس لمدة سنتين، وفي عام 1981 انتقل المعهد إلى الكويت، وظل بها حتى عام 1990، وأخيراً عاد مرة أخرى إلى القاهرة عام 1991 ومستمراً حتى الآن.
عمل المعهد
يقوم المعهد على جمع وفهرسة المخطوطات العربية الموجودة في دور الكتب العامة والخاصة، بالإضافة إلى تصوير أكبر عدد ممكن من المخطوطات العربية ذات القيمة العلمية، كما يعمل على حفظ وترميم وصيانة وتقديم المخطوطات بشكل علمي يسهل الاطلاع عليها، وتحقيق ونشر المخطوطات العربية.
يضم المعهد 4أقسام رئيسية هي قسم الفهارس، ويضع بطاقات الكتب المصورة حسب الأصول العلمية بأسماء الكتب وأسماء المؤلفين والموضوعات.
قسم التصوير، ويعمل على تصوير المخطوطات وتحميض الأفلام واستنساخ الصور ومعالجتها وتكبيرها.
قسم السكرتارية ويعمل على إعداد الرسائل الصادرة وتسجيلها وتقييد الواردة وتصنيفها، وتوزيع نشرات المعهد، وأخيراً قسم المحاسبة.
يقدم المعهد العديد من الخدمات العلمية منها توفير قواعد بيانات علمية مفهرسة للمخطوطات العربية، وقاعدة بينات التراث العربي المطبوع، وقاعدة بينات المشتغلين بالتراث، وقاعدة بيانات مكتبة المعهد المتخصصة، وقاعدة بيانات ذاكرة المخطوط العربي، بالإضافة إلى المؤتمرات الدورية، والمنتديات الثقافية، وورش العمل المتخصصة.
كما يقدم المعهد دبلوم علوم المخطوطات، بالإضافة إلى الدورات التدريبية في العناية بالنص التراثي، وأسس تحقيق النصوص، وفهرسة المخطوطات العربية.
في البدء كان يتم جمع المخطوطات والوثائق بمعهد المخطوطات العربية، وذلك من خلال إرسال بعثات داخل الوطن العربي وخارجه لتصويرها، أما حالياً فيتم الاعتماد على التبادل مع المؤسسات داخل مصر وخارجها؛ حيث يتعاون المعهد مع الكثير من الجهات في مجالات التراث العربي، منها الخزانة الحسنية بالمغرب، ودار الكتب المصرية، ومركز جمعة الماجد، ومكتبة الإسكندرية، ومركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية بالمملكة العربية السعودية، والرابطة المحمدية للعلماء بالمغرب.
40 ألف مخطوط عربي في خدمة الدارسين
يحتفظ معهد المخطوطات العربية بأكثر من 40 ألف مخطوطة أصلية ومصورة ميكروفيلمياً ورقمياً، هذا إلى جانب مجموعة من الوثائق، وكل ذلك متاح للباحثين بغرض البحث العلمي.
ومن أمثلة الوثائق المحفوظة بالمعهد: وثيقة بين العلماء والحاج أحمد باي، لرفع المظالم عن الرعية، تاريخها جمادي الأولى عام 1246هـ، مجموعة من الوثائق السياسية، مجموعة رسائل متبادلة بين سليم عبدالهادي في فلسطين مع الرئاسة اللامركزية في القاهرة بين عامي 1913 و1914.
كما يحتفظ المعهد بمراسلات عدة قنصليات بدولة ليبيا، مثل قنصلية أمريكا، وقنصلية فرنسا، وقنصلية إنجلترا، وقنصلية النمسا، وقنصلية هولندا، وقنصلية إيطاليا، وقنصلية إسبانيا، ومرسوم من علي باشا رضا والي طرابلس الغرب بتعيين على القرقني شيخا لمدينة طرابلس الغرب عام 1284هـ.
كما يحتفظ بفرمان سلطاني بتعيين الوالي محمود نديم باشا بدلاً من الوالي السابق أحمد عزت باشا في عام 1276هـ، ومجموعة من الفرمانات السلطانية يرجع تاريخها إلى الفترة 1268 - 1291هـ، وسجلات شرق السودان- طوكر، وتتضمن تمويل ومصروفات رجال الريات حتى عام 1309هـ، والدفاتر المالية في المهدية، وغيرها من الوثائق المهمة.
aXA6IDE4LjIyMS42MS4xMzUg
جزيرة ام اند امز