التكامل والتمكين.. مسار التنمية المستدامة في العالم العربي

أكد «إعلان بغداد» الصادر في ختام القمة العربية الـ34، التزام الدول العربية بتعزيز مسار التنمية المستدامة في العالم العربي، وتبنيهم لمجموعة من المبادرات الرامية إلى دعم الأمن الغذائي، والتكامل الاقتصادي، والتحول الرقمي، والتمكين المجتمعي.
وثمّن القادة تقرير الأمين العام لجامعة الدول العربية حول العمل الاقتصادي والاجتماعي والتنموي العربي المشترك، معربين عن تقديرهم لما تضمنه من تشخيص واقعي ورؤية مستقبلية متكاملة، وأشادوا بجهود الأمانة العامة في متابعة تنفيذ قرارات الدورة الرابعة للقمة التي استضافتها بيروت عام 2019.
فيما أكدت مسودة "إعلان القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية" في دورتها الخامسة، والمنعقدة في العاصمة العراقية بغداد، السبت، الالتزام الراسخ تجاه دعم العمل العربي التنموي المشترك، وتعزيز التضامن العربي، وتحقيق التكامل الاقتصادي والاجتماعي بين الدول العربية.
وقد شهدت بغداد، السبت، أعمال وجلسات القمتين العربية العادية الرابعة والثلاثين والتنموية الخامسة، بحضور عدد من القادة والزعماء العرب، والأمناء العامين لمنظمة الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي ومجلس التعاون الخليجي.
صندوق عربي للتنمية وإعادة الإعمار
ورحبت مسودة إعلان القمة التنموية الاقتصادية والاجتماعية، بإعلان العراق، إنشاء "الصندوق العربي لدعم جهود التعافي وإعادة الإعمار من آثار الأزمات"، والتبرع بـ40 مليون دولار للصندوق، تخصص 20 مليون دولار لدعم الجهود الإنسانية، وإعادة الإعمار في قطاع غزة، و20 مليون دولار لدعم جهود إعادة الإعمار في لبنان.
كما تضمنت المقترحات العراقية مبادرة لدعم الشعب السوري تحت عنوان "العهد العربي"، تسعى إلى دعم الانتقال السياسي الشامل في سوريا، وبناء نظام ديمقراطي يضمن الحقوق والحريات، إلى جانب الدعوة لعقد مؤتمر دولي يهدف إلى إعادة إعمار سوريا، وتسهيل عودة النازحين واللاجئين بشكل آمن وكريم.
ورحب "إعلان بغداد" بدعوة العراق للمشاركة في مشروع "طريق التنمية"، بوصفه مشروعًا استراتيجيًا يربط الدول العربية بالأسواق العالمية، ويُسهم في تعزيز التكامل الاقتصادي الإقليمي.
كما أعلنت بغداد عن إطلاق مشروع شامل للإصلاح الاقتصادي العربي خلال العقد المقبل يستهدف بناء فضاء اقتصادي عربي متكامل قادر على المنافسة، ويعزز من الشراكة بين القطاعين العام والخاص، ويراعي أبعاد العدالة الاجتماعية والاستدامة البيئية.
ورحبت القمة التنموية أيضاً بالمبادرة العربية للذكاء الاصطناعي التي قدمها الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط، مشجعة على تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي كأداة لتعزيز التنمية الشاملة وبناء مجتمعات معرفية عربية.
الاقتصاد الأزرق ركيزة لاستدامة الموارد البحرية
واعتمد القادة مبادرة موريتانيا حول الاقتصاد الأزرق باعتبارها توجهاً استراتيجياً لضمان الأمن الغذائي واستدامة الموارد البحرية.
وفي السياق ذاته، رحب القادة العرب بمبادرة العراق لإنشاء مجلس وزراء التجارة العرب، لتعزيز التنسيق المؤسسي والتكامل الاقتصادي بين الدول العربية، إلى جانب الإشادة بتجربة مصر في مكافحة التهاب الكبد الفيروسي (سي)، واعتبارها نموذجاً يحتذى به إقليميا، كما أشادوا بمبادرة الإمارات "صنع الأمل"، واصفين إياها بأنها "نموذج ملهم" في العمل التنموي والإنساني، معربين عن دعمهم لمشروع القمر الصناعي البحريني "المنذر" ضمن رؤية عربية موحدة لتطوير الريادة الفضائية.
إقرار استراتيجية الأمن الغذائي حتى 2035
وأقر "إعلان بغداد" الاستراتيجية العربية للأمن الغذائي (2025 - 2035)، داعيًا إلى حشد الموارد لتنفيذها، كما جدد الدعم لجهود إعادة الإعمار في اليمن والسودان، مؤكدًا أهمية إدماجهما في المنظومة التنموية العربية.
كما أكد "إعلان بغداد" رفض محاولات تهجير الشعب الفلسطيني، داعياً إلى دعم مشروع إيواء الأسر الفلسطينية النازحة، وإقرار مشروع محطات الطاقة الشمسية في المخيمات الفلسطينية لتحسين حياة اللاجئين، ودعا أيضا إلى رفع العقوبات عن قطاع الطاقة في سوريا بسبب آثارها السلبية على التنمية الوطنية، كما أشار إلى أن العقوبات الاقتصادية والمالية المفروضة على سوريا تُعيق جهود إعادة البناء والتعافي، مرحبين في هذا السياق بإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتاريخ 13 مايو/أيار 2025 رفع العقوبات المفروضة على سوريا.
واعتمدوا الخطة التنفيذية للاستراتيجية العربية للأمن المائي 2030، إلى جانب دعم مشروع المجترات الصغيرة لتعزيز الأمن الغذائي.
- الإمارات تدفع بأجندة التنمية طويلة الأجل.. إلى واجهة الحوار المناخي العالمي
- إعلان بغداد.. دعمٌ شامل لغزة وسوريا ولبنان ورفض لتهجير الفلسطينيين
الاستثمار في الموارد البشرية الصحية
وشدد "إعلان بغداد" على ضرورة الاستثمار في الموارد البشرية الصحية وتأهيل الكوادر، واعتمد خطة تطوير التعليم الفني والمهني، كما دعا إلى استراتيجية عربية للصحة المدرسية والجامعية.
وأقر القادة العرب الإطار الاستراتيجي للتمكين الاقتصادي والاجتماعي للمرأة العربية، وخطة العمل التنفيذية المصاحبة، كما دعوا إلى تحضير عربي موحد للمؤتمر العالمي الثاني للتنمية الاجتماعية، واعتمدوا إعلان المبادئ حول مستقبل الموارد البشرية في ظل الثورة التكنولوجية.
وشدد "إعلان بغداد" على أهمية التمويل المستدام، والدعوة لإنشاء آليات مبتكرة لدعم المشاريع الاستراتيجية، مرحبا بانعقاد منتدى الشباب العربي ومنتدى المجتمع المدني، وثمن دورهما في تعزيز الشراكات المجتمعية.
واختتم القادة العرب "إعلان بغداد" بالتأكيد على تنفيذ الاستراتيجية العربية للشباب والسلام والأمن (2023 - 2028)، وتوفير البيئة اللازمة لتعزيز دور الشباب في بناء مستقبل المنطقة.